حسن بن حمودش * ترتكز كرة القدم أولًا وأخيراً على الجماهير بحكم أنها اللعبة الشعبية الأولى في العالم، فكل القياسات تتم بمرجعية الإقبال الجماهيري، والمصيبة التي نعاني منها، ولا يوجد لها تفسير مقنع هي عدم وجود جماهير تشجع عناصر المنظومة على التغيير والإبداع وصنع الفارق المطلوب، والمعضلة في هذه الظاهرة، هي «المزاجية الصعبة» لجماهير أنديتنا التي تحب وتكره وتبعد وتهجر في علاقة حافلة بعمليات المد والجزر مع أنديتها. فإذا كان الفريق في أفضل حالاته تتواجد وتشجع بقوة إلى أبعد الحدود، أما إذا كان متراجعاً لسبب أو لآخر، فهم أول من يهرب ويترك اللاعبين وحيدين يواجهون مصيرهم، عكس المقولة الشهيرة لمشجعي ليفربول «لن تمشي وحيداً»، فأين المصداقية في حب النادي والولاء له؟* حتى ثقافة توزيع المجهود أثناء المباريات لم نصل إليها بعد، المطلوب في المرحلة المقبلة كثير وكبير من الإدارة الجديدة لاتحاد الكرة، تحت قيادة الشيخ راشد بن حميد. نعم التفاؤل حاضر، والنجاح هدفنا، لكن لا بد من الانفتاح على الآخرين، وبحث كل السبل والبدائل للدفع في اتجاه بناء جيل قوي قادر على التحدي دولياً، ولكي يتم ذلك لا بد من التركيز بشكل كبير على حل معضلة الإحجام الجماهيري.* مع الأسف دورينا يعتبر من أقل الدوريات الآسيوية إثارة وقوة بالرغم من التغييرات التي طرأت على القوانين والتي كان من المفترض أن تكون في صالح رفع مستوى الفرق، ولكن هناك حلقة مفقودة، وعلى من يهمه الأمر إيجادها وإلا سنظل مكانك سر، نتائجنا كل سنة من سيئ إلى أسوأ وحظوظنا في الظهور ضمن كبار آسيا أصبحت شبه معدومة، وكأنها تقول نحن مستوانا محلي فقط، حتى كبار دورينا كانت نتائجهم مخيبة للآمال وزادت من همومنا.* أي نتائج مخيبة للآمال تنعكس سلباً على المزاج العام لعشاق كرة القدم الإماراتية، والحل في اعتقادي هو ما أشار له منذ فترة ليست بالقصيرة مدربنا الوطني المهندس مهدي علي الذي لن ينساه جمهور «الأبيض» حيث أشار إلى أن دورينا ضعفه يرجع لغياب السرعة المطلوبة في الأداء، وقلة وقت اللعب الفعلي في المباريات، وهذا يتطلب دراسة وافية لبحث الحلول والبدائل لتنفيذها.لابد من الضغط على المدربين ومديري الفرق لعمل الفارق وتطوير المستوى، وكلنا شركاء في هذا الحل، وعلى التحكيم أيضاً أن يكون صارماً ليضبط المشهد من جانبه، لأنه أصبح مع اعتماد تقنية «الفار» شريكاً في تعطيل اللعب بدلاً من أن يسرعه.
مشاركة :