تحقيق إخباري: حوض الرمل أكبر مورد لمواد البناء شرق العراق يعاود انتاجه من جديد

  • 2/15/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعقوبة، العراق 14 فبراير 2020 (شينخوا) شكل حوض الرمل أقصى محافظة ديالي شرقي العراق لسنين طويلة المورد الاساسي لاثنين من أهم مواد البناء قبل أن يصيبه الشلل لأكثر من خمس سنوات بسبب سيطرة التنظيم المتطرف على أجزاء واسعة من المحافظة في صيف 2014 . لكن بعد أن تم طرد التنظيم المتطرف من المنطقة وتحسن الوضع الأمني فيها عاود جزء من حوض الرمل الإنتاج مرة أخرى ليساهم في خلق العديد من فرص العمل للعاطلين في خفض أسعار مواد البناء. ويضم حوض الرمل أربعة مقالع ضخمة (المقلع هو المكان الذي يستخرج منه الحصى والرمل) هي الأكبر على مستوى محافظة ديالي لغزارة الانتاج فيها من مادتين تشكلان الأساس في كل مشاريع البناء والإعمار وهما الرمل والحصى. وقال عبدالجبار العبيدي مدير ناحية المنصورية (أعلى مسؤول إداري في البلدة) التي تبعد (40كم) شرق بعقوبة مركز محافظة ديالي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن الحوض أصيب بالشلل لعدة سنوات بسبب تداعيات أحداث يونيو 2014 حيث تحولت أرضه إلى ساحة حرب ومواجهات تلاها عمليات القنص عن بعد، قبل أن يطرد التنظيم ويعم الاستقرار الامني". واضاف العبيدي "بدأ الحوض بالانتاج الفعلي بعدما شهدت منطقته الاستقرار الأمني النسبي بجهود كل القوات العسكرية ما وفر العشرات من فرص العمل للعاطلين، كما أسهم في خفض بورصة اسعار الرمل والحصى". إلى ذلك قال راغب العنبكي رئيس المجلس البلدي المنحل في المنصورية إن" المنصورية تضم 25 مقلعا للحصى والرمل منتشرة في مناطق متفرقة لكن لم يتم إعادة الانتاج إلا في أضخم أربعة مقالع تقع في منطقة شروين وهي تنتج من 40 إلى 50 شاحنة من الرمل والحصى يوميا". وتابع العنبكي أن" بقية المقالع وعددها أكثر من 20 حاليا متوقفة عن العمل منذ عام 2014 لدواعي أمنية. ودعا العنبكي إلى منح الموافقة لكي تستأنف بقية المقالع انتاجها بعد أن استقر الوضع الأمني كون ذلك سيؤدي إلى نقلة نوعية في حياة العديد من الناس كون هذه المقالع ستنتج كميات كبيرة جدا من مادتي الرمل والحصى وستؤدي إلى خفض أسعار تلك المادتين للنصف بالإضافة أن كل مقلع سيوفر من 100 إلى 200 فرصة عمل. وطالب العنبكي، قيادة عمليات ديالي بإعطاء الأذونات لإحياء ما تبقى من مقالع الحصى التي تشكل أكبر نافذة لانتاج الحصى والرمل في شرق العراق بشكل عام . بدوره قال مزبان العزاوي سائق مركبة في أحد مقالع الحصى بأطراف المنصورية "إن المقالع هي الأكبر من نوعها في ديالي وهي توفر مادتي الحصى والرمل ليس لمناطق ومدن المحافظة بل حتى بغداد وهناك عشرات المركبات تذهب صوب العاصمة يوميا من عدة مقالع". وأشار إلى أن إعادة فتحها واستئنافها العمل أدى إلى تحسن دخله المادي ، حيث يقود بنقل هاتين المادتين إلى مدن ديالي وفي بعض الاحيان إلى بغداد. أما علوان الشمري سائق شاحنة لنقل الرمل من المنصورية إلى بعقوبة فقال إن" المنصورية بشكل عام تأتي بالمرتبة الأولى على مستوى ديالي بقمالع الحصى والرمل وكانت تنتج قبل أحداث يونيو 2014 من 400 إلى 500 شاحنة وربما اكثر يوميا من الحصى والرمل من خلال 25 مقلعا ". واضاف الشمري أن" الاوضاع الأمنية حاليا مستقرة في المنصورية والمناطق المحيطة بها ولا نعرف أسباب عدم تشغيل بقية المقالع، ولو تم تشغليها ستعاود تلك المناطق نشاطها الاقتصادي وتخلق فرص عمل كبيرة خاصة لذوي الدخل المحدود. إلى ذلك قال ثائر سعد خليفة خبير اقتصادي في بعقوبة "إن ديالي تتميز بشكل عام بثروات طبيعية لا تنتهي ومنها توفر مادتي الرمل والحصى بشكل غزير وبنوعيات مختلفة وجيدة "،لافتا إلى أن المنصورية تتصدر انتاج تلك المواد تليها المقدادية وحمرين. واضاف خليفة أن أحداث 2014 أدت إلى توقف تام لمقالع الحصى والرمل ، وأن تشغيل بعضها مؤخرا يعد خطوة بالاتجاه الصحيح". وتابع "هناك مقالع آخرى لاتزال مشلولة بسبب الهاجس الأمني الذي ينبغي معالجته وإعطاء الضوء الأخضر لمعالجة قطاع يمكن أن ينهض ويتطور خلال فترة وجيزة ويسهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال تقليل أسعار اثنين من أهم مواد البناء". يذكر أن تنظيم داعش الإرهابي احتل أجزاء كبيرة من محافظة ديالي في شهر يونيو عام 2014، لكن القوات الأمنية العراقية وبتعاون السكان المدنيين تمكنت من طرد عناصر التنظيم المتطرف من مدن وبلدات المحافظة في عام 2015، لكن لا تزال تحدث بين فترة وأخرى هجمات خاصة في المناطق البعيدة أو التي فيها اشجار كثيفة.

مشاركة :