بأقلام الرصاص والفحم والجاف إلى جانب الفرش، جميعها وسائل يستعملها المحترفون والهواة لإخراج لوحة فنية تسر الناظرين، أمر سعت الشابة آلاء محمد لتجنبه من خلال استبدال الأدوات السابقة، بما لا يخطر على بال أحد. أعمال فنية جاءت مكوناتها عبارة عن خضروات وفاكهة، وأخرى من الحديد والخردوات، وأخيرًا الملابس وأزرارها، هى الأدوات التى سعت «آلاء» من خلالها لتقديم أعمالها الفنية بطريقة مختلفة، وعليه لقى ما قدمته تفاعلًا طيبًا، خلال الفترة الأخيرة، لما فيه من تفرد. قبل الوصول إلى هذه اللحظات، تعود ابنة الإسكندرية بذاكرتها إلى الوراء، قائلةً لـ«المصرى لايت» إنها منذ الصغر وهى محبة للرسم، وما إن خطت خطواتها الأولى فى هذا الفن، لاحظت والدتها شغفها بالتخطيط على الورق، ما انتهى بتشجيع الأم لها والوقوف إلى جانبها. فى هذه الفترة، اتخذت «آلاء» القلم الرصاص كوسيلة للتعبير عما يجيش بخاطرها، وهو أمر معتاد وشائع بين الهواة، إلا أنه بعد مرور السنوات قررت تقديم الجديد وتجريب أفكار أخرى، من واقع متابعتها لبرنامج «آرت أتاك» الذى وسّع مداركها. الأفكار الجديدة التى أقدمت عليها «آلاء» لا تتوقف، فبين الحين والآخر تميل إلى تنويعها، فهى رسمت بالملابس، كان منها شخصية «بوجى»، والفنان الراحل محمد فوزى من الأزرار وأخرى بالمسامير والخردوات، بجانب بورتريه للنجمة صفية العمرى بالبطاطا، وشخصية «بكار» الشهيرة من القراصيا والخبز وقمرالدين، والراحلة نعيمة عاكف من الفول الأخضر، و«فطوطة» من القلقاس، وغيرهم. وأتت الأفكار السابقة بموجب مشاركة «آلاء» فى إحدى مجموعات موقع «فيس بوك»، والتى اهتمت باختيار موضوع يعبر عنه الأعضاء لمدة أسبوع، ومن هذا المنطلق سعت لتقديم المختلف عن غيرها، وفق روايتها، كما دفعها للسعى إلى كل ما هو جديد: «بفكر أعمل بورتريهات تانية بخامات مختلفة، جاتلى فكرة إنى أستخدم رول المناديل الفاضى والمناديل أعملها فرو». بموجب اعتمادها على الطرق المبتكرة فى الرسم، ترى «آلاء» أن هذه السبل تأخذ وقتًا طويلًا كما هو الحال مع أقلام الرصاص، لكن من حيث التنفيذ يعتبر الأمر أصعب باستعمال الخامات المختلفة، بغرض تحقيق الشكل المطلوب، وعن طرق العمل بها توضح: «اللى بالهدوم مش برسم الأول، بحط الهدوم فوق بعض زى ما عملت مع (زغلول)، الحاجات التانية برسم البورتريه على ورقة وبشتغل عليها». تحاول «آلاء» التطوير من مستواها رغم الدقة التى تبدع بها أعمالها الفنية، رغبة منها فى وضع بصمتها على الساحة بوضوح، منهيةً حديثها: «زى ما بيقولوا العالمية تبدأ من المحلية، أنا برسم بورتريهات لناس مصرية من زمانا أو من أيام زمان».
مشاركة :