كلما تقدمنا على طريق فهم الواقع واستشرفنا المستقبل، واستطعنا أن نحلل واقعنا ونوضح آفاق النهضة المنشودة لبلدنا، وشهدنا صحوة كبرى على صعيد الوعي بأوضاعنا وأحوالنا، حدث ما يصدمنا ويجعلنا نهلوس بفكرنا وأفكارنا، وبما أن الفكر منهج ورؤية وطريقة في فهم الوجود والتعامل مع مظاهره وأحداثه، فمن الطبيعي أن الهزات الذهنية تؤثر في هذا الفكر وعملياته، وتجعلها متصدعة لا أساس ولا منهجية تقوم عليها. إن تزاحم التداعيات غير المنطقية القائمة على المفاهيم المغلوطة، بناء على معطياتها ومجالاتها وملاحظاتها المتنوعة، هي من تجعل ممارسات بعض الأشخاص تخرج عن نطاق المسؤولية تجاه أنفسهم وتجاه غيرهم. فكانت إحدى هذه الممارسات المغلوطة قرار إنهاء خدمات وفصل المقيمين بصورة غير قانونية من وزارات الدولة، وترحيل عدد من الوافدين بصورة غير لائقة، والسؤال هل أعدت الدولة الدراسات الخاصة بقرار إنهاء الخدمات والفصل أو ترحيل الوافدين وإبعادهم عن البلاد قبل أن يسّوّوا أمورهم ويسدوا ما عليهم من التزامات؟!، هل صُنع القرار بناءً على خطة مدروسة حتى لا نقع بالظلم، والظلم ظلمات يوم القيامة؟!، هل هناك رؤية منهجية للدولة تحمل في طياتها ماذا بعد انهاء خدمات من تربوا وترعرعوا بالكويت؟ هل قرار الفصل أو الإبعاد قائم على العدل والمساواة؟ أم قائم على العشوائية والانتقائية؟! إننا نرفض وبشدة ممارسات الشخصنة وتصفية الحسابات على حساب أرزاق الناس، نحن لسنا مع أو ضد أي شخص أو جماعة، كل ما ننشده هو العدالة فهي ما تجعلنا نعيش باستقرار لا نهاية له. عزيزي القارئ نظن أنك تشاركنا الرأي بأن نتاج المفاهيم المغلوطة والممارسات غير المدروسة، يشعر المواطنون بالقلق والخوف، لأن هذه الممارسات تنسف مفهوم الدولة المكون من ثلاثة أضلاع، الأرض والشعب والنظام، وتُسيّد مفهوم الدولة المكون من السياسة والسياسة والسياسة؟! «خذوا الحكمة من قلق وخوف المواطنين» لتشعروا بمعاناتهم وتكفوا عن ممارساتكم الهدامة التي حطمت كل شيء ونسفت مفهوم الدولة الذي تأصل وتجذّر عند كل كويتي ومقيم على أرض الصداقة والإنسانية. m.alwohaib@gmail.com twitter: @mona_alwohaib
مشاركة :