جامعة فينيكس الأمريكية من أشهر الجامعات الخاصة (المضروبة)، وهي تعتمد كليًّا على تسويق منتجاتها عن طريق المتابعة اللصيقة، عبر كل وسيلة متاحة. ولها من المسوّقين أعداد لا حصر لها، وأغلب الظن أنّهم يعملون بالقطعة، والقطعة هنا هو الزبون الذي يصطادونه للالتحاق بأحد برامجهم المضروبة، وكل برامجهم (مضروبة)! وويل، ثم ويل لمن يحاول مجرد الاستفسار عن برنامج، أو مقرر، أو أي معلومة يحسبها غامضةً! إذ بعدها يمطرونه بوابل من الرسائل الإلكترونية المحفّزة، التي يبدو معها التعليم رخيصًا تافهًا لا يساوي أكثر من حفنة دولارات قلّت أو كثرت. هؤلاء يغرونك بأي شيء تحب سماعه، من فبركة لقوة برامج الجامعة، ومن استشهاد بأسماء لامعة حصلت على هذه الشهادة، أو تلك، ومن فرص وظيفية تنتظرك بمجرد الحصول على الشهادة المضروبة بعد دفع المعلوم طبعًا بالعملة الصعبة. أمّا مسألة الفرص الوظيفية الكاذبة، فكثيرة، لكن للأسف تمر دون اعتراض من الضحايا الكادحين الذين تعرضوا للنصب والاحتيال. لكن بعض المتضررين الجادّين يرفعون أصواتهم أحيانًا، ومنهم سيدة أمريكية غرّها فريق التسويق الذي لا يكلّ ولا يملّ، والمزوّد بكل أسلحة الفبركة والنصب، حتى أقنعها بالدفع لبرنامج في الخدمات الإنسانية، على أساس أنه مكافئ لبرامج العمل الاجتماعي المعتمدة في الجامعات (المحترمة)، لكنّها وبعد رحلة نصب طويلة، ثبت لها أن شهادتها (فاشوش)، لا تسمح لها بالعمل في الوظيفة الموهومة، ولا حتّى الانضمام إلى برامج التدريب لتلك الوظيفة. وبعد سلسلة من الدعاوى اضطرت الجامعة (المضروبة) إلى الاعتراف بخطئها، (وكأنه الخطأ الوحيد)، ومن ثم تعويض السيدة المغبونة، وما أكثر المغبونين! الكارثة أن بعض هؤلاء المغبونين المغشوشين يتمادون في التفاخر بشهاداتهم المضروبة، التي عادة ما تُمنح بعد المشاركة في عدة محاضرات إليكترونية لعدّة ساعات أسبوعيّة، مع تمليحها بخبرات سيادته، وإنجازاته المسطّرة في وريقات السيرة الذاتية الاستثنائية، وملاحمه الوظيفة. وللعلم فإن جامعة فينيكس وأمثالها كثيرًا ما تقع تحت طائلة العقوبات المادية الباهظة التي تفرضها الحكومة الفيدرالية الأمريكية (عبر القضاء طبعًا)، وقد تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات أحيانًا. جامعات مضروبة، تصدر شهادات (مضروبة)، لعقول (مضروبة). salem_sahab@hotmail.com
مشاركة :