حقاً إنه لمن عجائب القدر وسوء الحظ أن يلجأ محبو نادي الاتحاد بعمادته وعراقته وتاريخه الطويل إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب للمطالبة بإنقاذه من الضياع والانهيار التام في حين أن من ولد بعده من الأندية الكبيرة الأخرى معروفة باعتمادها على كياناتها لحل مشكلاتها ودعمها لتكون في مستوى التشريف ومصدراً لإسعاد جماهيرها! في الاتحاد الحال تغيّر حاله ويا للأسف فلم يعد كياناً بمعناه المتماسك القوي ولم يعد له من اسمه نصيب فقد تقسم إلى مجموعات ففُجع به رجاله الكبار الذين كانوا دوماً سنده بالمال السخي الذي هو عصب الرياضة، تأملوا وضعه الحالي فلم يعرفوه إذ لم يعد اتحادهم الذي كان، فهجروه بعد أن أضحى جداراً قصيراً تسلّق عليه المنتفعون الذين أخذوا منه أكثر مما أعطوه فطاب لهم الحال فعمدوا وبإعلام (رخيص) للنيل من أهم محتضنيه الذين قدّموا عشرات بل مئات الملايين من حرّ أموالهم ليخلو لهم المكان ويحولوه إلى منصة للشهرة والتكسب، لم يسلم من أذاهم جميع من تقدّم لخدمته على الجانب الرسمي ابتداء بالدكتور خالد المرزوقي مروراً بإبراهيم علوان وانتهاءً بالوقور محمد فايز إلى أن أنشأوا بمكرهم عرفاً جعل كل رئيس أمام خيارين إمّا الانصياع لهم أو تقبل الردح والسباب وتأجيج الجماهير عليه، وتفننوا في البذاءة، وعلى الرغم من كل هذه المساوئ كان الاتحاد بجمهوره المخلص العاشق الوفي المتفرد بكل صفات الإبداع والإمتاع وببعض رجاله الذين طال صمودهم قليلاً وقبل ذلك بقدرة الله في مصاف الأبطال فاستمر يسمو بشموخه وعطائه طيلة عقود مع الاعتراف بوجود أخطاء إدارية متراكمة زادت الوضع سوءاً إلى أن قلّت مقاومته ومرض. عندما جاءت إدارة إبراهيم البلوي الحالية وأطلقت على نفسها (إدارة الإنقاذ) تحول الهجوم المعتاد لمن سبقه من الرؤساء بقدرة قادر إلى برد وسلام فتبدلت المواقف فما كان يعتبر مشيناً في الماضي أصبح إنجازاً ومثيراً للإعجاب ورمياً لإخفاقاتها الواضحة باتجاهات مختلفة وتفاعلت الإدارة مع هذا الموقف الذي لم تتفاجأ به فقد كان هذا هو العشم ممن تسلقوا وأبدعوا في طرد الداعمين وتمتعت هذه الإدارة بما لم يحظ به من سبقها من الإدارات وكان يمكن أن تكون هذه الأجواء الجديدة حافزاً لإعادة الأمجاد أو هكذا تصور جمهور الاتحاد العاشق والأكثر تأثيراً في دعمهم لفريقهم فهبوا لحضور المباريات بكثافةِ غير معهودة أملاً في عهد جديد ولكن!! لم يحقق الاتحاد سوى الإخفاق تلو الإخفاق وأصبحت (إدارة الإنقاذ) بحاجة ماسة إلى من ينقذها بعد أن أصبحت عاجزة حتى عن حماية لاعبي فريقها من مزاجية إعلام وجد من أجل الدفاع عن أخطائها فقط وقد أدى هذا لوقوع لاعبي الاتحاد تحت مطرقة هؤلاء الإعلاميين وسندان الإدارة فانهارت مستوياتهم الفنية كنتيجة طبيعية لواقع غير طبيعي والكارثة الكبرى أن هذا التراجع الفني لم يجد له هذا الإعلام مسوغاً سوى انعدام الانتماء والولاء لدى اللاعبين بكلمات نابية وهو أسوأ ما يمكن أن يقال عن أي إنسان ناهيك عن كون هذا الإنسان لاعباً شاباً اتحادياً ينتظره مستقبل كبير. إنه قدح في الكرامة وهي أغلى ما يملكه الإنسان بعد أن خرج عن إطار الحياء أمام الملأ وكما هو متوقع فقد صمتت الإدارة إزاء ذلك وكأن السكوت علامة الرضا!! وعزاؤكم يا هرماس الاتحاد أن جمهوركم سينصفكم وسينصفكم البعيد بعد أن شذ القريب وسيتم الاستنجاد بعد الله براعي الرياضة الأول فهو مندوب ملك الحزم والانجاز فهو من أؤتمن على رياضة الوطن وهو الملاذ الأخير بعد الله لوقف هذا العبث وإنقاذ اتحادكم من السقوط. إن كل اتحادي مخلص يناشد الأمير عبدالله بن مساعد أن يضع الأمور في نصابها بدءاً بمراجعة القرارات المهمة التي أصدرتها رعاية الشباب في السابق وتجاهلتها هذه الإدارة مروراً بالتحقق من الأوضاع المالية وإصدار القوائم الدقيقة تمهيداً لعقد جمعية عمومية تتجاهل الإدارة الدعوة لها وتكوين مجلس تنفيذي لهيئة أعضاء الشرف وقبل ذلك كله التحقق من أن هذه الإدارة ستنتهج منهج الإدارات الناجحة في الأندية الكبيرة الأخرى. أما الاتحاد السعودي لكرة القدم فمجاله قوانين وعقود لاعبين وتسيير آلي لكرة القدم فقط وعلى ذكر العقود فإن الاتحاد نتيجة للوضع غير الصحي الذي يعيشه قد يفقد أهم لاعبيه عند انتهاء عقودهم بعد تعرضهم لما لا يمكن أن يتعرض له إنسان، فليس بغريب أن يهرب أكثر من لاعب اتحادي بعد أن ترعرعوا بالنادي إنقاذا لكرامتهم ومستقبلهم ومن الصعب استقطاب لاعبين في مستواهم!. هكذا آلت أمور الاتحاد يا أمير الرياضة وأنت خير من يدرك بأنه إن لم تستقم أموره فإن الخسارة كبيرة جداً.. إنها خسارة الاتحاد!!.
مشاركة :