يمتطي صهوة هاتفه !! | عبد الله منور الجميلي

  • 6/9/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

(أحدهم) يرى في نفسه أنه أصبح مصوراً محترفاً؛ ولذا يعتدي خِـلْـسَـةً على حرية البسطاء في الطرق والميادين، ويُـصورهم دون علمهم أو جهلاً منهم بأوضاع غير مناسبة لإنسانيتهم، أو وهم يُـرَددون عبارات عنصرية أو تسخر من فئات مجتمعية أو أندية رياضية (دون أن يدركوا أبعادها)؛ ثم بحثاً عن المزيد من المتابعين، ولإشباع مرضه الغريب يَـبُـثّ ما صوَّره عبر اليوتيوب وبقية إخوته!! (ثانٍ) يستخف دمه فيقوم بإجبار الأطفال الغلابى على القيام بحركات خطرة، وربما مارس معهم التعذيب أو العُـنْـف؛ لكي يصل لمشاهد يرصدها بكاميرا هاتفه، ثم يوزعها عبر الواتسب وأشقائه دون أدنى مسئولية لما يترتب عليها من أضرار نفسية واجتماعية قد تؤثر سلباً على حياتهم العُـمْـرَ كله!! (ثالث) يتصل بإحدى المؤسسات الحكومية الخدمية... يرد عليه الموظف وفق ما تُـمْـلِـيْـه عليه أخلاقه، وقوانين عمله؛ ذاكراً في البداية اسمه كاملاً كالمعتاد...المُـتّـصِــل يُـسَـجِّـل المكالمة، وينشرها عبر البرامج الإلكترونية في انتهاك واضح لخصوصية ذلك الموظف!! (رابع) يستغل مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة ليـقذف الآخرين، ويُـصنفهم فكرياً على هــواه (وربما أخرجهم من الدّين أو نزع عنهم الوطنية واتهمهم بالعمالة لهذه الدولة أو تلك) ، كما أنه يمارس ترويج الكذب والشائعات التي قد تحدث شرخاً في حياة غيره، أو تَـمَـسُّ وحدة الوطن وأمنه وسلامته!! نعم إذا كان الفرسان في السابق يـركبون خَـيْـلَـهُـم لإثبات رجولتهم وكرامتهم وشجاعتهم وبطولتهم؛ فإن ما سبق نماذج من الناس أصبحت اليوم تمتطي صَـهْـوات هَــواتفها النّقَـالَــة لتعتدي على حُــريات الآخرين أفراداً أو جماعات، يفعلون ذلك إما انتقاماً أو سذاجة ودون إلمام بأنه حتى عند الشعوب التي تزعم التُـحرر في كلّ شيء هناك قانون يقول : حريتي تتوقف عند حدود حُــريات الآخرين وحفظ حقوقهم!! أولئك العابثون من أفراد مجتمعنا لاتنفع معهم برامج التوجيه والتوعية، بل القوانين الصارمة التي تـراقبهم وتسلّمهم للعدالة، ثمّ تقتص منهم وتُــشــهِّر بهم؛ فالتشهير أهم وأنجح وسائل الـردع؛ فهل نبدأ بحملة تقطع ألسنة أولئك الذين يبثون سمومهم في مجتمعنا الــطّــيب!! aaljamili@yahoo.com

مشاركة :