اليازية بنت نهيان لـ«الاتحاد»: أعتزم تأسيس متحف للأفلام الكلاسيكية

  • 2/19/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بخطوات ثابتة، شكلت الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان عالمها الإبداعي، بما تملكه من مواهب فنية أكدت جدارتها فيما خاضته من تجارب، وتسعى اليازية حالياً إلى تجسيد الثقافة المحلية من خلال مشروعات سينمائية بمستوى فني عال، تعبر عن رؤيتها العميقة، وتتماهى مع القيم والتقاليد الإماراتية، وتتماشى مع النظرة المستقبلية المتعلقة بالإنسان والتنمية والتطور الحضاري، لتثبت أنها مبدعة من طراز خاص، ولديها جرأة في طرح القضايا، وقدرة على الدخول في تجارب إخراجية تؤكد إمكانات الجيل الجديد، وهي تخطط هذا العام لمفاجآت على صعيد الفن، من المنتظر أن تحقق صدى عالمياً. وعن مشروعاتها الفنية الجديدة، كشفت اليازية لـ«الاتحاد»، عن أنها تعتزم تأسيس متحف للأفلام الكلاسيكية، ليكون أرشيفاً لبحوث حللت صناعة الأفلام الكلاسيكية، التي شكلت الفترة الذهبية للفن السابع، كما تضم أبرز الأعمال التي قدمت في تلك الفترة، سواء كانت إنجليزية أو عربية أو هندية، مشيرةً إلى أنها تبحث عن المكان المناسب لجمع الثقافات السينمائية المختلفة تحت سقف واحد. وقالت إنها خاضت مؤخراً تجربة الإخراج للمرة الأولى في فيلمها القصير «أثل»، الذي لم تتجاوز مدته 15 دقيقة، ويلعب بطولته الفنان الإماراتي منصور الفيلي، والفنانة المصرية حلا شيحة، مشيرةً إلى أنه من نوعية أفلام «الفانتازيا»، وقد ترجم إلى اللغة الإنجليزية. وتدور قصته حول مقدمة برامج شهيرة، تصوّر برنامجاً عن الشاعر الجاهلي «طرفة بن العبد» في الصحراء، وذات يوم يتأجل التصوير بسبب هبوب عاصفة ترابية، وبينما كانت منشغلة بالحديث في الهاتف يغادر طاقم العمل موقع التصوير من دونها، لتكتشف أن القدر يخبئ لها شيئاً بعيداً عن الواقع. وصرحت اليازية، أنها بصدد تنفيذ فيلم وثائقي جديد، تدور فكرته حول فنان يزور مواقع الصراع في اليمن، ليجد نفسه في حقل ألغام، موضحةً أن العمل يستعرض الوضع الراهن في المنطقة بشكل عام. حول خوضها تجربة الإخراج، قالت اليازية: «كلما وجدت أن مضمون القصة قريب لي، زادت رغبتي في خوض تجربة إخراجها، وهذا ما حدث في فيلم «أثل»، حيث تعايشت مع القصة وأعجبتني كثيراً، لذا قررت إخراجها»، لافتة إلى أنها صورت الفيلم في ثلاثة أيام وسط الصحراء، ورغم تقلبات الطقس والعاصفة الرملية التي واجهت التصوير، إلا أن هذا الأمر لم يعرقل سير العمل، بل خلق تجربة مميزة. وأوضحت أنه كان لديها شغف الإخراج منذ أن قررت تأسيس «أناسي» للإنتاج الإعلامي والفني، لكنها بدأت بالإنتاج من أجل تنفيذ أعمال إماراتية ذات معايير فنية عالية، تخرج بها من نطاق المحلية إلى العالمية، وهذا ما حدث بالفعل في أغلب أفلامها التي كان آخرها «حجاب» و«ناني»، إلا أن الإخراج ظل في بالها، وكانت تنتظر الفرصة المناسبة لخوض التجربة، بعد أن اكتسبت الخبرة والمعرفة والإلمام بالتفاصيل الإخراجية. قدمت اليازية العام الماضي فيلم «ناني» بمناسبة «عام التسامح»، وحول ما إذا كان لديها مشروعات جديدة تخص عام 2020 الذي يحمل شعار «الاستعداد للخمسين»، ولا سيما أنه شهد انطلاق أكبر استراتيجية عمل وطنية من نوعها للاستعداد لرحلة تنموية رائدة للسنوات الخمسين المقبلة في القطاعات الحيوية كافة، وذلك في إطار التجهيز للاحتفال باليوبيل الذهبي لقيام دولة الإمارات في العام 2021، أعلنت اليازية أنها تفكر في تنفيذ حلقات إذاعية «بود كاست» وثائقية تستعرض ريادة الدولة في مجالات عدة، لبثها عبر منصات مختلفة، وكانت اليازية قدمت سابقاً وثائقيات بعنوان «مروءة»، سلطت الضوء على قيم من التراث العربي في شكل حوارات درامية تدور حول شخصيات عربية معروفة. وقالت: إن «الإمارات تشهد حراكاً ثقافياً وفنياً كبيراً، خصوصاً أننا مقبلون على الحدث العالمي الأبرز «إكسبو 2020»، لذلك يجب أن نقدم شيئاً له صلة بالمجال الفني، ويليق بالمستوى الذي وصلت إليه الإمارات، فأشكال الفن بالنسبة لي تعددت، سواء كتابةً أو إخراجاً أو إنتاجاً، لكن الهدف والرسالة واحدة، فالوطن والمجتمع العربي حاضران في كل الأعمال». وعن نظرتها إلى عالم الأفلام الوثائقية العربية، وهل أصبحت منافساً حقيقياً للأفلام الروائية وخصوصاً التجارية منها، قالت اليازية: «لا أحد ينكر أن الفيلم الروائي يشد الجمهور أكثر من الوثائقي، بحكم مساحة الحرية والإبداع المتروكة لصانع الفيلم الروائي، لكنني أعتقد أنه لا توجد منافسة بينهما، فالتصوير وطريقة الطرح مختلفان»، لافتة إلى أن أهم ما يميز الفيلم الوثائقي أنه رهن القضايا الشائكة في المنطقة، ويعمل صنّاعه على إبراز القضايا المجتمعية، من باب المسؤولية المجتمعية، مشيدة في الوقت ذاته بالسلسلة الوثائقية «زايد الأول»، التي عرضت العام الماضي على قناة «أبوظبي»، واصفة إياها بالعمل المميز والمتقن. وأوضحت أن جذب الجمهور لمشاهدة الفيلم الوثائقي يحتاج إلى المصداقية، والمادة المهمة، والطرح الحيادي وغير الاعتيادي، وقدرته على تثقيف المشاهد وإمتاعه، مشيرة إلى أفلام وثائقية عرضت في صالات السينما مؤخراً، وشهدت إقبالاً جماهيرياً كبيراً، وخصوصاً أن جمهور السينما أصبح واعياً، ويعرف جيداً أهمية الفيلم الوثائقي، ومدى الجهد المبذول من صانعيه. تواضع الكبار وعن شركتها «أناسي»، قالت الشيخة اليازية: «أعمالي التي قدمتها محاولات متواضعة، ولا يزال لدي الكثير لأقدمه»، مشيرة إلى أن أغلبها يناقش قضية اجتماعية مهمة، ما دفعها نحو العالمية، مثل «حجاب» الذي ناقشه كفكرة، و«ناني» الذي يتناول مفهوم التسامح في الدولة. محتوى إبداعي تسهم مؤسسة «أناسي» التي تأسست عام 2007 في تطوير الحركة الفنية والثقافية في الدولة، وهي ملتزمة بصنع محتوى إبداعي، وتدعم الشباب الموهوبين في صناعة الأفلام. وقد عُرضت أفلامها في أكثر من 60 مهرجاناً سينمائياً حول العالم، من أبرزها فيلم «سيرة الإحسان»، و«وطن للتاريخ...أمة للمستقبل»، و«نجوم الصحراء» وهو أول فيلم ثلاثي الأبعاد في الشرق الأوسط. مسيرة فنية بدأت الشيخة اليازية مسيرتها الفنية في سن مبكرة، وجسدت لوحاتها أسلوباً جديداً على الفن التشكيلي. حصلت على الجائزة الدولية للفنان الناشئ في العام 2014. وشاركت في معارض وفعاليات فنية في داخل الدولة وخارجها آخرها العام الماضي في لندن بعنوان «قابلت رحالاً من أرض الكنوز». حصيلة تقديرية «حجاب» حصد جوائز أهمها «أفضل فيلم وثائقي» في مهرجاني طريق الحرير بإيرلندا، فيما نال «ناني» جائزة «أفضل فيلم وثائقي» في مهرجان لوس أنجلوس السينمائي المستقل، والجائزة الذهبية في مسابقة أفلام هوليوود، وجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، والجائزة شبه النهائية في مهرجان «أتلانتا دوكيوفست» في أميركا، والجائزة النهائية في مهرجان «فينكس السينمائي» في ملبورن، والجائزة النهائية في جوائز الأفلام الأميركية.

مشاركة :