على شواطئ البحر الأبيض المتوسط تقع مكتبة الإسكندرية التي كانت ولازالت أحد أهم الصروح الثقافية في العالم منذ العصور القديمة وحتى الآن.مكتبة الإسكندرية، التي وصلت للقائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع النشر والتقنيات الثقافية، ضمت معها -في القائمة- المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية بباريس، ومجلة بانيبال في لندن، ضمن 39 صرحًا ثقافياً قد تقدموا للجائزة.منذ إعادة إحياء المكتبة، عام 2002 ، دشنت المكتبة مجموعة كبيرة من الأنشطة المتنوعة، من مكتبات ومشروعات كبرى في مجال الثقافة، بالإضافة إلى إقامة ورش العمل وندوات وعروض سينمائية ودورات تدريبية. ويُعد المركز القومي لتوثيق التراث الحضاري والطبيعي التابع للمكتبة من أهم البرامج التي تقوم بها المكتبة ومنها برنامج توثيق المخطوطات بالمركز فهو نشاط حديث بدأ عام 2001 بتمويل من اليونسكو، وأخذ البرنامج على عاتقه الاضطلاع بمهمة توثيق المخطوطات العربية والإسلامية المتاحة بمختلف المعاهد والمجموعات الخاصة؛ على المستويين القومي والإقليمي، من حيث تجميع مادة معرفية شاملة في العلوم والرياضيات لديار الإسلام من سمرقند إلى الدار البيضاء. ويخدم المشروع الريادي الذي نفذ بدار الكتب المصرية مشروعات التوثيق والتعرف على المخطوطات في المستقبل، وتعتبر العلامة البارزة الأولى في المشروع هي إصدار كتالوج باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والفرنسية، بعنوان: "إسهامات الحضارات العربية والإسلامية في العلوم الطبية"، ويأتي بعد هذا توثيق مخطوطات الفلك وقياس الزمن بمكتبة جامعة الأزهر.وتضم مكتبة الإسكندرية 6 مكتبات متخصصة، منها مكتبة الفنون والوسائط المتعددة، ومكتبة طه حسين لضعاف البصر، ومكتبة الطفل، ومكتبة النشء قسم التبادل والأرشيف، قسم الكتب النادرة. كما أُنشئت المكتبة الفرنكوفونية نتيجة للإهداء الضخم الذي حصلت مكتبة الإسكندرية عليه من مكتبة فرنسا الوطنية.تضم مكتبة الفنون والوسائط المتعددة مجموعة ثرية من المواد المطبوعة والسمعية والبصرية في مجال الفنون، وتشمل المجموعة المطبوعة كتبًا ونوتات موسيقية ودوريات، أما المواد السمعية والبصرية فتضم طائفة من الأفلام السينمائية والتسجيلية والبرامج التعليمية وأدوات التعليم الذاتي في مجال اللغات والكمبيوتر. وتم تخصيص غرف فردية وجماعية بداخل المكتب؛ لكي يستفيد روادها من المواد السمعية والبصرية.ويضم قسم الكتب النادرة مجموعة ثرية من الكتب النادرة، والخرائط، والمجموعات الخاصة؛ حيث يوجد أكثر من 15.000 كتاب نادر، يرجع تاريخ طباعة أقدمها إلى عام 1496 ميلاديًا، بالإضافة إلى أكثر من 700 دورية في 54 ألف عدد، و66 ألف من كتب المجموعات الخاصة والمهداة كاملةً من كبار الشخصيات، ويضم القسم عددًا منها، مثل مجموعة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ومجموعة السلطان قابوس، ومجموعة الدكتور عبد الرزّاق السنهوري، ومجموعة الدكتور حسين هيكل وغيرهم من الشخصيات البارزة.بالإضافة إلى إعادة إصدار كتب التراث الإسلامي الحديث، وهو المشروع الذي يهدف إلى تقديم مختارات من تراث الفكر الإسلامي الحديث، والتعريف بأهم كتابات التجديد والنهضة وأعلامها في القرنين الثالث عشر والرابع عشر الهجريين - التاسع عشر والعشرين الميلاديين، ويسعى المشروع إلى تكوين مكتبة متكاملة ومتنوعة تضم هذه المختارات وإتاحتها ورقيًّا وإلكترونيًّا عبر الإنترنت، ويهدف أيضًا إلى الإسهام في تنقية صورة الإسلام من التشوهات التي تُلصق به من خلال ترجمة هذه المختارات إلى الإنجليزية والفرنسية في محاولة لسد الفجوة بين الغرب والعالم الإسلامي. وأصدرت مكتبة الإسكندرية 50 كتابًا على مجموعتين ضمن سلسلة "في الفكر النهضوي الإسلامي.
مشاركة :