يداعب الفلسطيني مؤمن عمرو، نوعين من الورود لقطفها وتسويقها في السوق المحلي بعد أن نجح بزراعتها لأول مرة في الضفة الغربية من خلال توفير مناخ خاص بها لتنمو وتزهر. وتمكن عمرو البالغ من العمر (37 عاما)، وهو من قرية "دورا" في الخليل جنوب الضفة الغربية، على مدار ثلاثة أعوام من زراعة ورود "الثلج والعناق"، التي لا تعيش في البيئة الفلسطينية. ولجأ الشاب الحاصل على شهادة الهندسة الزراعية في عام 2006، إلى توزيع منتجاته بالأسواق المحلية القريبة منه في مدينتي الخليل وبيت لحم لعدم استطاعته تصديرها إلى الخارج بسبب مرض فيروس كورونا الجديد "كوفيد-19". ووفر عمرو مقومات الحياة لهذه الورود داخل مشتله الخاص، عبر نظام إضاءة خاص يترافق مع نظام ظل من أجل أن تنمو ويستطيع الاستفادة منها ماديا. ويقول عمرو لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما يمسك بيديه باقة ورد قطفها للتو، إنه "أسس مشتلا زراعيا فور تخرجه من الجامعة يضم أنواع مختلفة من الورد، خاصة التي لم تزرع من قبل في الضفة الغربية". ويضيف بينما يتنقل بين الأزهار متعددة الألوان والأشكال "بدأت بالاعتماد على نفسي منذ ثلاثة أعوام في تطوير مشروع زراعة الورد الجديدة حتى تمكنت من قطف أزهارها"، مشيرا إلى أن انتاجه الشهري يصل إلى ما يقارب 8 آلاف عود ورد. ويشتكي عمرو من أنه تكبد خسائر كبيرة بفعل أزمة مرض فيروس كورونا جراء حالة الإغلاق الشامل التي عاشتها الضفة الغربية بعد تسجيل أول حالات إصابة بالمرض في مارس حتى يوليو الماضيين وصلت إلى أكثر من 5 آلاف دولار. وقام الشاب الثلاثيني، بإتلاف معظم إنتاج المشتل من الورد مع بداية الإغلاق بسبب عدم قدرته على التسويق والبيع. وعادة ما يسوق عمرو، أزهاره في المناطق القريبة منه في مدينتي الخليل وبيت لحم، لكنه يطمح بأن يتمكن من تغطية كامل مدن الضفة الغربية بالورود والأزهار النادرة التي يزرعها داخل مشتله. ويواجه المهندس الزراعي مشاكل تعيق تقدم مشروعه وتطويره بشكل أكبر، خاصة أن المنطقة المصنفة (ج) والخاضعة لسيطرة إسرائيل أمنيا وإداريا ليس من السهل فيها الحصول على المياه بسهولة، ما يضطره إلى تجميع مياه الأمطار أو الحصول عليها بأثمان عالية. وبحسب تقديرات وزارة الزراعة الفلسطينية، فإن هناك نحو 10 دونمات من المشاتل الخاصة بالورود مزروعة في مناطق الضفة الغربية تتوزع على مدن الخليل وطولكرم ونابلس وطوباس. وتشير تقديرات الوزارة، إلى وجود خسائر كبيرة تعرض لها هذا القطاع بسبب أزمة مرض فيروس كورونا، وتقدر بربع مليون دولار بسبب توقف التصدير من جهة والإغلاقات المحلية من جهة أخرى. ويقول مدير عام التسويق الزراعي في وزارة الزراعة طارق ابو لبن، ل(شينخوا)، إن الوزارة تحاول تقديم الدعم اللازم لهذه المشاريع الريادية وتوفير الإرشادات ومنح تراخيص وشهادات التصدير لها. ويشير ابو لبن إلى وجود شح في هذه الأنواع من الأزهار والورود في السوق الفلسطينية، وبالتالي يتم تغطية النقص من مصادر أخرى خارجية بالعادة.
مشاركة :