بيت لحم 17 مارس 2020 (شينخوا) بجسدها الصغير والنحيف تغلبت الرضيعة ميلا شوكة (عام و10 شهور) من مدينة بيت لحم في جنوب الضفة الغربية على فيروس كوفيد – 19 (كورونا). وصنفت ميلا أصغر المصابين بالفيروس في فلسطين، بعد إصابتها به في الخامس من الشهر الجاري عن طريق الاختلاط بشقيق والدتها الذي يعمل في أحد فنادق المدينة عند زيارته لبيتهم. وخضعت الطفلة الوحيدة لوالديها، منذ ذلك اليوم للحجر المنزلي في غرفتها برفقة والدتها، حيث جرى لها فحصين على مدار اليومين الماضيين أظهرت تعافيها من الفيروس المعدي. وتقول والدتها دينا لوكالة أنباء ((شينخوا)) التي ترافقها بالعزل داخل الغرفة بينما ترتدي الزي الواقي وكمامة على وجهها "الحمد لله عادت الفرحة إلى بيتنا بعد أيام صعبة عشناها بسبب إصابة طفلتي الوحيدة". وتضيف الوالدة صاحبة الشعور الممزوج بالحزن على إصابة طفلتها التي لا حول لها ولا قوة والفرح بتعافيها، "شتان الفرق بين اليوم والأيام الماضية التي مرت علينا بالخوف والقلق حتى أن عقارب الساعة لم تكن تسير". وتتابع "أيام مرض ميلا الذي صاحبه ارتفاع في درجة الحرارة وسعال ورشح وتعب شديد لا يمكنه أن يمحى من الذاكرة وبعد انتهاء كل شيء سأقوم بكتابته من أجل اطلاعها عليه عندما تكبر". وكانت ميلا تعترض على تواجدها المستمر في الغرفة (الحجر المنزلي) كونها تريد الخروج لرؤية والدها وباقي أفراد عائلتها، إلا أن والدتها ظلت تتغلب على ذلك بإقامة فقرات ترفيهية لها تحسبا من انتقال العدوى لأشخاص اخرين. وتوضح دينا "لم أتعامل مع طفلتي على أنها شخص مريض وأنني طبيب له بالعكس ارتدي الملابس الواقية وفي نفس الوقت أقوم بعمل حركات بهلوانية لها حتى لا تخاف أو تشعر بشيء مختف يجري حولها". ولم تتمكن الطفلة الرضيعة طيلة الأيام الماضية من احتضان والدها الذي لا يبتعد عنها سوى أمتار قليلة عن غرفتها في نفس المنزل. ويقول والدها جهاد لوكالة أنباء ((شينخوا)) بينما هو منعزل في غرفته وحيدا خشية من انتقال الفيروس، إن "خبر إصابة طفلتي كان مفزع وأصابنا حالة خوف كبير خاصة أنها طفلة صغيرة". ويضيف أن الشعور في البداية كان مريب طفلة صغيرة طريحة الفراش تقاوم فيروس غير مرئي ومتخوف أن حالتها تسوء لعدم وجود مناعة لديها وقلة الإمكانيات الطبية، بالإضافة إلى انتشار المرض بالعالم ووقوع حالات وفاة بالمئات. ويتابع بينما يحمل بيديه هاتفه للحديث مع طفلته وقتما أراد، أن "الابتعاد عن طفلتي منذ عدة أيام دون احتضانها أو حتى ملامستها صعب جدا ولكن لابد من اتباع الاجراءات والتدابير حتى تعود ميلا للحياة من جديد". ويؤكد أن الفرحة لن تكتمل لدى عائلته إلا بشفاء كافة المصابين من الفيروس وأن تعم السعادة البيوت الفلسطينية والقضاء على المرض نهائيا من الوجود. وأعلن المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم مساء أمس الاثنين للصحفيين في رام الله، عن تعافي الرضيعة ميلا وعدم إصابة والديها بالمرض. وقال ملحم إن "الطفلة ميلا نموذجا لمواجهة هذا الفيروس بعد أن كانت من أوائل المصابين به، وهي خط الدفاع الأول عن كل المصابين في بيت لحم". وأشار إلى أن الإجراءات والاحترازية التي بادرت إليها الحكومة منذ اليوم الأول لتفشي هذا الفيروس في مدينة بيت لحم، تبعث على الاطمئنان بمحاصرته وقدرة العمل على عدم انتشاره من المساحة التي هو موجود فيها". وهاتفت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة والدي الطفلة للإشادة بالإجراءات والتدابير التي قاما بها من أجل تعافيها. وطالبت الكيلة بحسب مقطع فيديو نشرته الوزارة، والدتها المصاحبة لها بتغذيتها جيدا والإبقاء على إجراءات السلام حتى ينقشع المرض بشكل كامل عنها وكل المصابين الفلسطينيين.
مشاركة :