اتهمت مصادر عسكرية يمنية، أمس (الثلاثاء)، الميليشيات الحوثية الموالية لإيران، بـ«السعي لنسف الهدنة الأممية القائمة في الحديدة، جراء تصعيد جديد يستهدف مواقع القوات الحكومية المشتركة المرابطة في الأجزاء الجنوبية والشرقية من المدينة». وأكد مصدر في الإعلام العسكري للقوات المشتركة اسقاط طائرة حوثية مسيّرة مفخخة في الدريهمي بالحديدة، وتمكّنت من إسكات المدفعية التابعة للميليشيات والتي كانت قد استهدفت موقعاً للقوات الحكومية وأدت إلى مقتل وجرح خمسة جنود على الأقل. وقال المصدر إن الميليشيات الحوثية مهّدت لمحاولة التسلل لفك الحصار عن عناصرها المتحصنة بالمدينة عبر قصف مدفعي أدّى إلى استشهاد فردين وجرح ثلاثة آخرين من القوات المشتركة المرابطة في الدريهمي. وأكد المتحدث العسكري باسم عمليات تحرير الساحل الغربي العقيد وضاح الدبيش، لـ«الشرق الأوسط» أن «القوات المشتركة أفشلت هجوماً حوثياً واسعاً استهدف مواقعها في مديرية الدريهمي». وقال إن «معارك ضارية اندلعت منذ فجر أمس واستمرت حتى 12 ظهراً بعد أن شنت الميليشيات هجوماً باتجاه مواقع القوات المشتركة التي تطوّق مركز مديرية الدريهمي بالتزامن مع قصف مدفعي وتحليق للطائرات المسيّرة الحوثية». من جهته، أفاد المركز الإعلامي لقوات «ألوية العمالقة» الحكومية المشاركة ضمن القوات المشتركة، بأن القوات تمكنت في جبهة الساحل الغربي من كسر هجوم شنّته ميليشيات الحوثي على مواقع القوات في مديرية الدريهمي جنوب الحديدة. ونقل المركز عن مصادر ميدانية قولها إن القوات لمشتركة كبّدت الميليشيات الحوثية المهاجمة المخترقة للهدنة الأممية، خسائر ضخمة كما تم تدمير واغتنام أسلحة من عتاد الميليشيات. وأوضحت مصادر الإعلام العسكري اليمني أن الميليشيات الحوثية تهدف من خلال الهجوم الذي يخترق الهدنة الأممية ويهدد بنسفها، إلى فك الحصار عن عناصرها المتحصّنين في منازل المواطنين في الدريهمي. وأكد المتحدث العسكري العقيد وضاح الدبيش، لـ«الشرق الأوسط» أن الميليشيات فشلت في تحقيق أي تقدم على حساب القوات المشتركة بعد خمس ساعات من الاشتباكات الضارية. وكانت القوات المشتركة قد بيّنت أن خروق الميليشيات الحوثية للهدنة الأممية بلغت الشهر الماضي فقط نحو 3 آلاف خرق، وتسببت في قتل 24 مدنياً وجرح أكثر من 60 آخرين وتدمير 15 منزلاً وسبع مزارع و22 مركبة. وأوضح العقيد الدبيش أن الميليشيات استحدثت أكثر من 170 نفقاً وخندقاً حول نقاط المراقبة المشتركة وبقية المحاور، كما نصبت أكثر من 113 مدفعاً وتوسّعت في زراعة الألغام. وكشف عن أن الجماعة استقدمت خبراء المتفجرات والعبوات من معقلها في صعدة بينهم أجانب يرجح أنهم إيرانيون، حيث تم رصدهم على متن سيارة في مناطق زبيد والـحسينية وبـيت الفقــيه، ويرجح أنهم يشرفون على دراسة المواقع وأماكن تركيب حقول الألغام. وقال إن القوات الحكومية طالبت البعثة الأممية بتغيير موقع نقطة المراقبة واتخاذ الضمانات اللازمة بعدم استخدام الميليشيات لمنطقة المراقبة كمرابض لمدفعيتها من أجل قصف مواقع القوات المشتركة. كما طالب الفريق الحكومي بتغيير موقع البعثة الأممية لدعم اتفاق الحديدة لمتابعة سير وقف إطلاق النار في مناطق أكثر أمناً، لكن لم يتم تلقي أي رد، حسبما أوضح الدبيش. كان الفريق الحكومي المشارك في لجنة تنسيق إعادة الانتشار التي تقودها البعثة الأممية، قد عقد في السادس من الشهر الجاري لقاءً في العاصمة المؤقتة عدن برئاسة اللواء محمد عيضة، مع رئيس بعثة الأمم المتحدة بالحديدة الجنرال أبهجيت جوها، لمناقشة الخروق الحوثية. وسلم الفريق الحكومي الجنرال الهندي لائحة بالخروق الحوثية وانتهاكاتها لوقف النار في الحديدة، ولائحة بالاستحداثات العسكرية للميليشيات.
مشاركة :