مجموعة شعرية لنبيل أبو حمد

  • 6/5/2015
  • 00:00
  • 32
  • 0
  • 0
news-picture

يتنقل نبيل أبو حمد بين الرسم والشعر والكتابة السردية، في حال من التعبير الحر والعفوي، وفي كل هذه الميادين يظل هو هو، بطرافته ومراسه ومزاجيته الجميلة وابتعاده عن الافتعال والتصنع. وجديده مجموعة شعرية هي «بين الكأس والكأس» (دار سيغنوس- لندن) وشاء أن يعرف الأسطر التي تتكون منها القصائد بأنّها «أبيات نثر»، بمعنى أنها تجمع بين النثر والشعر المتفلت من قيوده كلها. لكنها في الواقع أيضاً مجموعة رسوم بالأسود والأبيض وضعها أبو حمد للمجموعة كي ترافق القصائد ذات الحجم الصغير غالباً، فتتفق حيناً مع موضوعات القصائد وأفكارها وتختلف معها لتستقل بذاتها. تتقارب النصوص الشعرية في الديوان من حيث الحجم، لكنها تتنوّع في موضوعاتها بين الحبّ والسخرية والعنف والتأمّل... تأتي «أبيات» أبـــو حمد كأنها في توطئة مع رسومه، فتتجاور الكلمة مع الصورة لتولّد حالة فنية خاصة على امتداد هذه المجموعة. والمعلوم أنّ نبيل أبو حمد، المولود في مدينة حيفا الفلسطينية لأب لبناني وأمّ فلسطينية هو كاتب ورسام كاريكاتوري ومصمم غرافيكي له باع طويل في العمل كمدير فني لبعض من أهم الصحف والمجلات اللبنانية. تحتلّ المرأة القسم الأوفر من الديوان، فهو يراها بعين فنان ويصفها بكلمات شاعر: «أرسمك بخطين/ بشطحة ريشة/ بنقطة حبر/ ينبض بك الورق/ تُبهرين المتاحف» (ص13). تتصّف قصائد أبو حمد بجرأة كبيرة في التعبير، ليس على مستوى إروسية الصور الخاصة بوصف المرأة وجسدها فحسب، إنما في القصائد الوطنية والفكرية أيضاً: «ربما الأحرار/ يلجأون غرباً/ لأنّ الطغاة يصرخون بهم/ اغربوا عن وجوهنا»، «لنتصارح أيها الانسن/ جلّ إبداعك لجلب المال»، «الذي يرتعد خوفاً/ مشروع عنف لا يرحم». تتسم قصائد أبو حمد بالسهولة والبساطة والعفوية، فهو يكتب كما يشعر وتلتمع القصائد في ذهنه كومضة سريعة، ومنها: «الضعيف أشجع ما يكون على نفسه» (ص 168) أو «الذين لا يتكلمون/ يدركون اللاجدوى/ ليس من الكلام فقط/ إنما من الوجود» (ص 158)، «ما من حكم مطلق/ إلاّ وفيه لوثة خطأ» (ص 120). يقدّم الشاعر بعض تأملاته في الطبيعة والوجود من خلال صور لا تخلو من جمالية الإيقاع مثل: «هذا العصفور الجميل/ نوتة موسيقية طيّارة» (ص 96).

مشاركة :