قفزة هائلة شهدها الدوري السعودي خلال الموسمين الماضيين على صعيد الإثارة الفنية والحضور الجماهيري والدخل المالي المميز الذي يشكل الدعم الحكومي أغلبه متجاوزاً 80 % من دخل الأندية. ورغم كل ذلك إلا أننا في هذا المقال نحذر وننبه الأندية السعودية ورابطة دوري المحترفين السعودي بأن ينتبهوا لمستقبلهم المالي والتجاري، حيث إن الدعم الحكومي لن يستمر للأبد وهذا يتطلب أن يعمل الجميع ليكونوا منتجين بدلاً من الاستهلاك السلبي لخزينة الدولة. وأفضل وقت ممكن أن تعمل فيه الأندية على تطوير بيئتها التسويقية والتجارية هي هذه الفترة وهي الفترة التي تشهد تطوراً رياضياً وتركيزاً إعلامياً إقليمياً على الدوري السعودي مما يعني أن توسيع قاعدة المشجعين والعملاء بالنسبة لأنديتنا السعودية أمر ليس صعباً، متى ما كان هناك صحوة رياضية إدارية تستشرف خطر المنافسة التي يعيشها القطاع الرياضي مع قطاعات أخرى كالسياحة والترفية والثقافة. فالانفتاح الذي تشهده المملكة هذه الأيام هو انفتاح جميل ومبهج للمواطنين والمقيمين الذين تعددت أمامهم وسائل الترفية وتنوعت أماكن الزيارات بعدما كانت مقتصرة على الملاعب والكوفيهات. والأندية السعودية إذا لم تستشعر الخطر وتضع استراتيجياتها من الآن فإنها ستعاني من شدة المنافسة في المستقبل القريب، فدور السينما لن تكون منافسة للملاعب على صعيد استقطاب الجماهير فحسب، بل إنها أيضاً ستنافس إدارات التسويق في الأندية على الشركات المعلنة، وذلك للإعلان في دور السينما، كما أن الأحداث الترفيهية التي أصبحنا نعيشها بشكل مستمر وفي أماكن منوعة ستجتذب الرعاة من الرياضة إلى رعاية الأحداث الترفيهية. وبعد تنبيهنا على هذه النقطة يتبقى علينا أن ننصح الأندية والرابطة بالعمل الجدي والسريع على وضع استراتيجيات تسويقية بعيدة المدى، بحيث تضمن المحافظة على العملاء في المجال الرياضي وعدم تسربهم لقطاعات أخرى منافسة.
مشاركة :