أجرى الدكتور فرج خيرى عبد الجيد درويش أستاذ الصحافة المطبوعة والإلكترونية المساعد بكلية الإعلام جامعة سيناء، إيمانًا بأهمية وسائل الإعلام في نشر الوعى بقضايا المجتمع وبث روح الوطنية وتعميق قيم الانتماء لدى أفراد المجتمع، وتأهيلًا للأفراد للتصدى للأفكار الهدامة، وحاول البحث الحالى التعرف على دور صحافة المحمول في نشر إنجازات الحكومة المصرية وعلاقة ذلك بتعزيز الانتماء للوطن لدى أبناء المناطق الحدودية.تمثّل مجتمع الدراسة في أبناء المناطق الحدودية (محافظات شمال سيناء وجنوب سيناء وأسوان)، وقد اختار الباحث هذه المحافظات لإمكانية إجراء البحث على عينة من أبنائها، بالإضافة إلى أن محافظة شمال سيناء تمثل البوابة الشمالية الشرقية لمصر، مما يستلزم دراسة الانتماء لدى أبنائها والعوامل المؤدية له. وتم اختيار عينة عمدية قوامها 320 مبحوثًا ممن يستخدمون المحمول لمتابعة الأخبار من المحافظات الثلاث. ووظفت الدراسة مقاييسَ مهمة أهمها مقياس الانتماء للوطن الذى صممه الباحث، بالاستعانة ببعض المتخصصين في مجال علم النفس، علاوة على أداة الاستبيان للتعرف على مدى تعرض العينة لصحافة المحمول.أوضحت الدراسة أن أبناء المناطق الحدودية يستخدمون المحمول كوسيلة إخبارية بدرجة عالية؛ حيث بلغت نسبة استخدامهم للمحمول 72%، كان من بينهم 66% يستخدمون المحمول بدرجة عالية وعالية جدًا، مقابل 13.1% يستخدمون المحمول كوسيلة إخبارية بدرجة منخفضة ومنخفضة جدًا.وأظهرت الدراسة أن نسبة من يتابع الأخبار عبر الصحافة المحمول أكثر من ساعتين يوميًا بلغ 86% من العينة المستخدمة للمحمول كوسيلة لهذا الغرض من ساعتيْن إلى أقل من ثلاث ساعات، في حين يستخدمه 14.4% أكثر من ثلاث ساعات، مقابل 14% يستخدمونه للغرض نفسه من ساعة إلى أقل من ساعتين يوميًا، وهو يمكن القول معه إن معظم أفراد العينة من متوسطى استخدام المحمول كوسيلة إخبارية.وقد تبين تنوع أسباب اعتماد عينة الدراسة على صحافة المحمول كمصدر للأخبار؛ حيث جاءت السرعة في نقل الأنباء في الترتيب الأول تلتها قلة التكلفة؛ حيث لا يوجد وجه للمقارنة بين ما يتكلفه متصفحو المواقع الإخبارية على الهاتف المحمول، وبين ما يمكن دفعه ثمنًا للصحف الورقية في حالة الأخذ في الاعتبار أن المتصفح يستخدم أكثر من موقع إخباري، وجاء السبب الثالث المتابعة الفورية للأحداث؛ حيث يصل الخبر عبر الإنترنت أسرع من وصول الصحف الورقية التى تحتاج إلى وقتٍ كافٍ للتحرير والطباعة والتوزيع، أما السبب الرابع من حيث الأهمية فكان تمكّن المستخدم من تصفح أكثر من موقع للأخبار على المحمول تلاه إتاحة التفاعلية مع الأخبار، سواء عن طريق المشاركة أو التعليق أو إعادة نشر الخبر لأصحابه. وجاء في الترتيب السادس أن صحافة المحمول تتمتع بتعددية وجهات النظر من خلال التعليق على الأحداث، مما يمكّن القارئ من تكوين رأى سليم حيال الأحداث الجارية. وجاء في الترتيب الأخير عدم وصول الصحف المطبوعة لبعض المناطق الحدودية نظرًا للعوامل الاقتصادية لبعض تلك الصحف.ومن النتائج المهمة التى خَلُصَت إليها الدراسة، تعدد أنواع صحافة المحمول التى اعتمدت عليها العينة في الحصول على أخبار إنجازات الحكومة المصرية؛ حيث جاءت خدمات SMS في الترتيب الأول بنسبة 71.64%، تلتها تطبيقات التواصل الاجتماعي بنسبة 65.76%، ثم التطبيقات الإخبارية في المركز الرابع بنسبة 65.4 %، في حين جاءت متصفحات الهاتف في المركز الخامس بنسبة 54.56%، وفى المركز الأخير جاءت التطبيقات البريدية بنسبة 47.74%.وإجمالًا أوضحت النتائج أن 61% من المبحوثين اعتمدوا على صحافة المحمول في التعرف على إنجازات الحكومة المصرية في الفترة من 2014- 2019، وقد بلغ متوسط درجة الاعتماد على صحافة المحمول لدى العينة 3.05، وهو ما يعنى أن العينة اعتمدت على صحافة المحمول في الحصول على الأخبار حول إنجازات الحكومة المصرية بدرجة بين المتوسطة والعالية.وأوضحت الدراسة وجود تأثيرات معرفية ناتجة عن اعتماد العينة على صحافة المحمول في معرفة إنجازات الحكومة المصرية بنسبة 59.5%، وهى نسبة مرتفعة مما يدعم وجهة نظر أصحاب نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام، ولكن اختلفت التأثيرات المعرفية من قطاعٍ إلى آخر، فكان أعلى تأثير في قطاع الصحة؛ حيث بلغت نسبة التأثيرات المعرفية 62.6%، وأدنى تأثير في قطاع الاتصالات حيث بلغت نسبته للتأثيرات المعرفية 53.12%. وقد يرجع السبب في ذلك إلى إطلاق حملة «100 مليون صحة» عبر مختلف وسائل الإعلام ومنها الإعلام الجديد، مما زاد من التأثيرات المعرفية في مجال الصحة، بالإضافة إلى أن قطاع الاتصالات قد لا يشغل بال كثير من الناس البعيدين عن المجال، وتتفق هذه النتيجة مع ما ذهب إليه أصحاب نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام من أن الجمهور يلجأ إلى الاعتماد على وسائل الإعلام حالة أن يكون مضطربًا معرفيًا مما يجعل لتلك الوسائل تأثيرٌ معرفىٌّ متعاظم.أظهرت الدراسة كذلك وجود تأثيرات وجدانية ناتجة عن اعتماد العينة على صحافة المحمول في معرفة إنجازات الحكومة المصرية بنسبة 73.65%، وهى نسبة مرتفعة مما يدعم وجهة نظر أصحاب نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام؛ حيث بلغت نسبة الإعجاب بالإنجازات التى قدمتها الحكومة المصرية 83.44%، في حين بلغت نسبة الشعور بالسعادة بعد معرفة إنجازات الحكومة المصرية 81.22 %، في حين بلغت نسبة الشعور بالفخر لدى العينة لأنهم مصريون 75.32%، وبلغت نسبة الاستعداد للمساهمة في سداد ديون مصر 54.62%.وأوضحت الدراسة وجود تأثيرات سلوكية ناتجة عن اعتماد العينة على صحافة المحمول في معرفة إنجازات الحكومة المصرية بنسبة 70.35%، وهى نسبة مرتفعة مما يدعم وجهة نظر أصحاب نظرية الاعتماد على وسائل الإعلام. وقد تفاوتت نسب السلوكيات الناتجة عن اعتماد العينة على المحمول كمصدر للأخبار عن إنجازات الحكومة المصرية؛ حيث جاءت السلوكيات مرتبة على النحو التالى:أنادى بالوحدة الوطنية بنسبة 73%، وأشارك في الأعمال التطوعية لصالح مصر بنسبة 72.44%، وأسهم في توضيح القضايا المهمة لغير المقتنعين بإنجازات الحكومة بنسبة 71.54%، والدفاع عن الاتهامات التى تُوَجه للحكومة المصرية بنسبة 71.4%، وجاء في الترتيب الأخير أشجع الإنتاج الوطنى بنسبة 63.4%.وانتهت الدراسة إلى نتيجة مهمة تتمثل في وجود علاقة ذات دلالة بين الاعتماد على صحافة المحمول وتعزيز الانتماء للوطن لدى المبحوثين في المناطق الحدودية.
مشاركة :