الجزائر (وكالات) بدأت أمس برعاية الأمم المتحدة الجولة الثالثة من حوار الأحزاب والشخصيات السياسية الليبية في الجزائر العاصمة .ودعا وسيط الأمم المتحدة الخاص بليبيا أمس أطراف النزاع إلى تقديم تنازلات لحماية البلاد من الانهيار، لدى افتتاح جولة جديدة من المفاوضات في الجزائر بين مسؤولين ليبيين متخاصمين. وقال برناردينو ليون :«يجب تقديم تنازلات لوضع اتفاق نهائي» في شأن حكومة الوحدة الوطنية ، مشيراً إلى أن هذه المفاوضات تعد «الفرصة الأخيرة ومرحلة حاسمة لإرساء السلام وإعادة إعمار ليبيا في حين تواجه البلاد انهيار اقتصادها وتصاعد أنشطة داعش». وقال : «إن الخيار الوحيد لمستقبل ليبيا هو التوصل إلى اتفاق. آن الاوان للتوصل إلى اتفاق» موضحاً أن مفاوضات الجزائر يجب أن تسمح بالتوصل إلى مشروع اتفاق رابع لأن الثلاثة الأولى لم تقنع أطراف النزاع. وقال ليون «سنبحث في كيفية تحسين مشروع الأمم المتحدة وبعث رسالة سيقبلها الليبيون كافة وستتيح تسوية النزاع نهائياً». وأضاف «يمكننا تقديم عناصر جديدة لنأخذ في الاعتبار بعض المخاوف ليصبح مشروع (الاتفاق) مقبولاً من الجميع». من جانبه، أكد وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، عبد القادر مساهل أمس بالجزائر العاصمة، أن موقف الجزائر الثابت يرمي إلى «مساعدة كل الأشقاء الليبيين على مختلف توجهاتهم من أجل حوار جامع لا يقصي طرفاً إلا من صنفته اللوائح الأممية على قوائم الإرهاب، وعياً منها بأن أمن ليبيا من أمنها». وجدد مساهل في كلمة له خلال افتتاح الاجتماع الثالث للحوارالليبي «موقف الجزائر الثابت في مسعاه الرامي إلى مساعدة كل الأشقاء الليبيين على مختلف توجهاتهم من أجل حوار جامع لا يقصي طرفاً، إلا من صنفته اللوائح الأممية على قوائم الإرهاب». واستطرد الوزير قائلاً إن هذا الحوار «يعتمد على إرادة الليبيين وحدهم دون تدخل خارجي، يمكن من إقامة حكومة وطنية توافقية تتولى إدارة الشأن العام، وتعمل على تحقيق الاستقرار في ربوع ليبيا كافة، وتجنب البلاد مخاطر التقسيم»، بحسب وكالة الاأباء الجزائرية. واعتبر مساهل أن «تعاظم التهديدات الإرهابية وتمدد رقعة العنف إلى ربوع واسعة من العالم، باتت مسألة تشغل المجموعة الدولية ككل»، مضيفاً بالقول «لعل استجابة أبناء ليبيا لدعوة الحوار هذه، تترجم وعيهم بخطورة التهديد الذي يحيط بوطنهم ويعبر عن عزمهم الراسخ عن صونه وحمايته». وخلص الوزير الى القول إن «أمن ليبيا من أمن الجزائر، بل من أمن كل جيرانها ومنطقة الساحل برمتها». وتبحث الجولة ملفي حكومة الوحدة الوطنية والترتيبات الأمنية لوقف العنف في البلاد. وعلى ما يبدو هنالك انفراج طفيف في المشهد الليبي الذي اتجهت أطرافه المختلفة إلى التضامن لمواجهة داعش المتطرف، كما تأييد الحل السياسي لإخراج البلاد من الأعمال الإرهابية التي أتت على البشر والحجر وأضرت باقتصاد البلاد.
مشاركة :