حماة، سوريا 24 فبراير 2020 (شينخوا) نجح أهالي محافظة حماة (وسط سوريا) في ابتكار مدفأة محلية الصنع توفر لهم الدفء باستخدام قشور الفستق وذلك في ظل الأزمة التي تشهدها البلاد منذ قرابة تسع سنوات بسبب ندرة وقود التدفئة (المازوت) في عموم المحافظات السورية. ولم يعد خافيا على أحد بأن سوريا تعاني حاليا من نقص كبير في وقود التدفئة وبات من الصعب على الكثيرين من العائلات الحصول عليه، إضافة لغلاء أسعاره وعدم قدرتهم للحصول عليه بالكميات التي يرغبون، فكانت مدفأة قشور الفستق هي البديل الأمثل لأنه متوفر ورخيص في محافظة حماة. ويجلس سليمان خالد البالغ من العمر 32 عاما، في منزله في مدينة حماة، مع زوجته ووالدته وأطفاله الخمسة في غرفة واحدة كبيرة دافئة مع مدفأة تعمل على قشور الفستق في الزاوية لإرسال الدفء إلى كامل غرفة المعيشة الخاصة بهم. المدفأة التي تعمل على قشر الفستق هي نفسها التي تعمل على وقود التدفئة (المازوت)، لكن الناس قاموا بإزالة وعاء المازوت الذي يحوي مازوت التدفئة بداخله، وقاموا بإضافة صندوق معدني كبير يوضع بجانب المدفأة مملوء بقشور الفستق ويرتبط هذا الصندوق بالمدفأة عبر أنبوب بداخله حلزون متحرك يقوم بنقل القشور إلى المدفأة عبر مؤقت زمني. وقال خالد، الذي ينتمي في الأصل إلى بلدة (مورك) في ريف حماة، إن المدفأة تم اختراعها لأول مرة في مورك منذ حوالي 13 عاما لأنها تعد من البلدات الغنية والأشهر بزراعة أشجار الفستق. وخلال الحرب فر معظم سكان بلدة مورك من منازلهم إلى مدينة حماة وجلبوا معهم المدفأة وكان ذلك لأول مرة في مدينة حماة. وبمجرد الوصول إلى حماة، بدأ الناس في المدينة بالتعرف على المدفأة وبدأوا في شرائها للتدفئة دون الحاجة إلى القلق بشأن نفقة الوقود أو توفره. وأضاف أن هؤلاء الأشخاص أذكياء لأنهم تمكنوا من الاستفادة من قشور الفستق التي كانت تهدر، حيث تقوم المصانع الصغيرة بفصل القشور عن الفستق، وإرسال المكسرات ليتم بيعها بشكل منفصل إما للحلويات أو لأي استخدام آخر وهنا يتم استخدام القشور لجهة التدفئة وبيعها للناس كي يستخدمونها لتدفئة منازلهم في فصل الشتاء. وتابع لقد استبدلنا المدافئ التي تعمل على الوقود أو الغاز أو الكهرباء، باستخدام هذه المدفأة التي تعمل باستخدام قشور الفستق كما حدث أثناء الحرب. وأخبر والد الأطفال الخمسة وكالة أنباء ((شينخوا)) أنه محظوظ مع أشخاص آخرين في حماة لاستخدام هذه المدفأة، المتوفرة بشكل كبير في منطقتهم، على عكس الأماكن الأخرى في سوريا، حيث لا يمكن العثور على قشور الفستق بسهولة. وقال إن هذه المدفأة فعالة للغاية، حيث إنها توفر حرارة أفضل بكثير من تلك التي تعمل بالوقود، كما أنها أكثر اقتصادا من حيث أسعار قشور الفستق، حيث تتوفر هذه المادة في منطقتنا. ويتم تصنيع هذه المدافئ في حماة من قبل العديد من الشركات المصنعة، التي تزودها بأجهزة توقيت وأزرار للتحكم في تدفق كمية القشور إلى المدفأة. وقال عبد الله تويت الذي يقوم بتصنيع المدفأة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن نقص وقود التدفئة يجعل مدفأة قشور الفستق من أكثر الوسائل التي تناسب الأسر في حماة. وتابع أن الأشخاص الذين لجأوا قبل ذلك إلى الحطب للتدفئة كانوا غير موفقين أحيانا، بسبب أن الحطب قد يكون في بعض الأحيان رطبا ويتأخر في الاشتعال، مشيرا إلى أن هذا الأمر دفع الناس إلى استخدام قشور الفستق لأنها مادة اقتصادية وتمنح الدفء الذي يفوق دفء مدفأة وقود المازوت. وقال تويت إن هناك إقبالا كبيرا من الناس على شراء هذه المدفأة، وقد امتدت من حماة وريفها إلى محافظة حمص وقام بعض الأشخاص بتصديرها إلى لبنان. وأضاف أن المدفأة لا تعمل فقط على قشور الفستق فقط، ولكن أيضا على القشور الناعمة الأخرى، مضيفا أن سعرها أقل بنسبة 50 % من الوقود. وقال إن الأسرة تحتاج إلى نحو 15 كيلو جراما من القشور يوميا إذا أرادوا تشغيلها طيلة اليوم، مما سيكلفهم حوالي 1500 ليرة سورية يوميا (حوالي 1.5 دولار أمريكي). وأضاف تويت الذي يبيع أيضا قشور الفستق إنه لا أحد يدير المدفأة على مدار الساعة طوال اليوم، مما يجعلها أرخص بكثير في حالة استخدام الوقود. وقال لقد نجحنا في ابتكار شيء لتخفيف معاناة الناس في فصل الشتاء، ونحن نعمل على تطوير هذا النوع من المدافئ سنة بعد أخرى.
مشاركة :