السعودية مركز العالم وقلبه النابض

  • 3/8/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فكما تطوف إلكترونيات الذرة حول مركزها النواة تستمد منها الطاقة والحركة. وكما تطوف الكواكب حول مركزها الشمس تستمد منها الطاقة والحركة.. فهكذا السعودية مركز العالم ونواته. فيطوف المسلمون حول كعبتها المشرفة مركز الارض يستمدون منها طاقتهم الروحية.. ويطوف غير المسلمين حول نفطها مركز طاقة الارض يستمدون منها طاقتهم الحركية والاقتصادية… تاتي أهمية السعودية بما وهبها الله من مقومات واختصها بثلاث كنوز فريدة تعطيها مركزية العالم وقلبه النابض.. اول هذه الكنوز بما تملكه فوق أرضها من مقدسات. وثاني هذه الكنوز بما تملكه تحت أرضها من نفط. وثالث هذه الكنوز حسن الادارة بما هيأه الله لها من حكام ذو بأس وحكمة ودهاء سياسي فريد..ولذلك فالسعودية اهم واخطر دولة في العالم لأنها تملك افئدته وأمانه الاقتصادي..فهي بمثابة النواة مركز الطاقة للذرة وهي بمثابة الشمس للمجموعة الشمسية تمد كواكبها بالطاقة والحركة وهي بمثابة القلب النابض للكائن الحي الذي يمد جميع خلايا جسده بالطاقة والحركة والنمو… فبدونها ينهار العالم وبتحطم … ويعود هذا بتوفيق من الله أولا ثم بحكمة وحنكة حكامها ودهائهم ووعيهم الذين هيأهم الله ليكونوا في خدمة الإسلام والمسلمين بل والبشرية جمعاء.. فسبحان الله في توفيقه فلو تتبعت ودرست تاريخ ملوك السعودية لاكتشفت ورأيت ان كل حاكم منهم جاء في وقت وظرف يستدعي وجوده في هذا الوقت بالذات وخصه بمقومات شخصية تناسب تلك الفترة واحداثها وذلك الظرف العالمي في حينه سياسيا واقتصاديا… فعلى سبيل المثال جاء الملك فيصل في فترة بداية ظهور البترول السعودي ولولا حنكة وحكمة وقوة ذلك الحاكم ودهائه لاستولت الشركات الأجنبية على بترول السعودية الهائل وتحكمت فيه.. فما كان من الملك فيصل الا ان قال كلمته المشهورة نحن نعيش على الأسودين التمر والماء ولا نريد البترول ولن نركع لاحد. وأغلق باب التفاوض في وجوه شركات البترول العالمية. فما كان منهم إلا أن رضخوا لشروطه فحافظ على ثروة المملكة من الضياع.. كما جاء الملك خالد بطيبته وطيبة قلبه في فترة مناسبة لذلك وهي فترة رخاء خالية من اي مشاكل عالمية فكان سمات شخصيته مناسبة لتلك الفترة الهادئة التي لا تحتاج إلى قوة ولا دهاء بل تحتاج إلى البناء والتنمية والتأسيس بعيدا عن دهاء السياسة ومشاكلها الخارجية.. ثم جاء الملك فهد بشخصيته القوية ودهائه السياسي في فترة تحتاج تلك السمات الا وهي فترة احتلال العراق للكويت وتهديد السعودية واطماع صدام التوسعية ولولا دهاء الملك فهد السياسي وقوته في حشد كل العالم اجمع بدون استثناء ضد هذا العدوان. وكان نجاحا سياسيا بارعا تبعه نجاحا عسكريا هائلا وأعاد ضبط الأمور بتحرير الكويت وانهيار صدام.. و تستشعر انه لو كان هناك حاكما آخر غير الملك فهد في هذا التوقيت وتلك الفترة الحرجة فلربما حدث مايحمد عقباه ولكنه توفيق الله أن اتي بهذه الشخصية في تلك الفترة ليقود العالم اجمع لسلامة السعودية والخليج… ثم يأتي بعد ذلك ملك الإنسانية الملك عبدالله الذي ملك قلوب الشعب السعودي وجميع الشعوب العربية فسبحان الله فهذا اول حاكم يضع شعبه صوره على سياراتهم وفي منازلهم وفي قلوبهم طواعية وحبا له وقد كانت هذه السمات الشخصية للملك عبدالله تناسب تماما تلك الفترة وهي فترة الربيع العربي..عندما تسابقت الشعوب العربية في الخروج على حكامها في ثورات جامحة عارمة احرقت الأخضر واليابس.. وكان الشعب السعودي في تلك الفترة يعشق ملكه ومتيم به فسبحان من وضع حب هذا الرجل في قلوب السعوديين جميعا في تلك الفترة المتلاطمة الامواج. فكان هذا الحب وقاية وصيانة للدولة السعودية من تلك الثورات المدمرة..ومرت سفينة السعودية بسلام واثبتت تلك الأحداث ان السعودية دولة قوية داخليا وخارجي وليست دولة هشة تجرفها الأمواج مهما كانت عالية . بفضل من الله أولا ثم بفضل ذلك الملك المحبوب الذي ملك قلوب شعبه. ولن ينسى التاريخ وقفته البطولية القوية مساندا الشقيقة مصر ضد اعدائها في الداخل والخارج سياسيا واقتصاديا فاحبه المصريون كما احبه شعبه…. ثم تأتي الفترة الحالية بعد فترة خراب كثير من الدول العربية بسبب الثورات.. ثم ازدياد التدخلات الخارجية واطماع قوى إقليمية في المنطقة من إيران وتركيا وإسرائيل وباتوا يتنافسون في الاستيلاء والتوسع على حساب الدول العربية التي أنهكتها الثورات والاحتجاجات.. وباتت السعودية في موقف خطير يتمثل في اطماع إيران وتركيا وإسرائيل.. فجاء وقت الحزم والضرب بيد من حديد للدفاع عن الأمن القومي السعودي وهذه الظروف تحتاج لرجل جرئ وقوي وصلب كصلابة الملك سلمان القادر على اخذ قرارات جريئة غير تقليدية وغير مألوفة داخليا وخارجيا. ربما تبدوا للبعض قصيري النظر انها في غير محلها وإنما بدأت تثبت الايام والظروف العالمية ان قرارات الملك سلمان الداخلية والخارجية سبقت عصرها. والتي اتسم بعضها بالخير والجرئ. فكان لامفر منها لاستتباب الحكم والامن الداخلي ونظام تداول السلطة في فترة تحول خطيرة في تاريخ السعودية وجنب البلاد التنازع على السلطة وتشتت الأمر. فما كان منه إلا أن ضرب بيد من حديد غير مبالي فاستتب الأمر بشكل مذهل داخليا على غير المتوقع من كثير من المحللين والسياسيين.. وخارجبا ما كان هناك مفر من أتخاذ قرار الحرب في اليمن. وهو من أصعب القرارات.. فكان حازما وقرر الدفاع عن الأمن القومي السعودي من شطط واطماع إيران ونجح في تحييد اطماع إسرائيل بالسياسة والحنكة.. وتعامل مع تركيا باحترافية سياسية وذكاء ووقف في وجه اطماعها ووضع حدا لها… وكان من الدهاء بتوفيق من الله استطاعته صد رعونة ترامب الجامحة وان يسيطر عليه ويوظفه لخدمة السعودية وشعب السعودية والعرب وتلاعب حتى جعله يتمايل ويتراقص. ونجح في أن يوظفه ويستأجره كحارس أمن مجرد سكيورتي باجر مادي مثله مثل أي اجير.. وكان هذا نجاح عظيم وتوفيق من الله. وكانت سابقة خطيرة لم ينتبه إليها احد ولا حللها احد.. بل تناولها قصيري العقول ضيقي الافق بما يتناسب مع غبائهم وحسدهم… وأقدم الملك سلمان على تغيير اقتصادي واجتماعي شامل وجرئ ليواكب التغيرات العالمية التي حدثت فجأة وبسرعة.. ففد جاء وقت الانفتاح على العالم اقتصاديا واجتماعيا مع الحفاظ على الثوابت الثقافية والدينية ففي عام 2016 بدأ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بإطلاق خطة جريئة وهي رؤية 2030 تهدف إلى تحديث وتنويع الاقتصاد السعودي وعدم اعتماده على النفط.. فما زالت السعودية قوية وتزداد قوة وأهمية..وعمل حكامها طوال تاريخهم على ارساء السلام والامن العالمي وتنمية اقتصاده ورخائه. واتسموا بالاتزان والوعي والحكمة بعيدا عن الغرور والصلف والعنتريات الفارغة.. وضرب حكام السعودية مثلا في الإبداع السياسي والحكم الرشيد. وتاريخها يحتذى به فقد اثبت ان القوة الحقيقية في الحكمة والدهاء السياسي والفكر الاستراتيجي الذي يوظف الامكانيات المتاحة خير توظيف يناسب الزمان والمكان.. ولوكانت القوة هي اقتصادية وعسكرية فقط ما سقط صدام وانتهت العراق التي كانت تملك جميع مقومات القوة من انهار وزراعة واحتياطي بترولي كبير وقوة عسكرية هائلة وكان هذا كله يحتاج حكمة ودهاء للحفاظ عليه. فما كان من تلك القوة التي تفتقد العقل والحكمة الا وبالا عليه وعلى بلاده التي دمرت ومازالت تعاني التدمير حتى وقتنا هذا…والامثلة كثيرة عبر التاريخ غابره وحاضره ومازال التاريخ يعطينا الدروس ولكن فاز من اتعظ…

مشاركة :