السماء زرقاء.. هل تشك في ذلك؟! ومباراة النصر والأهلي في أغلى الكؤوس كانت زرقاء.. هل تشك في ذلك؟! فرح النصر في استاد هزاع بن زايد بالأمس كما لم يفرح من قبل. فرحت جماهيره العاشقة باللون الأزرق كما لم تفرح من قبل. انفجرت بعد أن أدماها البعاد. انفجرت بعد صبر دام 26 عاماً، فنزلت الملعب، اخترقت النظام والقوانين، لم يفلح معها أحد، فقد كانت الفرحة الطاغية أكبر من أن تسعها المدرجات.. وأيضاً لم يسعها الملعب، فزحفت إلى الشوارع، وتوجهت إلى دبي متذكرة أيام العز؛ أيام المدرب البرازيلي لابولا، وأيام الشيخة صنعاء بنت مانع رحمها الله، عندما كان يتوقف موكب النصر بقصرها، وتكون هي الأولى التي يهديها اللاعبون الأوسمة والميداليات. السماء زرقاء، فقد انقلبت المباراة بشكل لا يصدق، تحول الأزرق إلى أحمر في الثانية الأخيرة من عمر الوقت الأصلي من المباراة! السماء زرقاء، فقد سجل مدافع الأهلي الكوري هدف التعادل في مرمى فريقه بصورة أيضاً لا تصدق، فلم يكن معه أحد، ولم يكن يضايقه أحد، فجأة جاءت الكرة في قدمه، وإذا بها بقدرة قادر تذهب إلى الشباك، ليتحول الأحمر إلى أزرق! السماء زرقاء، فقد بدأت لعبة ركلات الترجيح، بعد أن انتهى الوقت الإضافي بالتعادل هو الآخر بهدف النيران الكورية الصديقة، وإذا بنا نشاهد العجب العجاب!! يدخل اللاعب المغربي السعيدي، يفتتح ركلات فريقه، فإذا الحارس الشهير شامبيه يتصدى كالعادة ومن أول ضربة، ويتقدم النصر للمرة الأولى بعد مرور 120 دقيقة ! ولأن السماء زرقاء، فلم نكن نصدق ما حدث بعد ذلك، صدق أو لا تصدق، كل ركلات الأهلي تضيع وتتشتت؛ إما في الآوت أو في العارضة أو في السماء، والمكان الوحيد الذي لم تذهب إليه الكرة هو الشباك الزرقاء!! وفي المقابل كل ضربات النصر صائبة وفي الصميم، ولم يكن في حاجة لأن يلعب المزيد فاكتفى بثلاث ركلات فقط كانت كفيلة بحمله كأس صاحب السمو رئيس الدولة للمرة الأولى منذ عام 1988. التاريخ لن يذكر كيف فاز النصر، التاريخ ليس له دخل إلا بشيء واحد فقط هو اسم الفريق الذي يفوز، اسم الفريق الذي يحرز الكأس. النصر فاز، وبصرف النظر عن المستوى الفني، فقد كانت رغبته في إحراز اللقب أشد وأقوى، وكان له ما أراد في نهاية الأمر. الأهلي عاندته الكرة، وبمعنى آخر خذلته الكرة، وبمعنى ثالث عاقبته الكرة، فقد كان في كثير من أوقات المباراة يمكنه إضافة الهدف الثاني، لكنه لم يقدر، أو لكنه لم يفعل! كان الأهلي قبل المباراة هو المرشح الأقوى، وكان في المباراة نفسها هو الفريق الأقوى لكنه خسر، ليس لأنه لم يضف هدفاً آخر فحسب، بل لأنه جاءته فرصة ركلات الترجيح فأضاعها عن بكرة أبيها، وهو شيء غريب ونادر، ولا تقل إنها ضربات الحظ! كلمات أخيرة ■■ من حق النصراوية أن يفرحوا، ويتذكروا أيام العز، من حقهم أن يطمعوا الآن في المزيد، المزيد من بناء الفريق، والمزيد من البطولات التي ضلت طريقها لسنوات طويلة، لكنها عرفت الطريق من جديد! ■■ من حق الأهلي أن يغضب من نفسه، لكننا نقول له: هون على نفسك، إنها الكرة التي تبدو مجنونة في بعض الأوقات، لا تستغرق في الأحاسيس السلبية، فلا يزال في الميدان بطولة كبيرة من شأنها أن تعوض أي شيء اسمها الآسيوية. ■■ نصراوي سلام، ودور فيها يا لأزرق، دور فيها، فالسماء ستظل زرقاء!
مشاركة :