رنين الهواتف النقالة يحطم هيبة المعلم والمدرسة

  • 6/7/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يعتبر استخدام الهاتف النقال من قبل المراهقين والأطفال أمراً اعتيادياً في يومنا هذا، إلا أن اللافت للنظر أنه بدأ يجد طريقه إلى الأطفال ليشكل ظاهرة، في ظل إمعانهم إلى حمله في مدارسهم، حتى لا يكاد يخلو جيب أحدهم منه، حيث ينظر الكثير منهم إليه على أنه ضرورة يضمن تواصلهم المباشر مع أهلهم في حال حصول اي طارئ خلال تنقلهم بين البيت إلى المدرسة، ليتعارض مع حظره في بعض المدارس التي ترى فيه مصدراً للتشويش والممارسات، بعد أن لاحظت تحطيمه لهيبة المدرسة والمعلم وكسر رنينه لسكون الفصول الدراسية أثناء شرح المعلمين للدروس. في البداية قال الطالب يزن وراق إن الهواتف النقالة تشغل الطالب عن الاستيعاب والانتباه لشرح المعلم، وهذه الظاهرة تولد الكثير من الآثار السلبية التي يمكن أن تسيء لسمعة الطالب، لافتا إلى أن عدم وعي الطالب بسبب وجوده بالمدرسة والاستهتار وعدم الاهتمام بقوانين المدرسة يؤدي إلى تراجع مستواه التعليمي. وتقول الطالبة هند يوسف إن الموبايل أصبح ضرورة من ضروريات الحياة، حيث يعمل على الربط والتواصل مع الأفراد عن بعد، ويسهل إنجاز الأعمال بوقت أقصر، مشيرةً إلى تفاخر طالبات المدرسة بامتلاك أحدث أنواع الهواتف النقالة وبعضهن يستخدمنها للتراسل أثناء الحصص وخصوصاً أثناء مدة الامتحانات، حيث استبدلت بعضهن براشيم الغش بالرسائل النصية عبر الموبايل. إبراز الذات وقال الطالب عمر عبد الكريم إن كل طالب في سن المراهقة يريد أن يبرز شخصيته بطريقته الخاصة، وبعضهم يسلكون الطريق الخطأ في إبراز ذاتهم، مضيفا أن هناك من يريد أن يظهر أنه فوق قوانين المدرسة والتباهي أمام زملائه في الفصل أو المدرسة إلى جانب العديد من الأسباب الأخرى. وقالت الطالبة إيناس قيمه إنها تحضر الهاتف النقال معها إلى المدرسة في بعض الأحيان، لكنها تؤكد أنها تطفئه أثناء الدوام مبررة ذلك بأنها تضطر في بعض الأيام إلى التوجه مباشرة بعد الدوام إلى مركز تقوية يقع بعيدا عن البيت، ويعتبر الهاتف النقال خلال ذلك أمراً مهماً في حال حصل أمر طارئ معها وأيضا من أجل أن يطمئن أهلها عليها. فيما قال عبد الكريم حسن مدرس لغة عربية: لقد أصبحنا نلاحظ في الآونة الأخيرة أنه لا يكاد يخلو جيب طالب أو طالبة من الموبايل وهم يمرون في أخطر مرحلة من مراحل العمر، التي لم تنضج فيها عواطفهم ولا أفكارهم ولا قدرتهم على تحمل المسؤولية، وبات من السهل السيطرة على الوضع بشكل عام، بالرغم من المحاولات العديدة بعدم السماح لهم بإدخاله إلى قاعات الصف إلا أن هناك طلبة يحتالون بشتى الوسائل لإدخاله إلى الغرفة الصفية، فيما يعتقد الأهل أنهم بشرائهمالموبايلاتلأبنائهم يحافظون عليهم، متناسين ما تجره تلك التقنية التي يساء استخدامها من قبل بعضهم. وقال أكرم حسان مدرس علم نفس، إنه من الضروري التعامل مع الطلاب المخالفين من خلال توجيه النصح لهم،وإذا لم يستجيبوا يتم تحويلهم إلى الاختصاصي الاجتماعي ليسجل مخالفتهم، وإذا تكررت يحجز الهاتف حتى استدعاء ولي الأمر، لافتا إلى أن معظم استخداماتهم تكون للعب أو إرسال رسائل قصيرة حيث يستطيع المعلم أن يكشف لعب الطلاب من بداية استخدامهم للجهاز، والنقر على مفاتيحه، كما أنه لا يرى يد الطالب فوق الطاولة التي أمامه، وبالتالي يكتشف على الفور لعبه بالهاتف. وقال عمار الحوسني مختص علم الاجتماع، إن انتشار الهواتف النقالة بين أيدي الطلاب والمراهقين يؤثر بشكل سلبي في سلوكهم الاجتماعي وعلاقاتهم بالآخرين حيث تجعلهم يتطلعون إلى أشياء مادية أكبر من عمرهم مما يؤثر في متطلباتهم المستقبلية التي ستكبر وتتضاعف قبل أوانها، إضافة إلى أن الانتشار الكبير للهواتف بين صغار السن يعد من السلبيات التي تكاد تنعدم إيجابياتها، فوجوده في متناول المراهقين يجعل المجال متاحاً لهم للتعامل مع التقنيات الحديثة بشكل سلبي، و جعل وجوده من الكماليات الضرورية للصغار حيث يسعى المراهق للحصول عليها بأي طريقة أو عن طريق الضغط على الأهل أو الأصدقاء أو من خلال طرق أخرى. الاستخدام الخاطئ من ناحية أخرى قالت حمدة المهيري مساعدة مديرة مدرسة ذات النطاقين في عجمان، إنه لا يوجد دافع أو حاجة تجعل الطلاب يستخدمون الهواتف النقالة في المدارس وذلك لوجود هاتف داخلها للاتصال بولي الأمر عند الضرورة، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة منتشرة أكثر بين الطلاب لأنهم أقوى من الطالبات من حيث الشخصية، إضافة إلى أنهم يحتاجون إلى التواصل مع زملائهم، أما من ناحية الطالبات فلا يحتجن إلى التواصل مع ولي أمرهن. وأضافت أن إهمال الأهل لأبنائهم يؤدي إلى تفاقم المشكلة من حيث سوء استخدام الهاتف الذي يؤدي إلى انخفاض المستوى الدراسي وعدم الانتباه للحصص كما أنه يمكن استغلال الشبكة اللاسلكية في استخدامها لأشياء محجوبة إضافة إلى التصوير المخالف للطلاب والمعلمين، واستخدامه كوسيلة للغش خلال الامتحانات. من جهتها قالت فاطمة المرزوقي مساعدة وكيل مدرسة أسماء بنت عميس للتعليم الثانوي في عجمان، إنه لا توجد حاجة رئيسية لاستخدام الهاتف النقال في المدرسة سوى التفاخر بين الطلاب خاصة وأن الهاتف الأرضي متوفر في المدرسة ليل نهار، مضيفة أن الطلبة الذكور أكثر استخداما للهاتف نتيجة لالتصاقهم به طوال الوقت. وأوضحت أن لأولياء الأمور دوراً رئيسياً في جلب الهواتف، متسائلة عن حاجة الطالب في الابتدائية لهاتف ذكي؟، وقالت إنه يجب على الأهالي أن يقللوا من مكافأة أبنائهم بالهواتف الذكية ويجب مراقبتهم والتحاور معهم بشأن خطورتها خلال الدوام الدراسي، ومن الضروري أن يعرف الطالب أن الهاتف الذكي عامل مساعد في تشتيت ذهنه أثناء الحصة المدرسية. 10 ساعات يوميا فيما أثبتت دِراسة أمريكية حديثة أن الطلاب يمضون ما يصل إلى 10 ساعات في اليوم مستخدمين هواتفهم النقالة، وأن هذا الأمر أصبح يشبه الإدمان على استخدام الهاتف الذي يعد بمنزلة محرك أو نوع من الإلزام بالاستمرار في استخدامه، بالرغم من تأثيراته السلبية. وأشار معدو الدراسة إلى أن هذا الأمر يمكن أن يحدث عندما يصل مستخدم الهاتف النقال إلى ما يسمى نقطة الانقلاب، حيث لا يتمكن حينها من السيطرة على استخدامه للهاتف وتشتمل العواقب السلبية المحتملة على نشاطات خطرة حيث تضمنت هذه الدراسة استطلاعاً حول استخدام الهاتف النقال والإدمان عليه من عينة مكونة من 164 طالباً أمريكياً. ووجد الباحِثون أيضاً أنَّ الطالبات أمضينَ الكثيرَ من الوقت في استخدام الرسائل النصية، بالمقارنة مع الطلاب.

مشاركة :