وداعًا عبدالله .. مرحبًا سلمان | حسن ناصرالظاهري

  • 1/30/2015
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

رحم الله مليكنا الراحل عبدالله بن عبدالعزيز وجزاه الله خير الجزاء لما قدم لوطنه ولشعبه ولأمته، لاشك أن غيابه عنا كان مصابا جللا، شاركتنا فيه أكثر قيادات وشعوب العالم، تلك المشاركة، بالإضافة إلى إعلان عشرات القنوات الفضائية التي أعلنت الحداد هو ما خفف عنا ذلك المصاب. إن تهافت زعماء أغلب بلدان العالم إلى بلادنا لتقديم واجب العزاء في الملك الراحل، ومن ثم تهنئة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله يفصح عن المكانة التي تتبوأها المملكة بين دول العالم، كما أن الانتقال السلس للسلطة يؤكد الالتحام العائلي القوي للأسرة المالكة، والقبول الرسمي والشعبي بقيادتهم الجديدة والتفافهم حولها، ولعله قد أخرس الألسن التي ظهرت في بعض القنوات الفضائية زاعمة بأن هناك صراعًا محتدمًا يدور في أروقة قصر الحكم حول السلطة، وهي أصوات لوجوه طالما اعتدنا على ظهورها وفشلت في أن تنال من سمعة ومكانة المملكة، وتسعى دائمًا إلى بث الشائعات المغرضة، وتزييف الحقائق، وتخدم أنظمة معادية للمملكة. إن التاريخ يشهد بأن تداول السلطة بين قادة هذه البلاد مر بكل سلاسة منذ عهد المغفور له الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن يرحمه الله مرورًا بالملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله، والانتقال الهادئ والسلس الذي تم بتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان يحفظه الله لمقاليد الحكم في هذه البلاد لم يكن حدثًا مفاجئًا، وكذلك القرارات الموفقة التي صاحبت توليه سدة الحكم كانت تحفظ توازن هذه البلاد وتعتمد على الأكفأ وفق تخطيط مدروس بعناية يستشرف آفاق المستقبل. إن السياسة الهادئة والمتعقلة التي تسير عليها هذه البلاد الفتية لن تتغير كما يراهن بعض الحاقدين والكارهين لهذه البلاد، ذلك لأنها تسير وفق منهجية محددة وضع قضبان قطارها الملك عبدالعزيز يرحمه الله، ولم نشهد أن تبدلت في ظل كل العهود التي أتت من بعده، وقد أكد ذلك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله في أول ظهور له على شعبه وأمته، حيث قال: "سنظل بحول الله وقوته متمسكين بالمنهج القويم الذي سارت عليه هذه الدولة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز يرحمه الله وعلى أيدي أبنائه من بعده يرحمهم الله". ما من شك في أن المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سوف تواصل نهجها القويم الذي عُرف عنها تجاه شعبها وأمتها ونصرة القضايا العربية والإسلامية، كما ستلعب أدوارها الإقليمية كعادتها، وتعزيز وجودها على الساحة العربية والدولية، نسأل الله أن يوفق ولاة أمورنا إلى ما فيه خير هذه البلاد، وأن يعينهم ويثبتهم على الحق، وأن يقي بلادنا من كل مكروه، ويديم عليها نعمة الأمن والاستقرار. hnalharby@gmail.com

مشاركة :