كثير من قصص التميّز والنبوغ والنجاح تكشف عن إرادة كامنة في الشخصية بما يجعلها مشروع تفرّد كامل الأركان، وحين تكون المرأة على هذا السياق تكون القصة أكثر إدهاشا وروعة وإلهاما، ذلك بالضبط ما ينطبق على رائدة الأعمال غزيل الدوسري التي تقدم رؤية ونموذجا جدير بالوقوف عنده ليس لثراء التجربة وحسب، وإنما في تلك القدرة الإبداعية على النمو والتطور وإدارة الأعمال بكفاءة وعزيمة تعكس شخصية تتوفر بها مقومات النجاح والابتكار. لم تكن غزيل لتحقق مثل هذا التفرّد دون شخصية إدارية تمزج بين مواهبها القيادية والإدارية من جهة، وخبراتها المكتسبة مع الوقت من جهة أخرى، فهي نجحت أولا في بناء ذات اقتصادية وإدارية تجعلها تمضي في ريادة الأعمال بما يؤهلها لأن تكون سيدة أعمال قادرة على تحقيق قفزاتها وخطواتها الواثقة في بيئة أعمال واسعة، ومع دعم وتحفيز الدولة للمرأة وتمكينها وجدت مسارها الخاص وانطلقت في تجربة يمكنها أن تعبر كل الحواجز وتخترق كل السدود. دور غزيل في تحقيق ذاتها هو نفسه العنوان المؤثر لكل سيدة تؤمن بقدراتها، وتخطط لنجاحها، وتنظر في أفقها لتستشرف الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه، وحين يحدث ذلك فلا بد وأن تنجح، وتحقق ذاتها وتؤكد جدارتها بكل ما تحققه من نمو في أعمالها واستثماراتها، بل وتفتح ألف طريق نحو غاياتها، فلا محال أمام أي إرادة صلبة وعزيمة قوية وتخطيط دقيق واستكشاف للفرص واغتنامها، فذلك هو ما يبني ويطلق خيول النجاح في مضمار التنافس الشريف. وحين تكون الخطى واثقة، والرؤية ثاقبة، فلا بد أن تنجح غزيل الرائدة التي تخطط وتدرس وتنطلق لتعتلي المشهد بإنجاز تلو الآخر، ويبرز الاسم كعنوان لوجهة استثمارية رائدة وتحصد الجوائز حتى على المستوى العالمي وذلك ما حدث حين فازت بجائزة شركة شل العالمية “انطلاقة”، خلال برنامجها “لايف واير”، كأحد أفضل المبدعين العشرة على مستوى العالم. وهذه الجائزة عبارة عن مبادرة تهدف إلى إبراز وتكريم المميزين في الابتكار بمجال الأعمال الريادية التي يدعمها البرنامج والجائزة على مستوى العالم، وقد شرفت غزيل وطنها ومجتمعها بالحصول على هذه الجائزة الدولية المرموقة، فهي لم تمارس الاستثمار بصورة تقليدية حصدا لمكاسب روتينية، وإنما عملت من خلال شركتها “وعود الشرقية للتجارة” على الدخول في أحد أكثر الاستثمارات الواعدة حتى على مستوى العالم وهو تدوير النفايات الذي تتحقق منه كثير من المكاسب للمستثمر وبيئته المجتمعية والوطنية وتنعكس مردودا إيجابيا على المستوى الدولي. من خلال هذه الجائزة أصبحت غزيل، وهي أول سعودية تعمل في قطاع تدوير النفايات الصناعية، الفائزة الوحيدة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بهذه الجائزة العالمية، ذلك جعلها من العلامة الفارقة في تأكيد جدارة المرأة السعودية بالإنجاز الوطني الذي يستحق أن نفخر ونعتز به لأنه يحمل كل معاني التميّز والتفرّد.
مشاركة :