لا يعنيني مَن وراء داعش بقدر مايعنيني لماذا تستطيع داعش توظيف الشباب السعودي وتحريكه كقطع الشطرنج ليقتل ويذبح ويفجّر نفسه وينتهك الحرمات ! ..لا يعنيني من يقف وراء داعش بقدر مايعنيني لماذا يشكل شباب وطني الغالي هدفاً سهل الاختراق للفكر الداعشي ليخترقه بسهامه الآثمة ! لايعنيني أي قوى استخباراتية كانت وراء نشأة داعش ؛ بقدر ما يعنيني أن قائمة المطلوبين الستة عشر -التي أصدرتها وزارة الداخلية أخيراً-تحمل أسماء سعودية صرفة من أبناء وطني ؛ حوَّلهم الإرهاب الداعشي إلى قنابل على أهبة الانفجار في أهلهم ووطنهم ! لا يعنيني من كان وراء النشأة والتخطيط ؛ بقدر مايعنيني لماذا وكيف تحولت تلك العيون البريئة للشاب الأصغر في مجموعة المطلوبين إلى عيون متربصة بالوطن تنتظر لحظة الفتك والانقضاض ! لا يعنيني أي أمر بقدر» لماذا» و» كيف « تستطيع داعش تجنيد شبابنا وتوظيفهم أدوات طيعة لها .. يعنيني وبقوة أن خطاب الإنكار لا يزال اليوم سائداً عند دعاتنا وفي مساجدنا وعلى منابرنا ؛ مانحاً الذات صك البراءة كاملاً غير منقوص ؛ مصوباً الأبصار وحارفها إلى مؤامرة صناعة داعش ؛ بعيداً عن تحمل المسؤولية عن عدم تحصين مجتمعنا ومدارسنا وجامعاتنا ! يعنيني وبقوة أن كل محاولة صادقة للرجوع للأسباب الحقيقية وراء قدرة التنظيم المجرم على استلاب الشباب عقولهم وحسِّهم الوطني ؛ تتهم بجلد الذات والافتئات على الدين والثقافة ! يعنيني وبقوة أنه لا يزال هناك إنكار أن مقولات الفكر الأحادي المكفِّر للمختلف في المذهب هي الذريعة والمسوغ الرئيس لتفخيخ الأجساد وزرعها بالقنابل ؛،حتى ولو لم تتحدث صراحة عن فعل القتل نفسه ! يعنيني وبقوة أن خطب الجمعة لم ترتفع لمستوى الحدث الجلل والمسؤولية ولا تزال تدور في أفلاك الخطابات الفضفاضة ،وذلك رغم الدماء الطاهرة المسفوكة في أروقة مساجدنا لأسبوعين متتاليين ؛ والشهداء الذين افتدوا الوطن بأرواحهم ومنحهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله نوط الشجاعة تقديراً لفعلهم الفدائي الباسل . يعنيني وبقوة أن المحرضين- وبعضهم بأسمائهم الصريحة- لا يزالون قادرين على إشعال فتيل الكراهية في مواقع التواصل الاجتماعي دونما خوف على الوطن أو وجل من العقوبة ! يعنيني وبقوة أن الكراهية على الاختلاف في المذهب ؛ لا تزال تتسربل برداء القداسة ولم ينزع عنها ثياب الإجلال والتعظيم ؛ فمن هذه القداسة تستمد خطورتها وفعاليتها. وعوداً على بدء ؛ لا يعنيني « من» يخطط لتقسيم وتفتيت وطننا الغالي الصغير والكبير ؛ بقدر مايعنيني « لماذا « يكون شبابنا هم أدوات التنفيذ ومدافعه المصوبة نحو أوطانه؟! لا تعنيني المؤامرة بقدر ما يعنيني الوعي بكيفية إحباطها وتحصين بيتنا الداخلي ليصبح قلعة منيعة في وجهها. amal_zahid@hotmail.com
مشاركة :