** أغلب القرارات المتعلقة بإقالة المدربين، انعكاس لردود أفعال عاطفية، لأنها قائمة على جزئية الخسارة وتراجع النتائج، وهذه حقيقة نشاهدها في أعرق الدوريات في العالم، وتعبر عن الضغوط التي تسببها الجماهير لإدارات الأندية، بسبب تراكم النتائج السلبية، والعامل الرئيس والأقوى لاتخاذ قرار التضحية بالمدرب، ليس لأن المشكلة تكمن في الجهاز الفني، وهذه حقيقة تدركها أغلب الإدارات، فما يحدث ما هو إلا تلبية لمطالب الجماهير، والحد من انفعالاتها، وامتصاص غضبها، ولأن القرارات من هذا النوع غير خاضعة لمقاييس أو معايير فنية، بقدر ما هي نفسية ومعنوية، ففي أغلب الأحيان تتحسن وضعية الفريق مؤقتاً، لتعود وتنتكس بمجرد انتهاء مفعول المسكنات النفسية والمعنوية، لأن الخلل لا يزال قائماً ويجب العمل على إصلاحه، ولا علاقة له بقرار إقالة المدرب، لأنه ليس السبب الرئيس ولا يتحمل وحده مسؤولية تدني وتراجع النتائج. ** فريق ليفربول مع المدرب الألماني يورغن كلوب تزعم أندية العالم وأوروبا وانجلترا في الموسم الماضي، عندما حقق لقب مونديال أندية العالم وفاز بدوري أبطال أوروبا، وحقق لقب الدوري الإنجليزي والسوبر الأوروبي والمحلي، محققاً خماسية تاريخية كأفضل فريق في العالم، وتوج ذلك مدربه الألماني بكل جدارة على عرش مدربي العالم، قبل أن يختلف الوضع في الموسم الحالي مع تراجع مستوى اللاعبين، وابتعاد الفريق عن المنافسة على الألقاب المحلية بخروجه من كأس إنجلترا وعن المنافسة في الدوري، في الوقت الذي أصبح موقفه صعباً في دوري الأبطال بصورة قد تجبر أفضل فريق في 2020 إلى الخروج من الباب الواسع في 2021، وتلك الوضعية كانت صدمة كبيرة لجماهير ليفربول، إلا أن موقفها جاء ليعكس مكانة وتأثير الجماهير الحقيقية التي تحتاج إليها الفرق واللاعبون في المحن، فجماهير ليفربول التي عرفت بتعصبها الشديد لدرجة يضرب بها المثل، لم تترك الفريق في محنته، ولم تنس اللحظات السعيدة التي عاشتها مع إنجازات الفريق في الموسم الماضي، ووقفت وقفة شجاعة مع اللاعبين، ولم تطالب بإقالة المدرب كما يفعل الكثيرون، بل رفعت شعار «لن تمشي وحيداً» بهدف مساندة المدرب والوقوف معه حتى يتم تجاوز المحنة، وهذا ما يحتاج إليه اللاعبون من الجماهير في الأوقات الصعبة للعودة والوقوف من جديد. آخر الكلام ** في عالم الرياضة الكل يعمل والجميع يجتهد، ولكن النجاح والبطولة من نصيب فريق واحد فقط.
مشاركة :