التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي يسبب الجفاف

  • 2/16/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يعاني البعض أحياناً ألماً في المعدة مع إسهال مائي وقيء، وتعرف هذه الأعراض بين الناس بأنها إنفلونزا المعدة، أو ما يعرف ببرد المعدة، ويشير الأطباء إلى أن المسميين خاطئان؛ وذلك لأن هذه الأعراض تعرف طبياً بالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، وذلك طبقاً لما نشر في موقع «ويب مد».وأضاف الموقع: يعتبر هذا المرض عدوى معوية تتسبب في الإصابة بها أحد الفيروسات، وتؤدي إلى تشنجات البطن وإسهال مائي، بالإضافة إلى عدد آخر من الأعراض.تشمل طرق الإصابة تناول الماء أو الطعام الملوثين، وكذلك في حالة الاتصال المباشر بين شخص سليم وآخر مصاب، وفي الأغلب يتماثل المصاب للشفاء دون أي مضاعفات.وتعد الوقاية هي السبيل الوحيد لتجنب الإصابة بهذا المرض، وبخاصة أنه لا يتوافر له علاج، مع تجنب الماء والطعام لو كانا ملوثين، ومن أفضل وسائل الوقاية غسل اليدين باستمرار وبشكل متكرر. ونتناول في هذا الموضوع مرض إنفلونزا المعدة بكل تفاصيله، مع بيان العوامل والأسباب التي تؤدي إلى هذه الحالة، وكذلك أعراضها التي تميزها عن غيرها من الحالات المتشابهة، ونقدم طرق الوقاية الممكنة وأساليب العلاج المتبعة والحديثة. 4 فئات وذكر موقع «هيلث لين» أن التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي يصيب الكثيرين، غير أن هناك بعض الفئات عرضة بشكل أكبر للإصابة به، ومن هؤلاء الصغار، وبخاصة أطفال المدارس الابتدائية والحضانات؛ لأن جهازهم المناعي غير متكمل، ولذلك فهم عرضة للإصابة بأي فيروس، ومع وجود أعداد كبيرة فإن انتقال الفيروس من طفل مصاب لآخر سليم يكون سهلاً. ويعاني كبار السن هذا المرض؛ بسبب ضعف جهازهم المناعي مع تقدم العمر، وهو ما يجعلهم فريسة لأي فيروسات منتشرة.وتعتبر التجمعات بيئة خصبة لانتشار الفيروسات، ولذلك فإن طلاب المؤسسات التعليمية، ومن يعيشون في تجمعات كعمال المصانع وأمثالهم عرضة للإصابة بهذا المرض.وتشمل الفئات الأكثر عرضة لهذه المشكلة المصابين بأمراض مزمنة، ولديهم ضعف في المناعة، وبالتالي لا يقدرون على محاربة الفيروسات والبكتيريا. طعام ملوث وأوضح موقع «هيلث لين» أن الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي ترجع في أغلب الأحيان إلى تناول طعام أو شراب ملوث، وكذلك عند مشاركة أدوات الطعام كالأواني، أو المناشف أو الطعام مع شخص مريض.ويتسبب عدد من الفيروسات في الإصابة بهذا المرض، ويلاحظ أن لكل فيروس موسماً ينشط فيه، ومن هذه الفيروسات النوروفيروس.ويؤثر هذا الفيروس في الأطفال والبالغين، وينشط في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، بين شهري أكتوبر/‏تشرين الأول وإبريل/‏نيسان، ويعتبر أكثر الأمراض التي تنتقل من خلال الأغذية عالمياً، ومن الممكن أن تجتاح عدوى هذا الفيروس عائلات ومدناً كاملة.وتنتشر الإصابة به في بعض الأحيان وبشكل خاص بين من يعيشون في أماكن ضيقة، وفي أغلب الحالات فإن الإصابة يكون مصدرها الطعام والماء الملوثين بالفيروس، وذلك بالرغم من إمكانية أن ينتقل من شخص لآخر. الفيروس العجلي يعد الفيروس العجلي أحد أكثر أسباب الإصابة بإنفلونزا المعدة لدى الأطفال، والذي في العادة يكون بسبب وضع أصابعهم في أفواههم، وكذلك وضع أجسام ملوثة بالفيروس، وتكون إصابة الرضع والأطفال الصغار بالعدوى أشد.ويمكن ألّا تظهر أعراض الإصابة بهذا الفيروس على البالغين، بالرغم من أن لديهم القدرة على نشر عدوى المرض، وهو الأمر الذي يثير القلق؛ لأن المصابين من البالغين يمكن أن ينقلوا الفيروس للآخرين دون علمهم.ويتسبب تناول المحار، وبخاصة النيّئ أو المطبوخ بشكل غير جيد، في بعض الأحيان في الإصابة بهذا المرض، ويمكن أن ينتقل الفيروس من خلال مسار انتقال الفضلات إلى الفم، بالرغم أن مياه الشرب الملوثة هي سبب الإصابة بالإسهال الفيروسي، وذلك لو قام شخص مصاب بتحضير الطعام عقب استخدامه المرحاض دون أن يغسل يديه. إسهال مائي يعاني المصاب بإنفلونزا المعدة في العادة عدداً من الأعراض المختلفة، والتي تظهر غالباً عقب الإصابة بالمرض، بمدة تتراوح من يوم إلى 3 أيام، وربما اختلف الأمر بحسب سبب المرض، وتختفي الأعراض خلال يومين تقريباً، ومن الممكن أن تستمر حتى 10 أيام في الحالات النادرة.ويعتبر أبرز الأعراض الإسهال المائي غير الدموي، ويجب الانتباه أن ظهور بعض الدماء في الإسهال دليل على أن الالتهاب مختلف وأكثر حدة، كما ذكر موقع «ويب مد».وأضاف: تتضمن الأعراض كذلك شعور المصاب بالمغص والألم والغثيان والقيء، وربما يشعر بألم في العضلات، وفي بعض الأحيان يشعر بصداع، كما تنخفض درجة حرارته.وتعد أخطر مضاعفات المرض الإصابة بالجفاف، حيث يتسبب الإسهال المائي والقيء في فقد المصاب للماء والمعادن والأملاح الضرورية، ولذلك فلابد من شرب الماء والسوائل بكثرة؛ لتعويض ما يفقده الجسم.ويمكن أن يتسبب الجهاز المناعي لدى بعض المصابين من الأطفال والبالغين في الإصابة بجفاف شديد، وذلك نتيجة فقد سوائل أكثر مما يستطيعون تعويضه، ومن الممكن في هذه الحالة أن يتم احتجاز المصاب في المستشفى؛ لتعويض ما فقد من السوائل وريدياً. 24 ساعة يعتمد الطبيب عند تشخيص التهاب المعدة والأمعاء على الأعراض التي يشكو منها المصاب، بالإضافة إلى الفحص البدني الذي يجريه عليه.ويمكن أن يطلب اختباراً سريعاً للفضلات، للكشف عن عدوى الفيروسية العجلية أو عدوى نوروفيروس؛ وذلك لأنه لا تتوافر فحوص سريعة للفيروسات الأخرى التي تسبب هذا المرض.ويلاحظ أن كثيراً من المصابين بهذا المرض لا يحتاجون إلى الذهاب للطبيب، وإنما تكفي إجراءات العناية المنزلية للتخلص من الفيروس والمرض. وتحتاج بعض الحالات - وذلك عند تطور الأعراض - لاستشارة الطبيب، ومن ذلك بالنسبة للبالغين عند عدم القدرة على الاحتفاظ بالسوائل في الجسم لمدة 24 ساعة، ولو كان القيء لمدة يومين أو أكثر، وفي الحالات التي يكون فيها مخلوطاً بالدم. 38 درجة تشمل هذه الأعراض أيضاً المعاناة من الجفاف، والذي يلاحظه المصاب بالشعور الشديد بالعطش، وجفاف الفم، ويصبح لون البول أصفر غامقاً، أو تقل كمية البول أو تنعدم، مع الشعور بالتعب الشديد والدوار، كما أن درجة حرارة المصاب تزيد على 40 درجة مئوية.ويجب عرض الأطفال والرضع على الطبيب فوراً لو وصلت درجة الحرارة إلى أكثر من 38 درجة مئوية، وعندما تظهر على الطفل علامات الخمول والانزعاج.وتشمل الأعراض أيضاً معاناة الطفل من الألم، وإذا كان هناك إسهال مصحوب بدماء، والإصابة بالجفاف، والتقيؤ لساعات متعددة، وفي الحالات التي لم تبتلّ حفاضاته لمدة 6 ساعات، وكذلك عندما يبكي دون دموع. رعاية ذاتية يعتمد علاج التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي على إجراءات الرعاية الذاتية؛ وذلك لأنه في الأغلب لا يوجد علاج محدد لهذا المرض، والمضادات الحيوية لا تكون فعالة ضد الفيروسات، بل إن استخدامها بكثرة ربما يسهم في تطور سلالات من البكتيريا تقاوم المضادات.وتقلل إجراءات الرعاية الذاتية من حدة أعراض المرض، وكذلك فرص الإصابة بالجفاف، وتشمل هذه الإجراءات التوقف عن تناول الطعام الصلب بضع ساعات؛ وذلك بهدف أن تهدأ المعدة.ويجب محاولة شرب الماء والسوائل الأخرى بشكل مستمر وجرعات صغيرة، مع تناول الطعام تدريجياً، والابتداء بالأطعمة سهلة الهضم، ولو عانى المريض من الغثيان فعليه التوقف عن الأكل مرة أخرى. تجنب هذه الأطعمة ينبغي تجنب بعض الأطعمة، كتلك الغنية بالدهون والكافيين والنيكوتين، مع ضرورة الحصول على راحة تامة لا تقل عن أسبوع.ويعطى الأطفال المصابون بهذا المرض محلول الجفاف الفموي، ولا يحتاج إلى وصفة طبية، ويجب عدم إعطائه مياهاً عادية، لأنه لا يستطيع امتصاص الماء.ويجب تجنب تقديم بعض الأطعمة كالأطعمة السكرية؛ لأنها تزيد الإسهال، مع تجنب أدوية مكافحة الإسهال التي تصرف دون وصفة طبية.ويبدأ إطعام الطفل بشكل تدريجي عقب تماثله للشفاء، مع البدء بالأطعمة السائلة والانتقال إلى الصلبة لاحقاً، والتأكد من حصول الطفل على راحة تامة. المصل والنظافة تعد الوقاية هي السبيل لتجنب الإصابة بأنفلونزا المعدة، وتعتمد الوقاية على بعض الإجراءات، والتي تبدأ بإعطاء الطفل اللقاح المقاوم لهذا المرض، وهو يتوافر في بعض البلاد، ويعطى الطفل هذا اللقاح خلال العام الأول، والذي يقي من أعراض المرض الحادة.ويجب غسل اليدين بشكل جيد، والتأكد أن الأطفال يفعلون ذلك، وبالنسبة للأكبر سناً تعليمهم كيفية غسل أيديهم، وبخاصة بعد قضاء حاجتهم.ويحبذ استخدام الماء الدافئ والصابون مع فرك اليدين على الأقل ل20 ثانية، ويجب غسل حول الجلد الزائد وتحت الأظافر وتجاعيد اليدين، ومن ثم شطف الصابون جيداً، ويمكن استخدام معقم اليدين أو المناديل المعقمة لو لم يتوافر الماء والصابون. وينصح بتجنب مشاركة أدوات الطعام، واستخدام مناشف منفصلة في المرحاض، واستخدام الأدوات الخاصة في المنزل، وكذلك محاولة تجنب التواصل القريب مع أي مصاب بالفيروس. محاذير السفر يجب بالنسبة لمن يسافرون إلى بلدان أخرى كثيراً اتخاذ بعض الاحتياطات، مع الالتزام بالمحاذير التي ينصح بها الباحثون والخبراء، وذلك بهدف تقليل مخاطر الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء.وتشمل هذه الاحتياطات شرب الماء المعبأ، والعصائر من الزجاجات محكمة الإغلاق، مع تجنب مكعبات الثلج، لأنها ربما كانت مصنوعة من ماء ملوث.وينبغي استخدام الماء المعبأ عند غسل الأسنان بالفرشاة، مع تجنب أي أطعمة غير مطهوة، والتي تشمل الفاكهة والخضراوات التي تعرض للمس مباشرة باليد.ويحذر تناول أي نوع من اللحوم، كالأسماك أو الدجاج ونحو ذلك، غير مطهي بشكل جيد، لأن اللحوم بصفة عامة بيئة خصبة للفيروسات.وينبغي لو كان هناك مصاب بالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي تطهير الأسطح الصلبة، كمقابض الأبواب والحنفيات والشبابيك.

مشاركة :