36 عاما مرت على قبول أول دفعة من السيدات بكلية الشرطة، حينما فتحت وزارة الداخلية أبوابها لإدخال العنصر النسائي للعمل الأمني، ولكنها قوبلت حينها بانتقادات، حيث كان فى ذلك الوقت عام 1984 لا تعمل المرأة مثل تلك المهنة الصعبة والشاقة.فسرعان ما تحول الأمر، وأثبتت المرأة المصرية أنها تجيد العمل فى كل الظروف بل وإنها قادرة على تحدى الصعاب والعمل فى الأجواء المليئة بالمخاطر، وهو ما جعلها تنتمى لوزارة الداخلية العريقة وتتوغل فى جميع قطاعاتها لخدمة الوطن.وتمكنت الشرطة النسائية من المشاركة بدور كبير وفعال في حفظ الأمن وتحقيق الأمان، وقامت بعدد من المهام وسط المواطنين في شوارع القاهرة في أكثر من مكان، منها تأمين المرفقات الهامة مثل محطات القطارات ومترو الأنفاق، وتأمين احتفالات المواطنين بالأماكن العامة، بالإضافة إلى ظهورهم بأماكن المظاهرات، والتواجد داخل السجون وأقسام الشرطة بقطاع حقوق الإنسان لمساعدة المواطنين.وفى اليوم العالمى للمرأة، يبرز موقع "صدى البلد" تاريخ وتضحيات المرأة المصرية فى العمل الأمنى داخل أروقة وزارة الداخلية.منذ 36 عامًافي عام 1984، فتحت كلية الشرطة المصرية، أبوابها لأول مرة في تاريخها، أمام الفتيات للالتحاق بها؛ إلا أن الإقبال في البداية كان محدودًا من الفتيات على الالتحاق بأكاديمية الشرطة؛ بسبب العادات والتقاليد الاجتماعية التي ترفض عمل المرأة في تلك الأعمال المحاطة بالمخاطر.ظل الحال نفسه لنحو أربع سنوات، ما دفع القائمين على الأكاديمية إلى وقف قبول الفتيات للعمل ضابطات بالشرطة، وتحديدًا في 1990، أي بعد مرور سنوات على إطلاق التجربة دون تحقيق أي تأثير ملحوظ، إلا أنها استمرت في قبول الطبيبات والأخصائيات الاجتماعيات في الشرطة.بداية جديدةوبعدما مرت السنين وتوغلت العناصر النسائية داخل قطاعات وزارة الداخلية وأثبتت أنها جديرة بالعمل بجهاز الشرطة المصرية العريق لخدمة الوطن، أصبح للشرطة النسائية أدوار أكبر وأخطر مما كان فى السابق، حيث توغلت الشرطة النسائية داخل قطاعات وزارة الداخلية المختلفة وأصبح لها دور هام وفعال فى الوزارة.تأمين المدارس وأماكن التجمعاتأولت وزارة الداخلية فى السنوات الماضية اهتماما خاصا بتأمين المدارس والمنشآت الهامة واحتفالات المواطنين فى الأعياد، خاصة بأماكن التجمعات.واعتمدت وزارة الداخلية ضمن خطتها الأمنية على الشرطة النسائية فى مثل تلك الأماكن، حيث تم نشر عناصر الشرطة النسائية فى محيط المدارس وأماكن التجمعات لمواجهة جرائم التحرش بالإناث، التي بدأت تشكل آفة في الفترة الماضية.تأمين محطات المترو والقطاراتاعتمدت وزارة الداخلية خلال السنوات الماضية، خاصة بعد انتهاء حكم الجماعة الإرهابية للبلاد وقيامهم بتهديد الشعب المصرى والقيام بعمليات إرهابية وعدائية ضد منشآت الدولة، على عناصر الشرطة النسائية فى تأمين المرافق الهامة بالدولة.وكان من أهم تلك المنشآت هى محطات المترو والقطارات، فبالرغم من اعتماد الوزارة على الأجهزة الحديثة لتأمين المحطات والقطارات من خلال أجهزة الكشف عن المعادن وأجهزة الاكس راى، كان للشرطة النسائية دور هام جدا فى خطة الوزارة، حيث تم الاعتماد عليها فى تأمين المحطات والقطارات من خلال فحص السيدات المترددات على المحطات وتفتيشهن لمنع تسرب أى من عناصر الجماعات الإرهابية وسطهن لداخل المحطات.مهام قوية للضابطاتولم يتوقف دور الشرطة النسائية على العمل فى إدارات "العلاقات العامة، ورعاية الأحداث والمؤسسات العقابية، والرعاية اللاحقة، وميناء القاهرة الجوي وشرطة النقل والمواصلات جرائم العنف ضد المرأة ومستشفيات الشرطة" فحسب، ولكنها توغلت أيضا داخل أقسام الشرطة ومديريات الأمن ضمن قطاع حقوق الإنسان، والذى يهدف لخدمة المواطنين وتقديم خدمات أفضل وحصول المواطنين على حقوقهم بسهولة ويسر. مكافحة العنف ضد المرأة أنشأت وزارة الداخلية قطاع مكافحة العنف ضد المرأة، والذى يعتمد بشكل مباشر على عناصر الشرطة النسائية للتعامل مع الجمهور، ومن بين مهام تلك الإدارة حفظ الأمن في محيط مدارس الفتيات والانتشار بأماكن التجمعات وسط مدينة القاهرة لمواجهة جرائم التحرش بالإناث والعمل بكل قطاعات وزارة الداخلية.وشارك عدد كبير من ضابطات الشرطة في الدوريات الرامية لحفظ الأمن، أثارت الكثير من ردود الفعل المرحبة بأداء الشرطيات اللاتي نجحن في التعامل.الشرطة النسائية فى الحماية المدنيةلم تكتف عناصر الشرطة النسائية بهذا الحد، بل التحقت بأحد أخطر قطاعات وزارة الداخلية وهو قطاع الحماية المدنية، والذى يقوم بدور هام جدا فى المجتمع ويتعرض الضباط به دائما لمخاطر كبيرة فى مواجهة الحرائق الكبيرة وإبطال ومواجهة العبوات المتفجرة.وظهرت عناصر من الشرطة النسائية، كأول فريق نسائي ضمن قوات الحماية المدنية، تحت قيادة النقيب منار دياب، خلال الاحتفالية التي نظمتها وزارة الداخلية، بداية الشهر الجارى بمناسبة اليوم العالمي للحماية المدنية.وتلقى فريق الشرطة النسائية، التدريبات بمعهد معاونى الأمن على الإطفاء، ليصبح أول فريق إطفاء من السيدات في تاريخ الحماية المدنية.شهداء الشرطة النسائيةتاريخ جديد سطره حادث تفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية عام 2017، داخل وزارة الداخلية، بعد أن تسبب الحادث فى استشهاد 3 من ضابطات وأفراد الشرطة النسائية، لأول مرة فى تاريخ الجهاز الشرطى.استشهدت العميد نجوى، بعد سقوطها ضحية تفجير الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، أثناء قيامها بواجبها، بتفتيش السيدات الوافدات إليها، وقت الاحتفالات، وهي واحدة ضمن مئات الضابطات في الشرطة النسائية المصرية.كما استشهدت عريف شرطة أسماء أحمد إبراهيم حسين وعريف شرطة أمينة محمد فى نفس الحادث الإرهابى الخسيس ليكتبو أسماءهم بأحرف من نور فى سجلات شهداء الوطن.أول شرطية تحصل على رتبة لواء وأمام إثبات الكفاءة والجدارة، نجحت كثير من سيدات الشرطة النسائية في الحصول على رتبة «لواء شرطة»؛ إذ أصبحت اللواء عزة الجمل أول سيدة تحصل على رتبة لواء بالوزارة عام 2017 وحصلت اللواء عزة الجمل على نوط الامتياز من وزارة الداخلية مرتين؛ المرة الأولى عندما حصلت على المركز الأول بدفعتها لدى تخرجها، والثانية فى عام 2008 بسبب إنشاء وحدة لعلاج الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة من أبناء رجال الشرطة.وتدرجت اللواء عزة الجمل منذ تخرجها فى عدة مناصب، حيث بدأت طبيبة فى مستشفى الشرطة بالعجوزة لمدة 5 سنوات، ثم مستشفى مدينة نصر ثم القاهر الجديدة، وتدرجت وصولًا لمساعد المدير للشئون العلاجية، ثم نائب مدير المستشفى، ثم مدير للمستشفى، ثم وكيل للإدارة العامة لرئاسة الشؤون الطبية، ثم مدير الإدارة العامة للشئون الطبية بدرجة مساعد وزير داخلية.
مشاركة :