صادق المجلس الأعلى للتخطيط الإسرائيلي أمس على مخطط استيطاني كبير، كان أعلن عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، منذ 6 أيام. وبحسب تلفزيون إسرائيل، فإنه تمت المصادقة على المخطط المعلن عنه بشكل كامل، وكان نتنياهو أعلن عن مخطط لإنشاء حي سكني بهدف توسيع مستوطنة «هار حوما» من خلال بناء 2200 وحدة استيطانية، ومخطط آخر لبناء 3000 وحدة استيطانية أخرى في مستوطنة جديدة أطلق عليها سابقا اسم «جفعات همتوس»، وتم تجميد البناء فيها بضغوط دولية منذ أعوام سابقة. ومن المفترض أن تصادق اللجنة ذاتها على مخططات استيطانية أخرى، منها 1300 وحدة استيطانية في الضفة. ويتركز المخطط على بناء مئات الوحدات في مستوطنة «عيلي» قرب رام الله، وخطة لإنشاء منطقة صناعية ما بين سلفيت وقلقيلية، وتوسيع مستوطنة «يتسهار» المقامة قرب نابلس. في غضون ذلك، اقتحم نحو ألف مستوطن أمس منطقة قبر يوسف في نابلس لأداء طقوس دينية، واندلعت مواجهات عنيفة عندما قامت قوات الاحتلال بالتمهيد لدخول المستوطنين الذين نفذوا أعمال عربدة شملت اقتلاع شجرة سرو معمّرة وتحطيم زجاج سيارات وبنايات، وتصدى شبان لهم وأغلقوا الشوارع بالإطارات المشتعلة ورشقوهم بالحجارة، فيما استخدمت قوات الاحتلال قنابل الغاز والرصاص، ما أسفر عن إصابة 20 فلسطينيا. واقتحم 221 مستوطنا أمس باحات المسجد الأقصى، من باب المغاربة، بحماية من قوات الاحتلال. إلى ذلك، قال مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس خليل التفكجي إن إعلان نتنياهو بناء 3500 وحدة استيطانية في منطقة (إي وت) بعد أيام من إعلانه عن مشروع استيطاني آخر من المقرر إقامته على أراضي مطار قلنديا، يعتبر تطبيقا عمليا لما أخذه نتنياهو من ضوء أخضر من البيت الأبيض ضمن صفقة القرن الأميركية، والتي تنحاز بشكل واضح للاحتلال. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة (هآرتس) العبرية أمس أن أجهزة أمن الاحتلال بدأت استعداداتها للتعامل مع احتمال تفجر الأوضاع على نطاق واسع، في حال تم ضم المستوطنات في الضفة إلى إسرائيل بموجب خطة السلام الأميركية، وأضافت الصحيفة، أنه ستتم إقامة هيئة مؤلفة من الجيش والشرطة وجهاز المخابرات ودوائر عسكرية إسرائيلية أخرى، إلى جانب وزارات ذات العلاقة للتصدي لتفاقم الأوضاع. من جانبها، دعت منظمة التحرير أمس، الاتحاد الأوروبي إلى التدخل لمنع إسرائيل من تنفيذ خططها الاستيطانية في الضفة وشرق القدس، جاء ذلك في رسالة رسمية سلمها أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات إلى ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين سفين كون بورج سدروف، موجهة لمسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل. وأعلن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمس أن المشروع الإسرائيلي لأعمال بناء جديدة في منطقة حساسة جدا في الضفة ستقوض أي أمل لتحقيق حل الدولتين. وصرح على هامش اجتماع لمجلس حقوق الانسان في جنيف أن مشروع بناء 3500 وحدة سكنية في منطقة مصنفة «إي 1» أخطر من أي مشروع استيطاني في الضفة وسيقضي حتى على أي إمكانية لتطبيق الخطة المقترحة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب والتي رفضها الفلسطينيون. الأردن يحذر من تقويض حل الدولتين دان الأردن بشدة إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأول بشأن بناء 3500 وحدة سكنية استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، محذرا من تقويض «فرص حل الدولتين». ونقل بيان لوزارة الخارجية الأردنية عن وزير الخارجية أيمن الصفدي مساء الثلاثاء، تأكيده «إدانة هذا الإعلان ورفضه»، معتبرا أنه «خطوة أحادية شديدة الخطورة تقوض فرص حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية». وبعدما أكد أن حل الدولتين «يمثل السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل»، حذر الصفدي من «تبعات هذه الخطوة»، في إشارة إلى إعلان نتنياهو مشددا على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل فاعل للحؤول دون تنفيذها. وطالب الوزير الأردني إسرائيل «بوقف بناء المستوطنات وتوسعتها وفقاً لالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال». وكان نتنياهو تعهد الثلاثاء ببناء 3500 وحدة استيطانية جديدة في منطقة «إيه ون» الواقعة شرق مدخل القدس، في إعلان جاء قبل أقل من أسبوع على الانتخابات التشريعية التي ستحدد مصيره.
مشاركة :