التهاب المعدة والأمعاء يهاجم الكبار والصغار بشراسة

  • 8/23/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يعد التهاب المعدة والأمعاء أو النزلة المعوية من أكثر الأمراض انتشاراً؛ فهو يصيب الكبار والصغار بشراسة على حد السواء، إلا أن الأطفال أكثر إصابة به، وبخاصة قبل عمر 6 سنوات، ويأتي كبار السن في المرتبة الثانية.يصيب هذا المرض أجزاء الجهاز الهضمي بالالتهاب؛ وذلك بسبب الإصابة بعدوى جرثومية، ويعاني المصاب بالحالات الحادة للنزلة المعوية، الجفاف الشديد. ويتعافى المريض منها، وتختفي أعراضها في الأغلب؛ من خلال قيام الجهاز المناعي بدوره، ومن غير حاجة لتعاطي أي دواء. يمكن أن يحتاج الأطفال والمسنون عندما يصابون بالجفاف إلى عناية خاصة، وعلاج سريع؛ وذلك حتى لا يؤثر الجفاف في الأجهزة الحيوية للجسم، والتي منها الدماغ، وبالتالي يترتب عليه مضاعفات خطرة، ربما انتهت بالوفاة.نتناول في هذا الموضوع مرض التهاب المعدة والأمعاء بكل تفاصيله، مع بيان العوامل والأسباب التي تقود إلى هذه الحالة، وأعراضها التي تظهر، وطرق الوقاية الممكنة وأساليب العلاج المتبعة والحديثة.التهابات جدار المعدةيعرّف الأطباء التهاب المعدة والأمعاء أو النزلة المعوية بأنها التهابات تصيب جدار المعدة والأمعاء في معظم الأحيان؛ وذلك بسبب انتقال عدوى بكتيرية أو جرثومية أو طفيليات أو فيروسات.تنتج هذه الجراثيم كميات إضافية من السموم في الخلايا المبطنة لجدار المعدة والأمعاء، مما يترتب عليه حدوث خلل في وظائف هذه البطانة.يؤدي هذا الخلل إلى أن الجهاز المناعي يتأهب لمهاجمة هذه السموم والجراثيم، وبالتالي تحدث بسبب هذه المعركة الالتهابات.تفرز المعدة والأمعاء في نفس الوقت كميات كبيرة من السوائل؛ الأمر الذي يؤدي إلى إصابة الشخص بالإسهال.مرض معدٍيصنف مرض التهاب المعدة والأمعاء على أنه من الأمراض المعدية؛ وذلك في جميع حالاته الفيروسية أو الجرثومية، ويرجع ذلك لأن الفيروسات والجراثيم تنتقل من المصاب لكل المخالطين له، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر.تنتقل الفيروسات من خلال التنفس والعطس والسعال، وكذلك عن طريق استخدام الأدوات الشخصية للمصاب أو مجرد لمسها، والتي تكون في الأغلب مملوءة بهذه الفيروسات.يمكن أن تنتقل كذلك عند لمس الأسطح التي لوثها المصاب من قبل، كمقابض الأبواب أو لوحة مفاتيح الحاسب الآلي، وكذلك التليفون.يشير الأطباء إلى أن هناك نوعين من التهاب المعدة والأمعاء لا يعدان معديين؛ وهما في حالة تأثير بعض الأطعمة على الجهاز الهضمي، والثاني أن يكون بأثر جانبي لبعض الأمراض.النوروفيروس الأشهرتتعدد أنواع الجراثيم التي تتسبب في الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء، وهو ما يؤدي إلى عدم جدوى التطعيم أو الأمصال، كما أن الجهاز المناعي لا يمكن أن يكون مضادات ثابتة تمنعها.تختلف حدة الإسهال ودرجته؛ وذلك بحسب الجراثيم التي كانت وراء المرض، وفي الأغلب فإن النزلات المعوية لا تتسبب في أي مضاعفات.يعد فيروس نوروفيروس أكثر فيروس انتشار وتفشياً في العالم، والسبب الرئيسي في الإصابة بالنزلات المعوية.ينتمي هذا الفيروس لمجموعات متنوعة من فيروسات البرنا، وبحسب الإحصاءات فإنه وراء أكثر من 50% من إجمالي المصابين بالنزلات المعوية عالمياً.يلي النوروفيروس الروتافيروس والاستروفيروس، والتي تتسبب في نسب عالية من الإصابات بهذا المرض.أنواع بكتيرياتعد أشهر أنواع البكتيريا التي تؤدي للإصابة بالنزلات المعوية بكتيريا الايكولاي والسالمونيلا ووحيدة الخلية، وهي تتواجد بصورة طبيعية في الأمعاء سواء في الإنسان أو الحيوان، وتنتقل من الفضلات للأشخاص.تضم بكتيريا السالمونيلا أكثر من 2250 نوعاً وجنساً وسلالة، وتهاجم الإنسان والحيوان، إضافة إلى بعض أنواع من البكتيريا.يوجد عدد من الطفيليات وراء الإصابة بالنزلات المعوية، كالطفيل المجهري جيارديا، وهو يتوالد ويتكاثر في الأمعاء الدقيقة، ويقيم مستعمرات فيها، ومن ثم يتغذى على المواد الغذائية من الأمعاء.الأطفال أكثر إصابةتشير الدراسات والإحصاءات الطبية إلى أن التهاب المعدة والأمعاء من الأمراض المنتشرة عالمياً، ويصاب به أي شخص في مختلف مراحل حياته.تعد أكثر الفئات إصابة بهذا المرض الأطفال، وتزيد نسبة الخطر لديهم في حالة الرضع وحديثي الولادة؛ لأن الإصابة بالنزلة المعوية من الممكن أن تتسبب في إصابتهم بجفاف شديد.تضم الفئات الأكثر إصابة من يتناولون أغذية ملوثة، أو يشربون من مياه غير جيدة، وأيضاً هؤلاء الذين يتواجدون في أماكن مزدحمة، كالمؤسسات التعليمية والأسواق ووسائل المواصلات، والأماكن غير جيدة التهوية.تشمل الأماكن المزدحمة مواسم الحج والعمرة، ويمكن تفسير ذلك بأن البيئة المزدحمة تتواجد فيها الجراثيم والفيروسات والبكتيريا، وبالتالي فإن فرصة العدوى تكون سهلة ومؤكدة.ضعاف المناعةتعد من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالنزلات المعوية المرضى الذين يعالجون بالمضادات الحيوية؛ لأنها تقتل البكتيريا الجيدة والنافعة التي توجد في الأمعاء، الأمر الذي يتيح للبكتيريا الضارة والجراثيم فرصة كبيرة للتكاثر والنشاط ومهاجمة الغشاء المبطن للأمعاء والمعدة.يدخل في قائمة الأكثر إصابة من يهملون نظافتهم الشخصية بشكل مستمر، فلا يغسلون أيديهم قبل تناول الطعام، وفي الأغلب تكون ملوثة.ينطبق نفس الأمر على من يتناولون الفاكهة والخضراوات غير النظيفة، أو غير جيدة الغسل، أو يتناولون الأطعمة غير المطهية بصورة جيدة، وكذلك من يشربون المياه الملوثة أو الراكدة.يعاني من النزلات المعوية بشكل كبير ضعاف المناعة، سواء أكانوا من المسنين أو متوسطي العمر، وأيضاً من يتناولون مثبطات المناعة؛ بسبب عمليات الزراعة، ويهاجم المرض هؤلاء بشكل شديد.تغيرات الجوترجع الإصابة بالنزلات المعوية إلى العديد من الأسباب، ومنها تغيير حالة الجو بصورة مفاجئة، كما يحدث بين الفصول، وسواء ارتفعت درجة الحرارة أو انخفضت.يصاب البعض بهذا المرض عند تناول الفاكهة غير الناضجة أو الملوثة، وكذلك الأطعمة التي أصابها بعض التخمر.يمكن أن ترجع الإصابة إلى التسمم بالمعادن، كأن يتناول المصاب بعض المواد كالزرنيخ والزئبق والألمنيوم والكادميوم، ومن الممكن أن يتسبب تلوث الأغذية بهذه المعادن والمركبات السامة للإصابة بالنزلة المعوية.يؤدي مهاجمة أو وجود بعض الجراثيم في الجهاز الهضمي للإصابة بهذا المرض، ومن هذه الجراثيم جرثومة التيفؤيد وبكتيريا الإشريكية القولونية، ويتسبب في بعض الأحيان قلة إفرازات الكبد في هذا المرض.عرض لمرضيمكن أن يكون التهاب المعدة والأمعاء في بعض الأحيان من أعراض المرض، كالإصابة بانتان في الأمعاء وأمراض الكبد وأمراض القلب والأوعية الدموية.يعاني البعض هذا المرض؛ نتيجة وجود حساسية لديه من أنواع معينة من الغذاء؛ كالبيض والمكسرات والحليب والأسماك، ومن الممكن أن يتسبب تراكم السموم بمرور الوقت في الإصابة بهذه الحالة.تتسبب بعض المضادات الحيوية في الإصابة بنزلات معوية، ومن الممكن أن تكون الإصابة كأحد الآثار الجانبية لبعض العلاجات أو الأدوية.إسهال مستمرتختلف أعراض التهاب المعدة والأمعاء بحسب الحالة الصحية للمصاب، ومدى مقاومته للمرض، وفي الأغلب فإن الأعراض تستمر من 2 إلى 7 أيام.تشمل الأعراض الإصابة بإسهال مستمر، ويكون مصحوباً بالانتفاخات والتقلصات والتشنجات، وربما أصيب البعض بقيء.ويصاحب الأعراض السابقة الشعور بالتعب والإرهاق والكسل إضافة إلى آلام في العضلات والصداع، والإحساس بالغثيان، كما يمكن أن يفقد توازنه، ويشعر بقشعريرة في البدن.يعاني المصاب الجفاف؛ وذلك في حالات النزلة المعوية الحادة، وفي هذه الحالة فإنه يكون بحاجة إلى تركيب بعض المحاليل.يمتنع الأطفال في حالة الإصابة بهذا المرض عن تناول الطعام، ويكتفون بالماء أو الرضاعة، ويظهر عليهم الخمول والرغبة في النوم.احذر المضاعفاتيتحسن المصاب في الأغلب بعد مرور عدة أيام، وإن كان بشكل تدريجي حتى يتعافى تماماً، إلا أن الحالات التي تتطور وتتفاقم فيها النزلة المعوية فإن المصاب يتعرض لعدد من المضاعفات.تشمل: اختلال نسب الأملاح في الجسم وتدهورها، ومن الممكن أن يصل الأمر أحياناً للإصابة بالفشل القلبي؛ وذلك بسبب قلة سيولة الدم؛ لأن الماء قل فيه.يتسبب هذا الأمر في زيادة خطر الإصابة بالجلطات، وكذلك الإنيميا الحادة، كما يسبب قصوراً وتدهوراً في وظائف الكلى، يصل أحياناً إلى الفشل الكلوي.تتراجع في الحالات الشديدة وظائف الكبد، ومن الممكن أن يكون هذا سبباً في ضعف المناعة؛ وذلك نتيجة تكرار العدوى.الراحة والسوائليسهل علاج مرض التهاب المعدة والأمعاء؛ وذلك من خلال الراحة والتدفئة، ثم تناول السوائل؛ لتعويض الجسم عن الفاقد، أو من خلال السوائل الوريدية، وبالنسبة للأطفال الاستمرار في الرضاعة والطبيعية، أو الطعام المعتاد الصحي مع تقليل السكريات.يقرر الطبيب بعض الأدوية مثل مضادات الحيوية المناسبة للعدوى، وكذلك يمكن الاستعانة بمضادات الإسهال، وأدوية منع التقيؤ، ويفضل تناول الزبادي مع عسل النحل، فهو مفيد لجهاز الميكروبيوم في الأمعاء. وصفات منزلية يحذر الأطباء من تناول المضادات الحيوية كعلاج للالتهاب المعدة والأمعاء، ويمكن أن تساعد بعض الوصفات المنزلية في التخفيف من حدة الأعراض التي يشكو منها المصاب.تشمل هذه الوصفات شراب الزنجبيل، فهو يقلل من الالتهاب ويحسن الهضم ويساعد في التخلص من تقلصات المعدة والانتفاخ، إضافة إلى محاربته الفيروسات المسببة للمرض. يساعد النعناع على تخفيف تهيج المعدة ومعالجة مشكلة الانتفاخ والغازات، في حين أن القرفة تعد مضادة للالتهاب والفيروسات، وتحسن من عملية الهضم، وتقلل من الغثيان والقيء.يسهم البابونج في تهدئة العضلات، كما أن له خصائص مضادة للالتهاب، ويحسن من مشكلة الإسهال وتقلصات المعدة والانتفاخ والغازات.يمتاز الليمون بخواصه الحمضية، والتي تعالج أعراض النزلة المعوية؛ حيث يعزز فيتامين «سي» من عمل الجهاز المناعي، حتى يحارب الفيروسات المسببة للمرض.

مشاركة :