كيف نرى واقع حلب؟ (1 من 2) - مقالات

  • 12/19/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بالطبع، سيكون المشهد في حلب مربكاً للإنسان العادي والسياسي الليبرالي، الذي لا يرى الأمور من جميع جوانبها، بل يراها من الجانب الأخلاقي المثالي البحت، والجانب الحقوقي الجاذب لمشاعر العامة، وأيضاً للسياسي اليساري الساذج الذي يرى ظواهر الأمور ولا يتعمق بالتحليل، وكذلك اليساري الدوغمائي الذي يرى العام ولا يرى الخاص. والسبب في هذا الإرباك غالباً ما يكون الإعلام المضلل وظواهر الأحداث والأشياء وليس جوهرها، مثلما استطاع الإعلام الإخواني في مصر، من خلال أفلام الفيديو والصور المجتزأة، تصوير ثورة الشعب المصري في 30 يونيو على أنها انقلاب فانساق من انساق، كما استطاع الإعلام الغربي إيهام الليبراليين أن ثورات الشعوب العربية في 2011 هي من صنع الولايات المتحدة وإسرائيل حسب النتائج، وهذا لا يعني أن دول أوروبا وأميركا وإسرائيل، لم يكن لها يد في تحوير هذه الثورات، ودعم قوى الثورات المضادة، مثلما عبرت هيلاري كلينتون في مذكراتها وتصريحاتها ومحاضراتها، إنهم (الأميركان) كانوا وراء حكم الإخوان المسلمين (حلفائنا كما عبرت)، وتحويل مصر رأس الحربة للدول العربية إلى دولة إسلامية، وتقسيم سيناء بين منظمة حماس الفلسطينية وإسرائيل، كما ذكرت بكل وضوح: نحن من صنعنا «القاعدة» و«داعش» والمنظمات الجهادية، ألم يسجد قادة الإخوان حمداً وشكراً، على هزيمة مصر عام 1967 من قبل إسرائيل؟ في العام 2011 تفاجأ الموساد ووكالة الاستخبارات الأميركية، بالثورات العربية في تونس ومصر، مما جعلهم يعيدون حساباتهم وخططهم بأسرع وقت كي يحافظوا على استراتيجيتهم في مشروع الشرق الأوسط الجديد، ويستبقوا الأحداث، وتقسيم الدول العربية على أسس طائفية وعرقية، وهذا ما نجحوا فيه نسبياً، وحاولوا تنفيذ مخططهم في كل من العراق وسورية ودول الخليج واليمن وليبيا، وماذا كانت النتيجة سوى الاقتتال الطائفي، والتفجيرات التي لم تستثن الأطفال والمدنيين، والتصفية العرقية والطائفية بيد الجماعات الإرهابية، التي حاربت بالوكالة نيابة عنهم وعن غيرهم. لم يكترث أحد للصراع بين الدول على هذه الأرض، بل اشتركت بعض الدول العربية، في تمويل هذه الجهة بذريعة الدفاع عن أهل السنة والجماعة، أو دفاعاً عن آل البيت، فاندفع البسطاء للانحياز إلى هذا الطرف أو ذاك، ولم يكترث أحد للحلول السلمية وترك الشعوب تختار نظامها الديموقراطي المدني، الذي يحافظ على الدولة ومؤسساتها ومكوناتها. وللمقال بقية.. osbohatw@gmail.com

مشاركة :