* القطرة الأولى.. عندما ترغب التغيير فلا تتوقع تحوّل مسارك دفعة واحدة من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين. التغيير بكل بساطة ما هو إلاّ الانتقال بهدوء من هذه النقطة إلى تلك.. دون أن تُحدث إرباكًا لا لنفسك ولا للآخرين حولك.. وحتى لا يفقدك اختزال المسافة والزمن السيطرة على توازنك وردود أفعالك، عليك أن تتذكّر أن السموات والأرض؛ لم تُبْنَ في يوم واحد. * القطرة الثانية.. قال: «من وين أذنك يا جحا»، هو نفسه حال بيروقراطية مستشفياتنا الحكومية. بعد انقضاء خمس ساعات من الانتظار في ردهات المستشفى، واللفّ والدوران حول نفسك، وكل شيء حولك، تدخل دون رغبتك على الطبيب العام، وخلال عشر دقائق، ينعم عليك بالكشف الَمَحَلّـي «العائم»، الضغط، قياس نبضات القلب، الكشف على البلعوم. ينتهي الكشف بتحديد موعد لك لزيارة الطبيب المختص بحالتك.. بعد شهر!! ومن هنا إلى ذاك اليوم.. فيها حَلْ وفَلَكْ، ووقتها.. إمّا تكون متّ، أو يأتي من يحملك إلى المستشفى على نقّالة!! * القطرة الثالثة.. تحت مظلة العلاقات وجلسات المصالح النفعية، هناك دومًا استثناء مغاير يستكين خلف نظرية الشواهد وفرضية التجربة، وواقع النتائج الصادمة حول شخصيات محورية يستدرج سلوكها قناعات الآخرين، وتقود راية التهافت الانقيادي والتكالب حول: مَن معه؟ وكم معه؟ وبين حقيقة المظلة تلك، وخيال الظل أولئك يحتدم الصراع، لتعود علاقات المنفعة تلك إلى اللاآخِرْ الذي يقود القطيع بأكمله عطشى إلى أول نقطة السراب!! * القطرة الرابعة.. يا حليل اللي قالوا: «حلاة الثوب رقعته منه وفيه».. راحوا الطيّبين. لم يعلموا أنه ليس هناك أبشع من وجه القبح الذي لا يُجمّله الترقيع لا منه ولا من غيره. ولا أوجع من ذاك الترقيع الذي يخلف في النفس ندوبًا لا تندمل جراحها. فإمّا أن تقف أمام ذاك الاختلال مستسلمًا صاغرًا، أو أن تعمل جاهدًا على طمس معالم التشوّه في نسيجه. ولكن لو كان تجميل نسيج القبح ذاك في زمن نفد فيه كل شيء حولك، وتحوّل إلى رماد.. كيف ترقعه؟! مرصد.. * آخر القطرات.. متى ما كُنّا نؤمن أن المواطنة في حقيقة الأمر ما هي إلاّ التزام دينيّ ومسؤولية أخلاقية تجاه وطننا وقيادتنا وأنفسنا، فنحن في مأمن من الانفلات الفكري وغوغائية المسلك والسلوك. Ksa.watan@yahoo.com
مشاركة :