الإنسان بطبيعته يألف الأشياء التي إعتاد عليها بالتكرار ربما يكون قد توارثها ممن سبقه ، تحكمه عادات و معتقدات نشأ و وجدها مسيطرة على البيئة من حوله فيقيد نفسه بمجموعة أفكار تحبسه تدريجيا في حلقة مغلقة لا فرار منها !! لكن مع تقدم الحضارة و إختلاط الثقافات و الإنفتاح على العالم الخارجي و النقلة النوعية في جميع المجالات كل هذا يدفع بالإنسان للتعمق في ذاته و مراجعة أفكاره و يكتشف حينها أنه مازال متمسكاً باشياء انتهت صلاحيتها و أصبحت لا تمت للواقع الجديد باي صله ..و كأنها خرافة من وحي أساطير قديمة ..!! إن مواكبة العصر ضرورة حتمية للإنخراط في العالم بصورته المتجددة حتى لا نكون عنصراً شاذاً يعيش على هامش المجتمع مع قلة ممن هم ضد التطور تارة باسم العادات و تارة أخرى بمناصبة العداء للمدنية عن طريق الاعتراض فقط للتميز من مبدأ عقيم هو (خالف تُعرف) أحياناً تحدث هنا الفجوة بين الواقع و الرغبه في تغييره ويسقط في هذه الهوة الكثير ممن لا يحسنون القفز على ثغرات المجتمع و الفكر القديم !! هذه كلها موروثات إجتماعية قابلة للتعديل بما يتناسب مع حاجة الفرد الخاصة و حاجة المجتمع بشكل عام و بما أن الفرد هو نواة خلية المجتمع الأولى فلابد أن تكون البداية منه ..و إليه … التعميم هنا غير وارد ، و حتى لا يختلط الأمر على البعض ..فهناك العادات الأصيلة و التقاليد التي تتناسب مع كل زمان و مكان و التي أصلها مرتبط بالدين الحنيف و منبثقة من تعاليمه السمحة ، وهذه لا يمكن التنازل عنها مطلقا و لا حتى التفكير في تغييرها لأنها تعتبر منهج حياة و قاموس للبشرية فيه تعريف كامل للمعنى الحقيقي للوجود الإنساني ،،،،
مشاركة :