برشلونة – وداعا تشابي!...مرحبا راكيتيتش!

  • 6/8/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

وأخيرا عثر برشلونة على بديل للأسطورة تشافي. إنه العملاق الجديد إيفان راكيتيتش. النجم الكرواتي الذي لعب في ألمانيا سابقا، دون أن يثير الانتباه. لم تظهر موهبته الحقيقية إلا خلال وجوده في إسبانيا، فهل حدثت المعجزة؟ ختم لاعب الوسط الأسطوري تشافي هيرنانديز (35 عاما) مسيرته مع فريقه برشلونة الإسباني، التي دامت 25 عاما، وتم توديعه بفوز متألق يوم السبت (6 يونيو/ حزيران) في دوري أبطال أوروبا، إثر التغلب على يوفنتوس الإيطالي 3 - 1 في ملعب برلين الأولمبي. سيذهب تشابي إلى قطر ليلعب ضمن فريق السد القطري، على عادة غيره من النجوم الذين يذهبون للخليج عندما يتقدم بهم السن. على مدار السنوات الماضية كان تشافي حجر الأساس في نجاح برشلونة والمنتخب الإسباني من خلال تمريراته المتقنة واستحواذه على الكرة لصالح فريقه. وحل تشافي في المركز الثالث مرتين متتاليتين كأفضل لاعب في العالم، لكنه الآن كبر سنه ولابد من إفساح المجال للتغيير. إيجاد بديل فوري لتشافي كانت مسألة صعبة، لكن تم التوصل إلى حل بالفعل. فقد وجد برشلونة ضالته في لاعب الوسط الكرواتي الدولي إيفان راكيتيتش (27 عاما)، صاحب العرضيات الساحرة والتمريرات الحاسمة، الذي أصبح بدون شك الخليفة المثالي لتشافي. بل إنه يتميز عن تشافي، بالعدو لمسافات أطول، بجانب الالتحام مع لاعبي الفريق المنافس. راكيتيتش، الذي ولد في سويسرا ويحمل جنسيتها بجانب جنسية كرواتيا، أظهر أنه الآن واحد من أفضل اللاعبين في أوروبا، وتوج أدائه الساحر مع برشلونة هذا الموسم بتسجيل الهدف الأول في مرمى يوفنتوس. ولم يكتف بذلك وإنما قدم أيضا عرضا مبهرا من خلال سيطرته على إيقاع اللعب في خط والوسط وكذلك توزيعه للكرة على ثلاثي الرعب ميسي وسواريز ونيمار. شالكه يخطيء في تقدير موهبة راكيتيتش قبل انتقاله لبرشلونة في صيف 2014، كان راكيتيتش يلعب لإشبيلية، وقبلها لشالكه الألماني، الذي لم يقدر موهبته. وترى صحيفة دي تسايت أن موهبته دفعت شالكه للتعاقد معه عام 2007 قادما من بازل السويسري. وحصل في شالكه على القميص رقم 10، الذي يعني الكثير. لكن راكيتيتش نفسه هو من لم تكن لديه الرغبة في تحقيق الطفرة الكبيرة، فتخلى عنه شالكه عام 2011 إلى إشبيلية مقابل مليوني يورو، بحجة أنه بطيء ولا يشكل خطورة على مرمى الخصوم وهوغير مستقر. الآن تبلغ قيمته السوقية 30 مليون يورو. وفي إشبيلية أخذ بلا منازع دور صانع الألعاب في قلب خط الوسط، لكن هذا لم يحدث بين عشية وضحاها وإنما استغرق وقتا من الزمن، ولم يظهر ذلك بوضوح إلا عندما تولى أوناي إمري تدريب الفريق فحول راكيتيتش من مركز الجناح إلى مركز القلب في خط الوسط. فظهرت إمكانيات راكيتيتش وأصبح أداؤه يتراوح بين مستويات جيد و فائق. واعترافا بأدائه اختاره زملاؤه ليصبح قائدا للفريق، كما إنه تزوج من سيدة إشبيليه وأنجب منها طفلة ويتحدث الإسبانية حالية بلكنة أندلسية. واستطاع العام الماضي الفوز معه بالدوري الأوروبي. وكان عام 2014 عام التتويج، حيث حصل أيضا على لقب أفضل لاعب في الدوري الإسباني، الذي يلعب فيه ميسي ورونالدو. معشوق الجماهير رغم تركه إشبيلية وبعد ذلك بحث راكيتيتش عن تحد جديد متمثلا في اللعب مع برشلونه وبعد عام واحد فقط تمكن من الفوز مع برشلونه بأهم لقب على مستوى الأندية، دوري أبطال أوروبا. ويقول النجم الكرواتي: أنا سعيد لأنني ساعدت الفريق، لأنه من الصعب القدوم إلى فريق في حجم برشلونة وأن تحجز مكانك في الفريق الأول. الفوز على يوفنتوس كان خير دليل على نجاح خطة برشلونة في الاعتماد على راكيتيتش في وسط الملعب بدلا من تشافي الأسطورة. وتساءلت صحيفة دي تسايت: هل ما حدث مع راكيتيتش في إسبانيا معجزة؟ لا، يجيب زميله السابق ليفان كوبياشفيلي، النجم الجورجي، الذي لعب إلى جوار راكيتيتش في شالكه لمدة عامين كان لدي دائما شعور بأنه سيتمكن في يوم ما من اللعب ضمن أكبر أندية أوروبا. ويوضح كوبياشفيلي سبب عدم تألق راكيتيتش في صفوف شالكه بأن سنه كان 19 عاما حينما قدم من سويسرا إلى ألمانيا والمرحلة الأولى في الغربة تكون صعبة دائما و زاد من صعوبة ذلك أن شالكه كان يعيش مرحلة عدم استقرار طوال الأعوام الثلاثة والنصف التي قضاها مع الفريق، حيث عاصر تغيير أربعة مدربين. ولم يكن كل واحد منهم يثق في موهبته بنفس القدر ولا سيما فيليكس ماغات الذي وقع بينه وبين اللاعب الشاب الواثق من نفسه خلافات فتم الاستغناء عنه في عهده، ويقول كوبياشفيلي: كان إيفان مقتنعا بنفسه دون أن يكون متكبرا، ورغم صغر سنه فهو يقول رأيه (بصراحة). وذكرت صحيفة دي تسايت أنه في مساء أحد أيام السبت في إبريل/ نيسان الماضي وقف راكيتيتش في ملعب إشبيلية حافي القدمين وأخذ في البكاء. ألقى بقميصه وجواربه وحذائه للجمهور، الذي كان يحتفي به بشكل حماسي جدا فنادى فيهم أخجل من أني لاأستطيع أن أعطيكم أشياء أكثر وأكثر. فقد كان جمهور إشبيلية يردد أهازيج باسم راكيتيتش رغم أنه كان يلعب مع برشلونة ضد إشبيليه، فريقه السابق.

مشاركة :