مقالة خاصة: عروض سيرك بمشاركة ذوي الإعاقة الذهنية لأول مرة في الضفة الغربية

  • 2/22/2020
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

رام الله 21 فبراير 2020 (شينخوا) بحرفية عالية، استعرضت مجموعة من طلاب مدرسة السيرك الفلسطينية حركات بهلوانية بمشاركة خمسة من أقرانهم من ذوي الإعاقة الذهنية، في أول عرض تجريبي يقام في بلدة بيرزيت غربي مدينة رام الله في الضفة الغربية. ويأتي العرض التجريبي الأول الذي نظمته مدرسة سيرك فلسطين، بعد ثلاثة أشهر من التدريب والاستعدادات، شارك فيها عشرة من الفنانين الشباب، من بينهم خمسة من ذوي الإعاقة الذهنية. والتحقت الشابة مرح النتشة بمدرسة السيرك منذ أن كان عمرها 12 عاما، حيث تقول إنها وجدت شغفها بهذا النوع من الفن لتصبح باحثة في مجال التنمية وفنانة متخصصة في السيرك الاجتماعي. وتؤكد النتشة لـ ((شينخوا))، أن ارتباطها مع السيرك منذ 13 عاما منحها الثقة والأمل وعلمها احترام التنوع والانفتاح. وتضيف أن "سحر السيرك يكمن في جعل الناس من جميع أنحاء فلسطين يجتمعون في مكان واحد دون أي حكم من أحد، حيث يمكنك أن تكون أنت فقط، حيث يأتي السحر ويغير منظورك في الحياة". وما إن أطفئت الأنوار في قاعة العرض، حتى تم تشغيل موسيقى تحفيزية خاصة، ورفع الطلاب بعضهم فوق بعض مكونين شكل الهرم، بطريقة متناسقة ومتناغمة ومشوقة. ويقول مدرب السيرك نايف عبد الله (35 عاما)، الذي أشرف على عروض السيرك، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "نعمل مع الأطفال والشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة منذ حوالي خمس سنوات، وأخيرا وصلت أعمالهم إلى المسرح". ويوضح عبد الله بينما كان يراقب طلابه وهم يؤدون عرضهم على المسرح، الذي استغرق حوالي 17 دقيقة أن "من أهم أهداف هذا العرض، هو عدم إظهار التباين أو الإعاقة على المسرح، إضافة إلى إظهار العمل الجماعي والتعاون بين فناني الأداء". ويشير إلى أن هذه أول محاولة لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية في مدرسة السيرك، لافتا إلى وجود عدة برامج مختلفة يتم العمل على تنفيذها داخل المدرسة. ويضيف "هناك برنامج الأشخاص ذوي الإعاقة، وبرنامج الطلاب المتقدمين، وبرنامج الطلاب المبتدئين، لذلك فكرنا في دمجهم مع بعضهم البعض في عرض واحد"، موضحا أن عملية دمجهم كانت الأكثر تحديا بالنسبة له على مدار 13 عاما من عمله في السيرك. وتعمل مدرسة سيرك فلسطين التي تأسست في العام 2006، على تقديم عدة برامج للأطفال والشباب المحرومين الذين تتراوح أعمارهم ما بين سبع سنوات حتى 19 عاما، في محاولة منها لخلق الأمل لديهم في ظل ظروف اجتماعية وسياسية صعبة للغاية. وعادة ما تتعامل مدرسة السيرك مع التأثير النفسي الصعب الذي يخلفه الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين، حيث يحاول المدربون في المدرسة توجيه المشاعر السلبية الناتجة عن الاضطهاد والإذلال والحزن والغضب إلى إيجابية من خلال دمجهم في أنشطة تساعدهم على التخلص من هذه المشاعر. ويقول محمد رباح مدير مدرسة سيرك فلسطين لـ ((شينخوا)) "نعمل مع 200 طالب سنويا في المناطق المحرومة والأقل حظًا، ومع قدرات مختلفة". ويضيف رباح أن "عالم السيرك سحري نظرًا لأنه يحتوي على تخصصات مختلفة، يمكن للشخص اختيار ما يناسب موهبته، فهو باختصار أداة شاملة للغاية"، منوها بضرورة العمل بشكل جماعي مما يولد الثقة بالنفس واكتشاف الآخرين. ويشير إلى أن مدرسة سيرك فلسطين تمكنت من الوصول إلى الجمهور المستهدف من الأطفال وأولياء أمورهم من خلال تعاونها مع المدارس جميع أنحاء الضفة الغربية والقدس الشرقية، بالإضافة إلى العديد من المجتمعات المحلية المنظمة، لمحاولة دمج فنون الأداء في النظام التعليمي. ويتابع قائلا "قررنا هذا العام أن نستخدم السيرك لتعزيز حقوق الأطفال ذوي الإعاقة وهو ما نفتقر إليه في فلسطين، وذلك لدعم حقوق الأطفال بشكل عام والأطفال ذوي الإعاقة بشكل خاص، لقد فكرنا في جلب هؤلاء الأطفال لنظهر للجمهور وصانعي السياسات والعالم أنهم يتمتعون بالقدرات، حتى مع السيرك ".

مشاركة :