تحليل إخباري: نتنياهو لن يتمكن من تشكيل حكومة موحدة حتى في حال فاز بانتخابات ثالثة

  • 11/29/2019
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أكد محللون سياسيون إسرائيليون أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لن يتمكن من تشكيل حكومة وحدة وطنية حتى لو قرر الكنيست الذهاب إلى انتخابات للمرة الثالثة، ولو كان الفوز حليفه فيها أيضا. وأوضح المحللون أن نتنياهو بات يواجه صعوبات أكبر من تلك التي واجهها خلال جولتي الانتخابات الأولى التي تم عقدها في شهر إبريل، والثانية التي عقدت في سبتمبر، خاصة بعد توجيه اتهامات رسمية له بالفساد والاحتيال مما يقلل بشكل كبير في شعبيته. ويرى المحللون بأن نتنياهو أصبح عقبة في تشكيل الحكومة الإسرائيلية، أكثر من أن يكون حلا لها، خاصة في ظل رفض زعيم حزب أزرق أبيض بيني غانتس التعاون معه من أجل تشكيل حكومة موحدة، على صعيده الشخصي وليس على صعيد حزب الليكود. وأشار المحللون في تصريحات لوسائل إعلام إسرائيلية، أن التظاهرات المؤيدة لنتنياهو التي خرجت في تل أبيب الأيام الماضية ليست كافية لتشكل دعما كافيا له من أجل تشكيل حكومة في حال فوزه في الانتخابات القادمة. وقال المحلل السياسي نيري زيلبر، في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا))، بأن إسرائيل سوف تدفع الثمن غاليا في حال تم إجراء انتخابات ثالثة، خاصة في ظل عدم الاستقرار الأمني والاجتماعي الذي تعاني منه البلاد في الوقت الحالي. وأضاف زيلبر:" من المهم أن يكون الهدف العام، هو تشكيل حكومة إسرائيلية تكون قادرة على إدارة البلاد بما يضمن انقاذ إسرائيل من عدم الاستقرار الحاصل هذه الأيام"، منوها إلى أن الجميع في إسرائيل يجب أن يتحمل مسؤوليته تجاه دولته. وشدد على أنه لا يوجد فوارق بين حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو وبين غيره من الأحزاب، مما يتوجب أن " نخرج بحل مناسب يقضي بمصلحة إسرائيل العليا، ومصلحة المواطنين الإسرائيليين الذي سئموا الوضع الراهن"، على حد قوله. ومن جانبه قال غدعون ساعار عضو حزب الليكود، في تصريحات لصحيفة هآرتس الإسرائيلية:" إن التظاهرة المؤيدة لنتنياهو التي خرجت ليلة الثلاثاء الماضي، في تل أبيب لا تشكل دعما كافيا لمن تولى الحكم لأكثر من عشر سنوات ولم يقوم بإصلاح الهيئات المكلفة بفرض سلطة القانون". وأضاف ساعار "نتنياهو لم يدفع هذه الإصلاحات قدما والآن هو يشتكي من العيوب فيها" . ونفى ساعار الاتهامات الموجهة له بأنه يسعى من خلال تصريحاته ضد نتنياهو إلى افتعال انشقاق داخل حزب الليكود ومنافسة نتنياهو على رئاسة الليكود. وقال ساعار " أتنافس مع نتنياهو من أجل انقاذ الدولة من احتمال أن يتولى اليسار سدة الحكم، ففي الليكود نحن لا نتطاول على بعضنا البعض". وأضاف ساعار "سأكون قادرا على الحصول على دعم 61 من أعضاء الكنيست وأكثر"، مضيفا "لن أفعل هذا ولا اقترح على أي شخص القيام بذلك بدون موافقة أعضاء الليكود". وطالب ساعار نتنياهو بالاستقالة، ليس بسبب الاتهامات الموجهة ضده فقط، بل لأنه فشل في تشكيل حكومة مرتين، وأنه عليه تحمل المسؤولية لأن الدولة قد وصلت لطريق مسدود". وأكد ساعار أن إجراء جولة ثالثة من الانتخابات هو عملا جنونيا، منوها إلى ضرورة منع الانجرار نحو هذه الانتخابات بكل السبل الممكنة. واعتبر ساعار أن نتنياهو لن يفلح في تشكيل حكومة حتى بعد جولة ثالثة من الانتخابات. وكان عدد من المتظاهرين الإسرائيليين المناصرين لنتنياهو قد خرجوا مساء أمس "الثلاثاء" في مظاهرات في تل أبيب تأييدا لنتنياهو، بعد لوائح الاتهامات التي وجهت ضده في قضايا فساد واحتيال. ووجه النائب العام الإسرائيلي أفيحاي ماندلبليت "الخميس" الماضي تهما بارتكاب جرائم فساد واحتيال وخيانة الأمانة. واتهم نتنياهو خصومه السياسيين بمحاولة إسقاطه والانقلاب عليه عبر تحقيقات سياسية ملوثة وممنهجة. ومن جانبه قال ماندلبليت يوم "الاثنين" الماضي أنه بإمكان نتنياهو البقاء في منصبه، وأنه ليس هناك أي قانون يلزمه بالاستقالة. وينص القانون الإسرائيلي على منع استمرار أي وزير في الحكومة في منصبه في حال تم تقديم لائحة اتهام بحقه، بعكس منصب رئاسة الوزراء الذي يمكنه من الاستمرار في عمله حتى اصدار قرار قضائي نهائي بحقه. وكشف استطلاع للرأي نشرته قناة "ريشت" الإسرائيلية أن 56% من الجمهور الإسرائيلي يرون أن نتنياهو لا يستطيع البقاء في منصبه بعد قرار ماندلبليت تقديمه إلى العدالة بتهم الفساد. وفي نفس السياق، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن نتنياهو قادر على الفوز في انتخابات تمهيدية داخلية لحزب الليكود في حال تم إجراءها، وأن التأييد لنتنياهو داخل الحزب واسع. وقال كاتس أن تهجم ساعار على نتنياهو هو بمثابة تجاوز خط أحمر. ونشر المنافس الأبرز لنتنياهو، بيني غانتس، زعيم حزب أبيض أزرق، تغريدة له عبر حسابه الرسمي في تويتر "بدلا من تنظيم الاحتجاجات في تل أبيب ضد جهات تطبيق القانون، كان من الأفضل أن يركز نتنياهو على إعادة الأمن إلى سكان الجنوب". وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "بانيلز بوليتكس" ونشرت القناة 12 الإسرائيلية نتائجه، وجود فجوة نحو سبع مقاعد بين حزبي أزرق أبيض والليكود. ووفقا للاستطلاع فقد حصل حزب أبيض أزرق على 37 مقعدا مقابل 30 مقعدا لليكود. ووفقا للاستطلاع ستتألف كتلة اليمين من 55 مقعدا، وكتلة يسار- وسط من 58 مقعدا، وإسرائيل بيتنا برئاسة أفيغدور ليبرمان 7 مقاعد. وبعد فشل كل من نتيناهو وغانتس في تشكيل الحكومة، فإن القانون الإسرائيلي ينص على أن يسمح الكنيست بتحديد مرشح ثالث بأغلبية ترشيح 61 عضوا في غضون 21 يوما، وسيتم بعد ذلك منح المرشح 14 يوما لتشكيل الحكومة، وفي حال فشله فسيحل الكنيست نفسه ويتم التوجه إلى الانتخابات. ويشمل القانون أولئك الذين فشلوا بالفعل بالقيام بذلك في الجولات السابقة، بحسب البند 10 في "قانون أساس: الحكومة"، وبالتالي فإن نتنياهو وغانتس سيكونان مرشحين للمنصب. وتجدر الإشارة إلى أن نتنياهو يتولى رئاسة حكومة تصريف أعمال بعد الفشل في تشكيل حكومة ائتلافية

مشاركة :