يعيش الزوار والسياح تفاصيل وجدانية في أجواء مهرجان «دبي وتراثنا الحي» بنسخته الـ 10، التي تنظمها هيئة الثقافة والفنون في دبي على بساط القرية العالمية، حتى 4 أبريل 2020 المقبل، وتحفل أجنداته بأنشطة تنبض بالهوية والأصالة والثقافة التراثية، وتطبع في ذهن العائلات مشاهد حية من رحلة الآباء، واعتبرت عائلات من أعراق مختلفة أن تظاهرة التراث تعكس الكثير من قيم التواصل الإنساني، وتربط الناس بماضيهم، واصفين هذا المكان بأنه فسحة جمالية، ومعرض فني مفتوح للتراث الذي يمنح راحة للحواس وإشعاع روحي للمكان، وعلى امتداد المساحة التي تفترشها حرفيات إماراتيات يتوافد الزوار إلى مد أطرف الحديث معهن عن حرف ومشغولات يدوية ومنتوجات لايزال لها أثر وحضور في وجدان المجتمع. وقالت شريفة مبارك المتخصصة في حرفة السدو إن هذه الحرفة تعتمد على صوف الإبل، ويتم صناعته بشكل خيوط يتم مدها باستخدام آلات خشبية مصنوعة من قرن الغزال، ثم الاستعانة بآلة النير لتثبيت الخيوط جيداً وتوزيعها لأعلى وأسفل، ثم القيام بتنفيذ رسومات مختارة على السدو لعمل سجادات أو مفارش للأرضية أو الأسقف، مشيرة أن القطعة الواحدة تستغرق بين أسبوع إلى 12 يوماً. رسالة تراثية لا تزال حرفة البراقع حاضرة حتى اليوم، ولن تندثر على مرّ الأجيال المقبلة، حسب لطيفة بديو الخميس، التي تعمل في هذه الحرف منذ أكثر من 11 عاماً، وقالت لطيفة إنها تجد متعة في الاشتغال بها، وأصبحت بمثابة تسلية بالنسبة لها فهي لا تستغرقها سوى 20 دقيقة فقط، معتبرة بأن وجودها في المهرجان جزء من دورها في إيصال رسالة تراثية إلى المهتمين والزائرين، وتتولى مهمة تعريفها وتوريثها للشغوفين بتعلمها من الشباب. حارسة الرحى وتعتبر شمسة محمد نفسها، حارسة حرفة الرحى، وهو أداة قديمة مصنوعة من حجرين دائريين يتم تركيب أحدهما فوق الآخر، وتستخدم لجرش الحبوب وطحن الشعير، وتعمل في الحرفة منذ سنوات طويلة، وعلى الرغم من ظهور أدوات حديثة للطحن إلا أن شمسة متمسكة بهذه الحرفة وتعتبرها موروثاً ثقافياً ولا بد من إحيائها وتعريف الأجيال الحالية واللاحقة بأدواتها. معرض فني وقالت شيخة سلمان محمد مرشد ثقافي ومسؤولة عن الحرف في جناح هيئة دبي للثقافة والفنون، إن مهرجان دبي وتراثنا الحي يحتفي بـ 12 حرفة هي التلي والسفافة والبراقع والفضيات والرحى وحياكة الملابس وصناعة الدخون وصبغ الملابس وطحن الحبوب والنول والحنا والقهوة والقطان وغيرها، مشيرة إلى أن نسخة هذا الموسم ركزت على تغيير تصاميم البيوت التراثية لمحتويات المعرض.
مشاركة :