عرقلت روسيا والصين اقتراحاً تقدمت به أمريكا ودول غربية لإدراج قياديين ليبيين على القائمة السوداء، فيما تلقت الوفود المشاركة في جلسات الحوار الليبي بالمغرب دعوة للمشاركة لحضور اجتماع برلين الذي سيحضره وزراء خارجية الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، بالإضافة إلى عدد من دول الاتحاد الأوروبي برعاية أممية الأربعاء المقبل. وكشفت مراسلات داخلية بمجلس الأمن أن روسيا والصين عرقلتا اقتراحا قدمته الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا لإدراج رجلين ليبيين على القائمة السوداء. ويهدف الاقتراح إلى دفع المحادثات الأممية، وتريد الدول الأربع فرض حظر سفر دولي وتجميد أصول عثمان مليقطة وهو زعيم فصيل مسلح يقيم تحالفا فضفاضاً مع الحكومة الشرعية وعبدالرحمن السويحلي وهو سياسي من مصراتة مرتبط بميليشيا فجر ليبيا المتشددة. ولكن روسيا والصين طلبتا تأجيل الاقتراح، وقال الوفد الروسي هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لتدرس الهيئات المعنية في روسيا الاتحادية الطلب المذكور، وأضاف لم يعد الطلب الأولي بشكل ملائم وإنما على عجل. ولا يعني التأجيل إلغاء الاقتراح وإن كان سيرجىء بحثه. وأرسل وفد الصين لدى الأمم المتحدة إشعاراً أيضاً، وقال الوفد الصيني الحوار السياسي بين جميع الأطراف الليبية بوساطة من الأمم المتحدة يمر بمنعطف خطر، أي إجراءات تعتمدها لجنة (العقوبات) ينبغي أن تسهل عملية الحوار الحالية. علينا أن نتحلى بالحذر الشديد ونمضي مزيدا من الوقت للنظر في هذه المسألة. من جهة اخرى، رحبت الولايات المتحدة، باستئناف الحوار السياسي الليبي برعاية الأمم المتحدة في المغرب غداً الاثنين. ورأت مستشارة وزير الخارجية للاتصالات الاستراتيجية، ماري هارف، أن الأزمة الليبية يمكن تسويتها فقط عبر الحل السياسي وليس العسكري. وقالت في تصريح صحفي: إن نائب وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، قد تحدث مع رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح عيسى، ورئيس برلمان الميليشيات، نوري أبو سهمين، حيث أكد دعم الولايات المتحدة لقرارهما بحضور الحوار السياسي. من جهة أخرى أعلنت أطراف ليبية مشاركة في الحوار الوطني عن تلقيها دعوة لحضور اجتماع برلين الذي سيحضره وزراء خارجية الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، بالإضافة إلى عدد من دول الاتحاد الأوروبي برعاية أممية الأربعاء المقبل. في غضون ذلك اعتبر وزير الدفاع الإسباني بيدرو مورينيس في مقابلة نشرت أمس أنه ربما تكون هناك حاجة إلى تدخل عسكري دولي لإنهاء الاضطرابات في ليبيا، حيث يسعى تنظيم داعش الإرهابي إلى تعزيز وجوده. ورداً على سؤال حول احتمال تدخل عسكري في ليبيا، قال مورينيس لصحيفة الباييس الإسبانية توجهنا إلى افغانستان لوقف كل هذا. ونحن في العراق ومالي أو الصومال للهدف نفسه الذي بات الآن أكثر قرباً. ينبغي القيام بشيء ما. إلى ذلك بحث رئيس الحكومة المؤقتة عبدالله الثني، أمس بالبيضاء، مع أعضاء مجلس النواب عن منطقة ورشفانة وعدد من الوزراء والخبراء المختصين وأعضاء المجلس الاجتماعي بالمنطقة الأوضاع المتردية في المنطقة والناتجة عن الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات فجر ليبيا المتشددة في حق هذه المنطقة وحجم الأضرار التي لحقت بالأملاك العامة والخاصة. واستنكرت حكومة الثني إقدام التنظيم الإرهابي على ذبح مواطن ليبي في درنة، محذرة من خطورة نمو الجماعات المتطرفة وسعيها للسيطرة على ليبيا. في غضون ذلك طالب وزير الخارجية محمد الدايري دول الجوار بتوحيد الجهود لمواجهات التنظيمات الإرهابية وعصابات التهريب، ودعا في كلمته أمام اجتماع بالعاصمة التشادية إنجامينا بهذا الخصوص إلى مساعدة دول الجوار للحكومة الموقتة في القضاء على التنظيم الإرهابي والمجموعات الإرهابية المتطرفة والعصابات المسلحة.(وكالات)
مشاركة :