تحليل إخباري: نتنياهو يقترب من تشكيل حكومة إسرائيلية بعد فوزه بأكبر عدد من مقاعد الكنيست

  • 3/4/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

القدس 3 مارس 2020 (شينخوا) حقق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتصارا في الانتخابات البرلمانية، التي جرب يوم أمس (الإثنين) في إسرائيل، حيث أكدت جميع استطلاعات الرأي بفوز حزب الليكود في أكبر عدد من المقاعد في الكنيست الإسرائيلي. وبحسب آخر إحصائية للجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية، فإن حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، قد حصد 36 مقعدا في الكنيست مقابل 32 مقعدا حصل عليها حزب أزرق أبيض، وذلك خلال الجولة الثالثة في الانتخابات الإسرائيلية. وشارك الإسرائيليون في الاقتراع عبر صناديق الانتخابات البرلمانية الـ 23، للمرة الثالثة خلال عام واحد، وذلك بعد فشل كل من نتنياهو، وزعيم حزب أزرق أبيض بيني غانتس في تشكيل حكومة إسرائيلية موحدة. وجرت الانتخابات الأولى في شهر إبريل من عام 2019، وبعد فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة الإسرائيلية، توجهت إسرائيل نحو انتخابات ثانية في شهر سبتمبر من نفس حيث لم يتمكن أي من نتنياهو أو غانتس في تشكيل الحكومة. وعلى الرغم من حصول كتلة اليمين (الليكود والأحزاب اليمينية) على 59 مقعدا في الكنيست الإسرائيلي، إلا أن نتنياهو يحتاج إلى أغلبية 61 مقعدا من أصل 120 الذي يتكون منه البرلمان الإسرائيلي، حيث تشير استطلاعات الرأي، إلى أنه من المحتمل أن يغير نتنياهو الوضع الحالي بشكل كامل في الأيام المقبلة، خاصة وسط تعهد السياسيين الإسرائيليين بعدم التوجه نحو انتخابات رابعة. وتوقع المحللون الإسرائيليون انخفاض إقبال الناخبين الاسرائيليين في التوجه الى صناديق الاقتراع للمرة الثالثة، إلا أن نسبة الإقبال فاقت جميع التوقعات وكانت الأكبر منذ عام 1999، وفقا للجنة الانتخابات المركزية. وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا إيران فيجودا جادوت لوكالة أنباء ((شينخوا)) "توجه اليمين الإسرائيلي بشراسة نحو صناديق الاقتراع بعد شعور اليمين أنهم على وشك فقدان الهيمنة التي احتلوها على مدى السنوات الأخيرة". وأضاف جادوت بأن اليمين حرص في هذه الانتخابات أن يكون إما "كل شيء أو لا شيء". وخاض بنيامين نتنياهو حملة دعائية انتخابية كبيرة في إسرائيل في الفترة ما قبل الانتخابات، من أجل الحفاظ على مستقبله السياسي، في ظل الفضيحة القانونية التي طالته. ووجه المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية أفيحاي ماندلبليت لائحة اتهام بالفساد إلى نتنياهو تشمل تهمة الرشوة والاحتيال وخيانة الثقة، حيث تقرر بدء محاكمته في 17آذار/مارس المقبل. وقال جادوت تعقيبا على نتائج الانتخابات "هذا يدل على أن المجتمع الاسرائيلي مجتمع يميني إلى حد كبير، مضيفا بأن أزرق أبيض بقيادة غانتس لم يستطع أن يكون بديلا بثقل نتنياهو". ومن جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة بار إيلان البروفيسور جوناثان رينهولد لـ ((شينخوا)) "لا شك أن نتنياهو قاد حملة رائعة، مبينا أن حملة تحالف أزرق أبيض كانت كارثية". واستبعد رينهولد توجه إسرائيل إلى انتخابات رابعة، خاصة وأن نتنياهو سيتمكن من إيجاد شخص لتشكيل الحكومة, مبينا أنه "من المحتمل أن يتوجه إلى السياسيين الوسطيين ذوي الميول اليمينية بحزب أزرق أبيض أو إلى أحزاب أخرى". واستندت حملة تحالف أزرق أبيض إلى فرضية أن نتنياهو غير مؤهل كرئيس للوزراء أثناء محاكمته، في حين اتهم نتنياهو منافسه غانتس أنه يحاول الاستعانة بالقائمة العربية المشتركة من أجل تشكيل الحكومة. واتهم معارضو نتنياهو باستخدامه لمكانته كرئيس للوزراء من أجل تجنب الإدانة في المحاكم، خاصة بعد سحبه طلب الحصانة من البرلمان، وأنه قد يجد طرق أخرى للتهرب من المحاكمة في حال استطاع الحصول على أعلى نسبة من الأصوات في الكنيست وتشكيل حكومة. وكان الخوف الرئيسي للناخبين الإسرائيليين لحظة توجههم إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بصوتهم هو استمرار المأزق التي تعيشه البلاد وأن تجد البلاد نفسها على أعتاب انتخابات رابعة، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كان نتنياهو قادر على الحصول على أغلبية من أجل تشكيل الحكومة. ولا يزال أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا معلقا في الوسط، لعدم التزامه بالوقوف في صفوف أي من المعسكرين, بعدما كان حليفا قويا لنتنياهو. وفي وقت سابق، صرح ليبرمان، بأنه يرفض الجلوس مع الأحزاب اليهودية الأرثوذكسية التي تعد حليفا لنتنياهو، في حين أظهرت استطلاعات رأي أن ليبرمان له ما بين 6-8 مقاعد، مما يجعله لا غنى عنه لأي طرف يريد تشكيل حكومة بعيدة عن النواب العرب في الكنيست. ويحمل الكثير من الإسرائيليين مسؤولية عدم تشكيل حكومة خلال الدورتين السابقتين إلى ليبرمان بسبب عدم انضمامه إلى أي معسكر، حيث أكد جادوت بأن "التزام ليبرمان كان قوي للغاية ، لكن يتعين على شخص ما أن يفي بوعده". ومن المتوقع أن تبدأ النتائج الرسمية بعد ظهر اليوم الثلاثاء، وبمجرد الانتهاء من ذلك، سيقوم الرئيس الاسرائيلي روفين ريفلين بإختيار مرشح لمنصب رئيس الوزراء وفقا لعدة توصيات يتلقاها من قادة الحزب. وعادة ما يتم منح هذا الأمر لرئيس أكبر حزب، والذي لديه بعد ذلك ستة أسابيع لتشكيل ائتلاف، وإذا لم ينجح المرشح، فإن أمام مرشح آخر 28 يومًا لمحاولة تشكيل حكومة. إذا فشل ذلك ، فسوف تتوجه إسرائيل إلى الانتخابات مرة أخرى. ومع اقتراب نتائج الانتخابات، قد تتغير الأمور، وإذا كانت النتائج الرسمية قريبة جدا فمن الصعب التنبؤ بالنتيجة النهائية.

مشاركة :