الجيل الجديد من المثقفين العرب في الغرب مختلف

  • 3/9/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: نجاة الفارس أكدت الروائية أهداف سويف أن اهتمامات الأديب لا تنفصل عن هموم الناس، ولا يمتلك إلا أن يدافع عن قضاياهم، ولفتت إلى أن زوجها الشاعر الإنجليزي أيان هاملتون ووالدتها الدكتورة فاطمة موسى، يتقاسمان دور «القارئ الأول لما تكتبه»، موضحة أن الكتابة ملكة وحرفة، أما الملكة فهي من عند الله، وأما الحرفة فنتعلمها من الممارسة والانتباه إلى ردود الأفعال والآراء، ومن القراءة. وقالت في حوار مع «الخليج»: «الأدب لا يمكن إلا أن يلتقي بالسياسة، فهو يحكي حياة الناس وقضاياهم، وهي نفس الموضوعات التي تتناولها السياسة». وصدر لسويف بالإنجليزية «في عين الشمس»، و«خارطة الحب»، ومجموعة قصص «أذكرك»، وكتاب مقالات في الثقافة والسياسة حتى 2004، و«القاهرة.. المدينة والثورة»، و«تأملات في الفن الإسلامي»، حيث قامت بتصميم الكتاب واستكتاب الأدباء الذين شاركوا فيه، وتحريره، وكتاب «هذه ليست حدوداً» وقامت بتحريره، ثم هناك ترجمتها من العربية إلى الإنجليزية لمذكرات الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي، «رأيت رام الله». * ما مدى تأثر الأديبة أهداف سويف بزوجها الشاعر الإنجليزي أيان هاملتون؟ - أكيد كان لزوجي إيان هاملتون، أثر كبير في عملي، فهو من أقدر من يكتبون بالإنجليزية ومن أجملهم تعاملاً مع اللغة، كما أنه كان محرراً ورئيس تحرير مبدعاً يُشهد له باحتضان وتشجيع من يراه موهوباً، وهناك أهمية كبرى لأن يعيش الكاتب مع شخص يؤمن بأهمية الأدب والكتابة ويشجعه، ثم أيضاً كون هذا الشخص ناقدا، يناقشه في ما ما يكتب فينير له النقاش معه طريقاً، ثم يشعر بالاطمئنان إن رضي عما كتب. كان هو ووالدتي د. فاطمة موسى، يتقاسمان دور «قارئي الأول»، وكانت هذه نعمة كبيرة. * كيف كان تأثير والدك أستاذ علم النفس في مسيرتك الأدبية؟ - تعلمنا من والدي الجدية في العمل، وكانت له أقوال أو نصائح، مستخلصة من بحثه العلمي في مجال الإبداع، وجدتها دائماً مفيدة، كان يقول: إن شعرتِ أنك حبيسة، محصورة في علبة أو صندوق، تذكري أن له ستة جوانب كل واحد منها يمكن أن يكون باباً إلى مكان مختلف. التأثير في الآخر * إلى أي مدى استطاع المثقفون العرب المقيمون في الغرب التأثير في الرأي العام هناك؟ - يكفي أن ننظر إلى التأثير الضخم الذي تركه إدوارد سعيد ليس في المنظور الذي يتعامل به الغرب مع القضية الفلسطينية، وإنما في دراسات الأدب والنقد. فهو نسف مدرسة وأقام مكانها مدرسة، وقلب موازين القوى وغيّر وجه تعامل الغرب مع الشرق في جميع مجالات الفن والأكاديمية، ثم هناك مبدعون عرب، لا يعملون من أجل التأثير في الرأي العام وإنما من أجل فنّهم، ولكن وصولهم إلى مراتب عالية في فنهم يحقق تأثيراً إيجابياً في الرأي العام الغربي، مثلاً الروائي هشام مطر، والتشكيلية منى حاتوم، وهناك جيل تحت الأربعين، من الكتاب والفنانين متعددي الهوية؛ أي أن أصولهم عربية وانتماءهم عربي، لكنهم أيضاً ينتمون إلى الغرب، يعيشون ويعملون فيه وينتمون إليه، هذا هو الجيل الذي بدأنا نلمح أعماله ونستشف الأثر الذي سيكون له، منهم زينة هاشم، وعمر روبرت هاملتون، وإيزابيلا حداد، وريمي قنعازي، وخالد عبد الله، وغيرهم. * برأيك ما دور الكتاب تجاه القضية الفلسطينية في ظل الوضع المتردي الذي تعيشه الأمة العربية؟ - لا أحد يمتلك أن يطلب من الغير أن يتفاعل مع قضية، حتى وإن كانت قضايا إنسانية كبرى، بمعنى أن الفنان المهموم بفنه الذي لا يرى في الموضوع الفلسطيني ما يستوجب فعله فهو حر، أطلب منه فقط ألا يقوم بما يضر الفلسطينيين وقضيتهم، وألا يتجه إلى القدس مثلاً فيتحدث هناك عن «حق اليهود» في القدس كما فعل البعض، وهذه المسألة في الأصل مغالطة تاريخية. فالقدس ليست موضوعاً يتعلق بأحقية أحد؛ بل مسألة تتعلق بموضوع مشروع سياسي صهيوني استيطاني يقتلع شعباً متعدد الديانات من أرضه. * إلى أي مدى يمكن أن تلتقي السياسة مع الأدب والنقد؟ - الأدب لا يمكن إلا أن يلتقي بالسياسة، فهو يحكي عن حياة الناس وظروفهم ومشاكلهم، وهي الظروف والمشاكل التي تتسبب فيها السياسة بشكل كبير، وبالذات في منطقتنا هذه. وفي زماننا هذا، يصعب جداً تصور كيف تنفصل اهتمامات الفنان عن اهتمامات المواطن، وبالمقابل وكون الأديب لا يمتلك إلا أن يتماهى مع الناس من خلال فنه، فكيف يستطيع ألا يتماهى مع المظلومين والمقهورين، ولا يتبني مواقف سياسية مناصرة لهم؟.

مشاركة :