ليس من أحد إلاّ وهو متعاطف مع أم محمد التي غاب ولدها في خضم المعارك التي أشعلها النظام السوري المجرم في الشام الحبيبة. والحال ينطبق على بقية الأمهات أم فهد وأم حسن وأم سلمان وأم جابر. كلهن نتاج ربما كانوا نتاج فتاوى اجتهادية أو رغبات شخصية أو غير ذلك. وما من مرجعية دينية أو وسطية أو اجتماعية إلاّ وحذرت من الانسياق وراء العاطفة الناتجة عن رؤية مشاهد الظلم والفتك والإجرام البالغ، وآخرها صور الموتى، وهم هياكل عظمية بسبب حرمانهم من الطعام. كل هؤلاء السيدات الفاضلات يخشين ذهاب أبنائهن إلى الشام، وهن على حق بيّن واضح. ولو استشرفن الغيب لفعلن المستحيل لمنعهم من الانطلاق إلى هناك، وهن في ذلك على حق بيّن واضح. لكن في المقابل هل يفعل هؤلاء الأمهات (وعشرات الألوف وغيرهن) الشيء نفسه مع أبنائهن المراهقين (أو الذين هم في مقتبل العمر) حين ينطلقون يومياً بسياراتهم في شوارع المدن وطرقاتها وأزقتها، وهم يدركون أو لا يدركون حجم المخاطر التي تصدر منهم أو تلك التي يتعرضون إليها من أقرانهم!! هل سألنا أنفسنا كم شاباً لفظ أنفاسه الأخيرة، وهو داخل سيارته التي أسرع بها حد الجنون؟ وكم من راكب مرافق مات بالطريقة نفسها؟ وكم منهم ذهب ضحية متهور آخر في ساحة تفحيط أو في شارع عام أو زقاق خلفي! عندما يُقتل أحد أبناء الوطن في الشام يصبح خبره مانشيتاً عريضاً في معظم وسائل إعلامنا، وتلك طبيعة الحدث. لكن قليلاً منا يتذكر مقتل 17 شخصاً يومياً (وأغلبهم من الشباب) في شوارعنا وطرقاتنا القصيرة والطويلة، إذ هو خبر يمر مرور الكرام. وأما المصابون فعشرات آخرون يومياً، فضلاً عن الخسائر المادية الباهظة. هذه بعض الأرقام التي ذكرها العقيد الدكتور زهير شرف مدير الأنظمة واللوائح في مرور منطقة المدينة المنورة، مضيفاً أن قتلى الحوادث المرورية عام 2011م فقط بلغ 7153 شخصاً، أي أكثر من قتلى ضحايا العنف في العراق في العام نفسه، في حين بلغ عدد المصابين 68 ألفاً والخسائر 13 مليار ريال في العام نفسه. ترى كم أم محمد تبكي محمداً!! salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :