الجزائر/حسام الدين إسلام/الأناضول احتضنت العاصمة الجزائرية، السبت، النسخة الأولى من تظاهرة "سقسيني" (اسألني) المعنية بتقديم معلومات صحيحة عن المواقع الأثرية في البلاد. وانطلقت التظاهرة من مدينة القصبة شمالي الجزائر العاصمة، التي شيدها العثمانيون في القرن السادس عشر، تحت شعار "سقسيني على القصبة" على أن تشمل لاحقا مناطق أثرية أخرى عبر البلاد، بحسب "جمعية تراث جزائرنا" (مستقلة) المنظمة للفعالية. وصنفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" مدينة "القصبة" عام 1992، ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي، ووصفتها بأنها من "أجمل المواقع المطلة على البحر المتوسط". وشُيدت القصبة في القرن السادس عشر بين عامي (1516 و1592) لتكون مقرا للوالي العثماني، وقاعدة عسكرية مهمتها الدفاع عن الجزائر، حسب مؤرخين. وبدأت الجولة في القصبة من قصر "رياس البحر"، بحضور باحثين في التاريخ والآثار وطلبة ماجستير ودكتوراه بمعهد علم الآثار (حكومي)، ومواطنين. وقام المشاركون بجولة ميدانية عبر أزقة مدينة القصبة العتيقة، تم خلالها اكتشاف جمال المدينة العثمانية. وزار المشاركون بعض المعالم الأثرية منها ما ارتبط بالحقبة العثمانية بالجزائر (1515 - 1830) مثل "قصر مصطفى باشا"، الذي يحمل اسم حاكم الجزائر آنذاك، وشيّده عام 1779، وقصر "خداوج العمياء" (بني في العام 1570). كما تفقد المشاركون "الجامع الكبير" أقدم مسجد في الجزائر العاصمة، ومسجد "سيدي رمضان" أحد أعتق المساجد بمدينة القصبة، والذي بني في القرن العاشر، وفقاً لمراجع تاريخية. وحسب جمعية "تراث جزائرنا"، تهدف التظاهرة إلى نشر أكبر قدر ممكن من المعلومات الصحيحة والعلمية بشأن مدينة القصبة. وقالت الباحثة فايزة رياش، على هامش مشاركتها بالفعالية، إنّ "التظاهرة تهدف إلى تصحيح المعلومات الخاطئة التي تتداولها مواقع التواصل حول المعالم الأثرية في بلادنا، وإبراز قيمتها التاريخية والتعريف بها وتحفيز المواطنين على زيارتها". وأضافت رياش في حديث للأناضول: "في المستقبل سنزور الموقع الأثري بمحافظة تيبازة (غرب العاصمة)، ثم هيبون في عنابة ومداوروش بسوق أهراس (شرقي البلاد)". وأشارت رياش، وهي عضو بجمعية "تراث جزائرنا"، إلى أنّ أهمّ النقاط التي وقفوا عليها خلال التظاهرة، ما خلفته الحضارات القديمة وما بني خلال الفترة العثمانية مثل قصر "مصطفى باشا"، و"دار الصوف"، وقصر "خداوج العمياء". ولفتت إلى أنّ فكرة التظاهرة ولدت من منطلق أنّ أغلب الجزائريين عند زيارتهم للمواقع الأثرية ليس لديهم فضول لمعرفة تاريخها، فضلا عن نقص المرشدين، ما فتح الباب لتقديم معلومات تاريخية خاطئة عنها. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :