أكد التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، في ختام اجتماعه في باريس، أمس، دعمه الخطة العسكرية والسياسية العراقية، التي اعتمدتها بغداد لاستعادة مناطق من أيدي التنظيم بعد سقوط مدينة الرمادي الاستراتيجية، فيما دعا التحالف إلى إطلاق عملية سياسية بشكل سريع في سورية، تحت إشراف الأمم المتحدة. وأعلن ممثلو الدول والمنظمات الـ20 المشاركة في التحالف الدولي، في بيان صدر في ختام اجتماع باريس، دعمهم خطة العراق لاستعادة مناطق من تنظيم داعش. وقال نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إنها خطة جيدة عسكرياً وسياسياً، مضيفاً أن وزراء الائتلاف تعهدوا بتقديم دعمهم لهذه الخطة. واطلقت القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي المؤلفة بمعظمها من فصائل شيعية تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، في 26 مايو عملية لبيك يا حسين، التي تغير اسمها لتصبح لبيك يا عراق، لمحاصرة الرمادي، لإنهاء سيطرة تنظيم داعش. وتمكنت القوات العراقية بمساندة الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر، خلال الأيام القليلة الماضية من فرض سيطرتها على مناطق حول الرمادي، مركز محافظة الأنبار. وأضاف بلينكن، الذي حل محل وزير الخارجية الأميركي جون كيري، اثر إصابته بكسر في عظم الفخذ في حادثة دراجة هوائية، في العراق الآن، لدينا الاستراتيجية الصائبة، مزيج من ضربات جوية وعمليات تدريب وشركاء دوليين يعملون بفاعلية. من جهته، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، التصميم التام على مكافحة التنظيم المتطرف، مشيراً إلى معركة طويلة الأمد. وأكد فابيوس أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، تعهد بدوره بمصالحة جميع مكونات المجتمع العراقي. بدوره قال العبادي، وهو يقف إلى جانب فابيوس وبلينكن، إن العراق قادر على بذل تضحيات لقتال داعش، لكن يتعين على التحالف الدولي دعمه. وأكد أنه واثق بأن الخطط العراقية ضد التنظيم تمضي في طريقها، ورفض تلميحات إلى أن العراق لا يبذل جهداً كافياً على الصعيد السياسي. وأضاف أن العراق بحاجة للكثير من العمل السياسي من جانب دول التحالف. وفي الشأن السوري، دعا ممثلو الدول والمنظمات المشاركة في التحالف إلى اطلاق عملية سياسية بشكل سريع في سورية، تحت اشراف الأمم المتحدة لحل النزاع في هذا البلد. وجاء في البيان أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد غير قادر ولا يرغب في محاربة تنظيم داعش. وحث البيان على إطلاق عملية سياسية شاملة وصادقة من اجل تطبيق مبادئ بيان جنيف، الذي يدعو إلى وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية. من جهتها، دعت روسيا، التحالف، إلى تنسيق غاراته الجوية مع الحكومة السورية، محذرة من أن المتطرفين قد يذهبون بعيداً في حال لم يتم وقفهم. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في حديث لتلفزيون بلومبرغ، أمس، من الواضح بالنسبة لي ان عدم تنسيق الغارات الجوية مع انشطة الجيش السوري كان خطأ ولايزال. هذا ما نعتقد يجب القيام به. وأضاف وهذا للأسف ما يرفضه اصدقاؤنا الأميركيون لاعتبارات ايديولوجية. وحذر لافروف، الذي تعد بلاده من الدول الداعمة للأسد، من ان عناصر تنظيم داعش قد يذهبون بعيداً كثيراً في حال لم يتم وقفهم. وأضاف لقد أحرزوا تقدماً كبيراً في العراق وسورية، واستولوا على محافظة إدلب، مشيراً إلى أنهم يتوسعون ايضاً في ليبيا. وقال حتى انهم توسعوا في شمال أفغانستان القريبة جداً من آسيا الوسطى القريبة من روسيا. ورداً على سؤال لمعرفة ما اذا سيستولي التنظيم على كل سورية، رفض لافروف الإجابة بشكل مباشر، موضحاً انه غير متفائل لمستقبل المنطقة اذا بقي الوضع على حاله. وقال اذا استمر الإذعان لما يحصل والإذعان للذين يرفضون رفضاً قاطعاً بدء العملية السياسية قبل تنحي بشار الأسد عن السلطة فإنني غير متفائل لمستقبل المنطقة. واضاف لأن هؤلاء الأشخاص يضعون مصير شخص يكرهونه قبل محاربة الإرهاب. من ناحية أخرى، قال الجيش الأميركي، إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 10 ضربات جوية ضد أهداف لتنظيم داعش في العراق، وخمس ضربات في سورية منذ صباح أول من أمس. وذكرت قوة المهام المشتركة في بيان، أمس، أن الضربات أصابت مواقع قتالية ووحدات تكتيكية ومباني وأسلحة آلية وأهدافاً أخرى تابعة للتنظيم المتشدد قرب مدن من بينها الموصل وسنجار وتلعفر والفلوجة في العراق. وأضافت أن الغارات الخمس في سورية تركزت قرب مدينتي الحسكة وعين العرب (كوباني)، وأصابت وحدات تكتيكية ومواقع قتالية ومنشأة للقيادة والتحكم ومخزناً للأسلحة.
مشاركة :