متابعة - بلال قناوي..: يستهلّ الدحيلُ مشوارَه الجديدَ في النسخة الجديدة لدوري أبطال آسيا بموقعة كُرويّة صعبة وشاقّة، حيث سيصطدم بفريق بيرسبوليس الإيراني في مُواجهة نارية وثأرية ومواجهة قوية للغاية ضمن المجموعة الرابعة التي تضم أيضًا، التعاون السعودي، والشارقة الإماراتيّ. أسباب كثيرة تجعل المَهمة صعبة أبرزها أنّ الدحيل يريد الثأر من منافسه الذي حرمه من مُواصلة المشوار في 2018 والوصول إلى نصف النّهائي بعد أن حقّق بيرسبوليس الفوز في الإياب بطهران 3-1 وتعويض خسارته بالدوحة أمام الدحيل بهدف. المَهمة صعبة أيضًا لأن الدحيل يعيش في هذه الآونة وضعًا غير جيد، ويقدم عروضًا ومستويات لا تتناسب مع طموحاته، وهو أمر طبيعيّ نتيجة التغييرات التي طرأت على جهازه الفني وعلى محترفيه الأجانب. ويزيد من قوة وصعوبة اللقاء أنّ الدحيل وبغض النظر عن كل هذه الأمور يريد تحقيق بداية قوية وجيدة وإيجابية من أجل مُواصلة المشوار الطويل والصعب ومن أجل الوصول إلى هدفه وطموحه وهو المنافسة على اللقب القاري وتمثيل آسيا والكرة القطرية في بطولة العالم للأندية بالدوحة العام المُقبل. المواجهة الصعبة والثأرية ستنطلق السادسة والربع من مساء اليوم باستاد عبد الله بن خليفة بنادي الدحيل، ضمن المجموعة الرابعة التي تعتبر من المجموعات القوية، خاصة أن أنها اكتملت منذ إجراء القرعة على عكس مجموعات أخرى انتظرت التصفيات التمهيدية وانتظرت الفرق المتأهلة والتي كان بعضها مستواه أقلّ بكثير. هناك صعوبات أخرى تواجه الدحيل قبل الخطوة الآسيوية الأولى، تتمثل في بعض الغيابات المهمة، حيث سيفتقد الفريق لجهود مهاجمه الخطير يوسف المساكني، وإسماعيل محمد، وبسام الراوي بسبب الإصابة، ورغم وجود البدلاء الأكْفاء إلا أن الثلاثة الغائبين يعدّون من العناصر المهمة قبل أن تكون عناصر أساسية. هناك صعوبات من نوع مُختلف تنتظر الدحيل في مباراة اليوم، وهي صعوبات فنية في المقام الأول، حيث من المتوقع أن يعتمد بيرسبوليس كالمعتاد على خُطة دفاعية تغلق كل الطرق المؤدية إلى مرماه أمام هجوم الدحيل، وهنا مكمن الخطورة كون الفريق الإيراني يجيد الدفاع القوي، ويجيد في نفس الوقت الهجمات المرتدة التي ستشكّل خطورة بالغة على الدفاع وعلى المرمى وهو ما يعقد الأمور أمام الدحيل وأمام مدربه الجديد المغربي وليد الركراكي. رغم التراجع بعض الشيء في مستواه في المباريات الأخيرة نتيجة التغييرات التي طرأت على الفريق وعلى أدائه وإستراتيجية اللعب، إلا أن الدحيل ظهر بشكل جيد في مباراته الأخيرة أمام معيذر بغض النظر عن عدم قوة المواجهة، ويكفي أنه سجل 4 أهداف وهو ما يحدث للمرة الأولى منذ فترة وهو مؤشر جيد ودليل على التطوّر وعلى أن الأسماء الجديدة خاصة الثنائي ماندزوكيتش وهان كوانج بدآ الانسجام والتفاهم بعد انضمامهما إلى صفوف الفريق، خاصة كوانج الذي سجل أوّل هدفَين مع الفريق وأظهر قدرات جيدة سيحتاجها الفريق ويحتاجها الهجوم بشدّة في مُواجهة اليوم. الدحيل بالأحمر وبيرسبوليس بالأبيض انعقد أمس في الرابعة عصرًا بقاعة المُؤتمرات بالنادي الاجتماعُ الفني الخاص بمباراة الدحيل وفريق بيرسبوليس الإيراني والمقرّر إقامتها اليوم في افتتاح مباريات الفريقَين بالمجموعة الثالثة بدوري أبطال آسيا، وذلك بحضور فرج المري المدير الرياضي للدحيل، وإسماعيل أحمد مُدير الفريق إلى جانب أعضاء من البعثة الإدارية لفريق بيرسبوليس، وحكّام المُباراة والمراقب. وتمّ خلال الاجتماع تحديدُ وموعد حضور الفريقَين إلى أرض الملعب، وكذلك تحديد أماكن جلوس جمهور كل فريق، إضافة لباقي التعليمات الإدارية الخاصة بالمباراة، وكذلك تمّ تحديدُ الزيّ الذي سيلعب به كل فريق، حيث سيرتدي الدحيل الزيّ الأحمر الكامل، بينما سيلعب الفريق الإيراني بالزيّ الأبيض الكامل. في المباراة الثانية للمجموعة الثالثة الشارقة يستضيف التعاون دبي - أ ف ب: يعود الشارقة الإماراتي والتعاون السعودي إلى المشاركة في البطولة القارية من الباب الواسع عندما يلتقيان على استاد الشارقة في الجولة الأولى من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال آسيا لكرة القدم، لحساب المجموعة الثالثة التي تضمّ بجانبهما الدحيل، وبیرسبولیس الإيرانيّ. وكان الشارقة تواجد في البطولة بنظامها الجديد عامَي 2004 (ودّع من ربع النهائي أمام سيونجنام الكوري الجنوبي)، و2009 (أُلغيت نتائجه بعد انسحابه إثر خوضه أربع مُباريات من دور المجموعات). ويعود الشارقة إلى المُشاركة القارية بصفته بطلًا للدوري الإماراتي الذي أحرز لقبه الموسم الماضي بعد غياب 23 عامًا عن منصة التتويج، ويأمل ببداية قوية أمام التعاون ليتجاوز الصورة السيئة التي تركها بانسحابه قبل 11 عامًا. ويفتقد الشارقة نجمه البرازيلي إيجور كورنادو للإصابة، لكنه في المقابل يملك الحلول الهجومية بعد التعاقد مع مواطن الأخير كايو فرنانديز قادمًا من بنفيكا البرتغالي والذي سيشكّل مع ريان منديز من الرأس الأخضر والأوزبكستاني أوباتيك شوكوروف نقطة الثقل في تشكيلة المدرب الوطني عبدالعزيز العنبري. مهمة كبيرة لمادبو يعوّل الدحيل كثيرًا اليوم على جهد وعطاء نجم الوسط عاصم مادبو في التصدي للمنافس القوي الفريق الإيراني، ويمثل وجود مادبو أهمية كبيرة لوسط الدحيل بما يملكه من جهد وعطاء ولياقة بدنية مرتفعة وتنبع أهمية دور مادبو في خطورة بيرسبوليس وهجماته المرتدة التي تحتاج إلى من ينجح في تعطيلها وإيقافها قبل أن تصل إلى حدود المنطقة وتهدّد الفريق، ولا يوجد أفضل من مادبو الذي يقوم بهذا الدور، خاصة أنه يتمتع في نفس الوقت بروح قتالية عالية. مراقبة أوساغونا يحتاج دفاع الدحيل اليوم إلى التركيز بشكل كبير لمُواجهة الهجوم الإيرانيّ والحدّ من خطورته ومنعه من الوصول إلى الشباك، ورغم أن الرقابة ستكون مطلوبة على لاعبي الهجوم والوسط إلا أن دفاع الدحيل سيكون مطالبًا بالتركيز أكثر على المهاجم النيجيري كريستيان أوساغونا، وأيضًا لاعب الوسط العراقي بشار رسن الذي أنقذ الفريق من الخسارة في الوقت القاتل في لقاء القمة بالدوري الإيراني أمام الاستقلال وخطف هدف التعادل الثاني. استراتيجية مختلفة لبيرسبوليس في اللقاء الأخير الذي جمعه مع الدحيل بالدوحة في ذهاب ربع النهائي 2018 كان الهدف الأساسيّ لفريق بيرسبوليس الخروج ولو بالتعادل سواء كان سلبيًا أو إيجابيًا على اعتبار أنّ هذه المرحلة مرحلة انتصار ولو بفارق الأهداف، لذلك كانت خسارته أمام الدحيل بهدف في الدوحة نتيجة جيدة له استطاع تعويضها في الإياب بالفوز 3-1. لكن الأمر وإستراتيجية اللعب سوف تختلف اليوم كون اللقاء في دور المجموعات وهي مرحلة جمع أكبر عدد من النقاط، لذلك فإنّ الخسارة ستكون مرفوضةً من جانب الفريق الإيراني، وسيعمل على الخروج على أقل تقدير بالتعادل أو الفوز حتى تكون بدايته جيدة وإيجابية، بعكس خسارته أوّل 3 نقاط في المجموعة. ماندزوكيتش والظهور المرتقب ينتظر جمهورُ الدحيل وجمهورُ الكرة القطرية بشكل عام ظهور الهداف العالمي الكرواتي ماريو ماندزوكيتش في المواجهة الصعبة الليلة، صحيح أنّ ماريو ظهر في مباريات سابقة، لكن الظهور المُنتظر هو التألق وهو تسجيل الأهداف وإظهار مُستواه الحقيقيّ الذي يعرفه الجميع عنه عندما كان هدافًا خطيرًا في اليوفي الإيطالي.