الدوحة - إبراهيم بدوي: أكد سعادة السفير حفيظ محمد العجمي سفير دولة الكويت الشقيقة لدى الدوحة، أن العلاقات القطرية الكويتية تاريخية وأصيلة ومتجذرة بين البلدين لافتًا إلى أن دولة الكويت وأميرها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله، لا يعرفان الإحباط أو اليأس من أجل إيجاد حل للأزمة الخليجية الراهنة. وقال سعادته في لقاء مع الصحف المحلية بمناسبة احتفال السفارة الكويتية بالذكرى 59 للاستقلال وال 29 للتحرير بالدوحة مساء اليوم الأحد، إنه من حسن الطالع تعيين سعادة الدكتور نايف الحجرف أمينًا عامًا لمجلس التعاون الخليجي، معربًا عن اعتزازه بأن الدكتور الحجرف كويتي وأنه خير من يترجم توجهات سمو أمير الكويت ولديه خبرات متعددة وقام بزيارات لبعض دول مجلس التعاون ومن المتوقع أن يزور قطر الأسبوع المقبل ضمن جولته الأولى. وأكد سعادة السفير العجمي إن هناك قناعة راسخة لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالحفاظ على المجلس مهما كانت الخلافات. وأضاف: نحن في الكويت متفائلون بوجود الأمين العام الجديد ونعمل جاهدين للم الشمل، خاصة أن الأمين العام الجديد سيتمتع بحرية الحركة بين دول التعاون، وكلها مؤشرات تدعو التفاؤل. وعن احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية قال سعادة السفير العجمي: «أود ومن خلال وسائل إعلام دولة قطر الشقيقة أن أرفع التهنئة بهذه المناسبة الوطنية الغالية إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -أمير البلاد- وإلى سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وإلى سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء وإلى الشعب الكويتي الكريم داعياً المولى عز وجل أن يديم على الكويت نعمة الأمن والتقدم والازدهار». علاقات أخوية وتابع السفير العجمي قائلاً: كما أود أن أشيد في هذه المناسبة بالعلاقات الأخوية المتميزة والوثيقة القائمة بين دولتي الكويت وقطر، والجميع يشاهد التطور اللافت للعلاقات بين القيادتين والشعبين في البلدين الشقيقين، حيث تطورت بحمد الله وتوفيقه وحرص وتوجيهات القيادة السياسية ممثلة بحضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وشقيقه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ما جعلها تبلغ شأناً عظيمًا من الانسجام والتوافق والاتفاق يعززها شعور بالمحبة والأخوة والمصير المشترك ضمن منظومة دول الخليج العربية». طفرات واسعة وأضاف السفير الكويتي، أن البلدين حققا طفرات واسعة في النمو والتطور في ظل قيادتهما الحكيمة فنجاح دولة الكويت ونموها يمثل نجاحاً ونماء لدولة قطر وسعادة شعب قطر ورفاهيته تسعد شعب الكويت كما أن أمنهما واستقرارهما همٌ مشترك، ونحن نقدر عاليا لدولة قطر إسهاماتها في حل النزاعات الإقليمية وجهودها لتقريب وجهات النظر، وإن ما نجده من تعاون ومحبة صادقة في دولة قطر يساهم في إضفاء روح الأخوة ويساعد على إنجاز مهمتنا الهادفة لتطوير العلاقات وتوحيد المواقف على أكمل وجه. ونوه السفير الكويتي إلى أن الاحتفالات الوطنية المجيدة تعد نبراساً سامياً على صدرونا يمثل الذكرى التاسعة والخمسين لاستقلال دولة الكويت، والاحتفال بعيد تحريرها التاسع والعشرين من براثن الاحتلال التي مرت به دولة الكويت من قبل النظام الصدامي البائد عام 1990، حيث تؤكد المناسبتان على استقلال دولة الكويت ووحدة وتضامن الشعب الكويتي في وجه التحديات المختلفة. الأزمة الخليجية وحول ثوابت الكويت تجاه الأزمة الخليجية، قال السفير العجمي، علينا أن نستذكر كلمة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في افتتاح دور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي ال 15 لمجلس الأمة، حيث حذر من أن انهيار مجلس التعاون الخليجي سيكون انهياراً لآخر معاقل التعاون العربي، وقال «علينا أن نعي مخاطر التصعيد في الأزمة الخليجية»، وأكد أن الكويت ليست طرفًا ثالثاً بل طرف واحد بين الأشقاء جميعاً وأن هدف الكويت إصلاح ذات البيْن، مضيفًا أن الأزمة الخليجية هي الشغل الشاغل لبلاده لحماية مجلس التعاون من التصدع والانهيار. علاقات راسخة ووصف السفير العجمي العلاقات القطرية الكويتية بالتاريخية والأصيلة والمتجذرة بين البلدين، وقال إن علاقة الكويت بأهل قطر تعود إلى ما قبل القرن السادس عشر، وليس فقط في إطار العلاقات الرسمية كما هو معروف في العلاقات الدولية أو المصالح المتبادلة، حيث كانت قبلة القبائل والعوائل المؤسسة لدول الكويت هي قطر وبالتحديد الزبارة، والتي كانت في ذلك الوقت عاصمة للصناعة والتجارة في منطقة الخليج العربي، وقد اكتسب فيها المؤسسون لدولة الكويت خبرات جديدة تتعلق بحياة البحر والتجارة والزراعة، وعلى امتداد 50 إلى 70 عاماً حسب ما ذكره المؤرخين، كانت منارة لاكتساب العديد من الصناعات والحرف والعلوم. مكانة متميزة وأوضح السفير العجمي أن الكويت تتمتع بمكانة متميزة وسمعة طيبة إقليمياً ودولياً، فمنذ أن تأسست دولة الكويت وحصولها على استقلالها في عام 1961م، أقامت العلاقات على أساس الانفتاح وتوثيق العلاقات مع كافة دول العالم وفق مبادئ ترتكز على السلم وحسن الجوار وبناء أذرع الخير للدول والمجتمعات المحتاجة، كما ساهمت في توثيق أواصر هذه العلاقات من خلال تعزيز اقتصادها وتنوع استثماراتها في الداخل والخارج. تعاون شامل وقال سعادة السفير العجمي، منذ أن تأسس البلدين الشقيقين وهناك جهود متواصلة شملت جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتعاون في المجال العسكري والأمني والتعليم والسياحة والفن، وتم تأسيس لجنة عليا مشتركة في 18 يونيو 2002م من أجل خلق توأمة بين البلدين الشقيقين تغطي كافة نواحي التعاون والبحث عن آفاق أرحب للتآخي بين كل من دولة الكويت ودولة قطر. وأضاف أن الاستثمارات المشتركة فاقت ال 7 مليارات دولار أمريكي في كل من القطاع العام والخاص في كلا البلدين، وقد شهد التبادل التجاري بين الكويت وقطر زيادة كبيرة خلال الأعوام الثلاثة الماضية كما ساهم في زيادة المشاريع وحجم الاستثمارات المشتركة. ونوه السفير العجمي باحتضان الكويت حاليًا، معرض “صنع في قطر 2020 ، بمشاركة نحو 220 شركة صناعية قطرية. وعقد ملتقى الأعمال الكويتي القطري بمشاركة عدد كبير من رجال الأعمال الكويتيين والقطريين للتباحث حول تعزيز علاقات التعاون التجاري. اتفاقية الغاز وأشار سعادة سفير الكويت الشقيقة إلى أنه ضمن العلاقات التجارية بين البلدين واستمرار تعزيزها وقَّعت دولة الكويت، في 5 يناير الماضي، اتفاقية طويلة الأمد مع دولة قطر لاستيراد الغاز الطبيعي المسال لمدة 15 عاماً، تبدأ من 2022 إلى نهاية عام 2036، مؤكدًا أن هذه الاتفاقية من شأنها تعزيز أمن الطاقة لدولة الكويت الشقيقة. وأضاف أن التبادل التجاري حقق قفزة كبيرة في العام 2018، مسجلاً 4.3 مليار ريال قطري مقابل 2.5 مليار ريال في العام 2017 بنسبة نمو قياسية بلغت 72%، كما واصلت التبادلات التجارية تطورها في العام 2019 الماضي حيث بلغت قيمتها نحو 3.1 مليار ريال بنهاية الربع الثالث من العام الماضي، مقابل 2.8 مليار ريال لنفس الفترة من العام 2018 بنمو نسبته 11%». خط بحري وأشار إلى أن التعاون التجاري والاقتصادي بين قطاعات الأعمال في البلدين أثمر وجود نحو 635 شركة قطرية كويتية مشتركة تعمل في السوق القطري، وسجل التبادل التجاري نمواً بلغ حوالي 80% خلال السنوات الثلاثة الأخيرة. وتم الإعلان في أغسطس 2018، عن خط ملاحي بحري منتظم يربط ميناء حمد في قطر بميناء الشويخ في الكويت وذلك من خلال تدشين عمليات إحدى السفن المملوكة للقطاع الخاص التي تنقل البضائع والمسافرين، ونأمل أن يعمل قريباً حتى يكون هذا المشروع حلقة ربط بين دول مجلس التعاون الخليجي. محاربة الإرهاب وعن التنسيق بين البلدين في مكافحة الإرهاب قال السفير الكويتي: إن هناك تنسيقاً مستمراً وجهوداً مشتركة في إطار مجلس التعاون وبين البلدين الشقيقين، فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، بما أن آفة الإرهاب باتت تستهدف الجميع وأن هناك حاجة لمثل هذا التعاون والتنسيق المستمر، فلا يمكن لأي دولة أن تواجه بمفردها المخاطر التي تتعلق بالإرهاب وعليه تكمن هنا أهمية هذه الجهود مع أشقائنا في دول مجلس التعاون والدول الصديقة. التعاون العسكري ونوه السفير الكويتي للتعاون العسكري الكبير بين البلدين، مشيراً إلى أن عدد المنتسبين الكويتيين للدورات من ضباط وطلبة ضباط (135)، أما المنتسبون لكلية محمد بن أحمد العسكرية فقد بلغ (70) منتسباً من دولة الكويت، بالإضافة إلى مشاركة أعداد كبيرة من مختلف قطاعات القوات العسكرية القطرية في التمارين المشتركة التي تقام في دولة الكويت، وبالمثل تشارك أعداد كبيرة من القوات المسلحة الكويتية في التمارين التي تقام في دولة قطر الشقيقة. ونسجل اعتزازنا بتواجد العديد من أبنائنا الكويتيين الذين يتلقون التعليم في مختلف المراحل التعليمية، وخاصة طلبة البكالوريوس والدراسات العليا في مختلف التخصصات والجامعات في قطر، كما نحث أبناءنا وبناتنا في كلا البلدين على الدراسة في البلد الآخر.
مشاركة :