الدوحة - إبراهيم بدوي: أكد سعادة السفير فكرت أوزر، سفير الجمهورية التركية لدى الدوحة، أن قطر بقيادتها الحكيمة وعزيمة شعبها تجاوزت كل تداعيات الحصار، وأصبحت أقوى من ذي قبل، حيث حققت الاكتفاء الذاتي والاعتماد على النفس، عبر بناء قاعدة إنتاجية تتجاوز أكثر من ٤٠٠ وحدة. وقال الحصار الجائر المفروض على دولة قطر وشعبها من المواطنين والمقيمين كان بمثابة نقطة تحول في علاقاتها الإستراتيجية مع تركيا مؤكدا وقوف أنقرة إلى جانب الدوحة في مواجهة هذا الحصار الجائر حتى النهاية. وتناول السفير التركي في مؤتمر صحفي بمناسبة انتهاء فترة عمله بالدوحة أمس تطورات العلاقات القطرية التركية لافتا إلى زيادة الصادرات القطرية إلى تركيا ونمو حجم التبادل التجاري إلى ١.٦ مليار دولار العام الماضي فيما زاد عدد الزائرين القطريين إلى تركيا العام الماضي بنسبة ٤٥٠% عنه في عام ٢٠١٦ ليصل إلى ١١٠ آلاف زائر ما يعكس حجم التقارب بين الشعبين الشقيقين. وقال السفير التركي إنه منذ أن بدأ عمله سفيرا لبلاده لدى الدوحة، قبل ثلاث سنوات، عمل على تعزيز العلاقات القطرية-التركية، التي هي متميزة بطبيعتها، وتعززها الشراكة الاستراتيجية، واجتماعات اللجان العليا المنتظمة. ونوه سعادة السفير إلى إنه كان أحد الشهود، الذين عاشوا، فترة القرصنة التي تعرضت لها وكالة الأنباء القطرية، ثم تبعها الحصار الجائر الذي تم فرضه على دولة قطر، موضحا أن هذا الحصار، كان بمثابة نقطة تحول في العلاقات القطرية التركية، حيث جاء الموقف التركي، من قائمة المطالب الثلاثة عشر، على لسان فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بقوله إن هذه الشروط، مجرد اتهامات فارغة ومعاملة جائرة، ولا يمكن قبولها. موقف مبدئي وأوضح سفير تركيا لدى الدوحة، أن دولة قطر قد تعرضت لظلم، في قضية الحصار، وأن الموقف التركي ينطلق من مبادئ تركية في نصرة المظلومين، والوقوف بجانب الحق، مشيرا إلى أن تركيا كانت دائما ملاذا لكل من يقصدها ويستجير بها، وأبوابها مفتوحة لكل النازحين من المسلمين وغير المسلمين. غرفة عمليات وأشار سعادة السفير، إلى أن تركيا مستمرة بالوقوف إلى جانب دولة قطر حتى النهاية، لدعمها في مواجهة ما قامت به دول الحصار، خاصة بعد إغلاق المنافذ والحدود والتي كانت توفر نحو ٥٠٪ من احتياجات قطر، موضحا أنه من خلال التنسيق القطري-التركي، تم تأسيس غرفة عمليات، واستطاع الأتراك تلبية احتياجات السوق القطرية، ووصلت ١٠ طائرات نقل تركية إلى الدوحة في خلال ٤٨ ساعة، وتواصلت الرحلات دون انقطاع. سياسة حكيمة وأضاف سعادة السفير، أن دولة قطر، استطاعت أن تتجاوز هذه المشكلة، بفضل السياسة الحكيمة للقيادة القطرية وعلى رأسها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى -حفظه الله- وأصبحت قطر اليوم أقوى من قبل الحصار، حيث حققت الاكتفاء الذاتي والاعتماد على النفس، عبر بناء قاعدة إنتاجية تتجاوز أكثر من ٤٠٠ وحدة بدأت العمل خلال هذه الفترة. اللجنة العليا وأشار سعادة السفير فكرت أوزر، إلى أن اللجنة العليا الاستراتيجية بين دولة قطر وتركيا، سوف تعقد دورتها الخامسة في إحدى المدن التركية، والتي ستبحث عملية تطوير وتنمية العلاقات بين البلدين، لافتا إلى أنه من المنتظر التوقيع على اتفاقيات جديدة، من بينها اتفاقية في مجال الثقافة، وفتح مراكز ثقافية في البلدين. خلاف غير أخلاقي وحول فشل المباحثات القطرية السعودية، قال إن تركيا ترى منذ البداية أن الخلاف غير منطقي وغير أخلاقي. وكنا متفائلين بأن يلتقي المسؤولون مباشرة ولكن للأسف نلاحظ تراجعاً. والخلافات ليست من مصلحة أي بلد. نمو التجارة وأشار السفير إلى أن حركة التجارة القطرية - التركية، حققت نسب نمو متزايدة، وتم توقيع كثير من الاتفاقيات بين البلدين، موضحا أن قيمة صادرات تركيا إلى قطر في عام ٢٠١٦ بلغت نحو ٤٣٩ مليون دولار، بينما ارتفعت في عام ٢٠١٧ إلى ٦٤٨ مليون دولار بزيادة قدرها ٤٨٪، وفي عام ٢٠١٨ تصاعدت إلى ١.١ مليار دولار. بنسبة زيادة ٦٩٪، حتى وصلت في بداية عام ٢٠١٩ إلى ١.١٦٣ مليار دولار بنسبة زيادة ٦٪ مقارنة بالعام السابق لها ٢٠١٨. الصادرات القطرية ونوه سعادة السفير، إلى أنه بالمقابل ارتفعت صادرات دولة قطر إلى تركيا، موضحا أهمية ذلك بالنسبة إلى الميزان التجاري بين البلدين، حتى لا تكون التجارة من طرف واحد، بشأن ارتفاع حجم الصادرات التركية للسوق القطري، لافتا إلى أن أبرز الصادرات القطرية للسوق التركية، تكمن في عدد من المنتجات وتصدر قطر الغاز المسال والألمنيوم ومشتقات البترول والأسمدة الكيماوية. اتفاقيات مهمة كما تناول سعادة السفير التركي، الخطوات التي اتخذتها دولة قطر وتركيا، من أجل إزالة العقبات التي تعرقل حركة التجارة بين البلدين، عبر توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية، لخدمة الاقتصاد، وأهمها منع الازدواج الضريبي، مشيرا إلى أنه خلال هذا العام كانت هناك اتفاقية أخرى بين معهد المواصفات التركية الهيئة العامة القطرية للمواصفات والتقييس، من أجل التعاون المشترك. وقال سعادة السفير، إن عدد الشركات التركية العاملة في سوق الانشاءات القطري، يقدر بنحو 60 شركة، تعمل بالشراكة مع الجانب القطري، وتسهم في مشاريع ٢٠٢٢ وأيضا لتحقيق رؤية قطر ٢٠٣٠، موضحا أن حجم العقود لها وصل نحو ١٨.٣ مليار دولار. الاستثمارات القطرية وأوضح سعادة السفير، أن حجم الاستثمار القطري في تركيا بلغ نحو٢٢ مليار دولار، تتركز معظمها في مجالات الضيافة والعقارات، مشيرا إلى أن قطر تعتبر ثالث أكبر سوق لاستثمارات الإنشاءات التركية، وحصلت الشركات التركية في عام 2019، على تعاقدات بقيمة ١.٢ مليار دولار لتنفيذ مشاريع في دولة قطر. التعاون السياحي وأشار سعادة السفير فكرت أوزر، إلى أنه في مجال السياحة فقد وصل عدد الزائرين من المواطنين القطريين إلى تركيا حوالي ٣٠ ألف قطري في ٢٠١٦، ثم تزايد في عام 2019، حتى وصل إلى نحو ١١٠ آلاف مواطن قطري، بنسبة زيادة تتجاوز 450 بالمئة. وأضاف سعادة السفير، إلى أن اللقاءات على مستوى القيادات العليا مستمرة، حيث تتجدد لقاءات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى -حفظه الله-، وأخيه فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بجانب تبادل الزيارات بين مسؤولين رفيعي المستوى، والتي تعزز التعاون بين دولة قطر وتركيا، خاصة في إطار استعدادات قطر لكأس العالم ٢٠٢٢، ولاسيما في مجال الأمن، من خلال استقبال تركيا لعدد من المتدربين القطريين، في مجال الأمن، أو حضور خبراء أمنيين من الأتراك، إلى المؤسسات الأمنية القطرية لإقامة تدريبات مشتركة لتأمين كأس العالم، بجانب التعاون في مجال الصناعات الدفاعية، لافتا إلى وجود شراكة بين البلدين من خلال مساهمة دولة قطر في إنتاج دبابة تركية «أنطاليا». السيارة الكهربائية كما تحدث سعادة السفير عن دخول تركيا عصر تصنيع وإنتاج السيارة الكهربائية، موضحا أنه سوف يتم وضع حجر الأساس لأول مصنع بالقرب من إسطنبول في شهر يونيو المقبل، على أن تنتهي هذه الإنشاءات خلال عام، مشيرا إلى أن بعض الشركات القطرية تقدمت بطلبات وكالة لهذا المنتج. سلام أفغانستان وقال سعادة السفير، إن تركيا تثمن، وتقدر صبر قطر من أجل إنجاح المفاوضات واتفاق المصالحة بين طالبان وأمريكا، وأنه تم القيام بعمل كبير وضخم من أجل إقناع الطرفين للوصول للاتفاق التاريخي، وأعتبره بمثابة القوة الناعمة للقطريين، الذين لهم جهود كبيرة في السابق في إصلاح ذات البين بين الأطراف، التي عززت من جهودهم في القدرة على إنهاء المشاكل في أفغانستان وتحقيق المصالحة من أجل الجميع. وأوضح سعادته، أن تركيا تربطها علاقات عريقة مع الشعب الأفغاني، وخاصة في حرب التحرر الوطني، حيث كانت مساعدات الشعب الأفغاني لتركيا كبيرة، مشيرا إلى أن الأتراك مستعدون للمساهمة والتدخل لحل الخلافات بين الشعب الأفغاني، ولتسريع هذه العملية باستضافة بعض المفاوضات على الأراضي التركية، لافتا إلى أن دولة قطر قد فتحت الطريق وتركيا مستعدة لمساعدة الأفغان والعمل في مجال إعادة إعمار أفغانستان خاصة في مجال المستشفيات والمدارس والخدمات، معربا عن أملهم في أن يبدأ الحوار الأفغاني الأفغاني في أقرب وقت. كما أكد في سياق آخر أن دولة قطر من أكبر الداعمين للجهود التركية لحل الأزمة في سوريا، وتقديم الإغاثات الإنسانية للمتضررين السوريين.
مشاركة :