حث المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني طلبة الكليات والمعاهد والمدارس للمراحل الثانوية على ضرورة الاستفادة من بدء موسم العطلة الصيفية بالتدرب على استخدام السلاح والاستعداد لدرء المخاطر التي تواجه البلاد، وذلك بالتزامن مع الذكرى الأولى لسقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش في 10 يونيو (حزيران) 2014. ADVERTISING وقال ممثل المرجعية أحمد الصافي في خطبة صلاة الجمعة بمدينة كربلاء إن «التحديات التي يمر بها البلد كثيرة وكبيرة؛ ومن أهمها التحديات الأمنية، سواء كانت الداخلية أو الخارجية، ففي الوقت الذي تدافع فيه القوات الأمنية والمتطوعون وأبناء العشائر عن البلاد، تحدث بعض الخروقات الأمنية في بعض المدن والمناطق من تفجيرات تحصد أرواح العشرات من الأبرياء وتخلف عددا من الجرحى»، مبينًا أن «هذا الأمر يستدعي مزيدا من اليقظة والحذر، ولا بد من التعامل مع الإرهابيين بدقة ومهنية، وأن تكون الأجهزة الاستخباراتية منتبهة دائما لرصد تحركات العدو، وتعزيز وتطوير القدرات الشخصية لأفرادها». وأضاف أنه «على أبنائنا في الكليات والمعاهد وطلاب المدارس الإعدادية والمتوسطة أن يستفيدوا من أوقات التعطيل، وعلينا أن نستغلها بشكل جيد، فإضافة إلى التفوق يجب أن يكون في أيام التعطيل تحقيق أمور؛ ومن جملة هذه الأمور التي يجب أن تتحقق في العطلة السعي الحثيث للدخول في دورات تطويرية وتثقيفية علمية وتخصصية تساعد على تعزيز مفهوم المواطنة الصالحة، وكذلك التدريب على حمل السلاح والاستعداد لدرء المخاطر عن البلاد». وفي هذا السياق، أكد الأكاديمي ورجل الدين الشيعي عبد الحسين الساعدي لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الدعوة «لا تعني أن هناك أياما صعبة قد تمر على العراق وهو ما يستدعي التهيؤ لها عن طريق التدريب على السلاح؛ بل إن الهدف الأساس منها يكمن في أن تجربة المتطوعين في إطار دعوة المرجعية الدينية العام الماضي إلى (الجهاد الكفائي)، أثبتت الحاجة إلى التدريب على السلاح حتى لا تحصل خسائر بسبب عدم التدريب أو يتأخر المتطوعون في خوض المعارك». وأضاف أنه «بعيدا عن أي تفسير يمكن أن تأخذه هذه الدعوة، فإن الوقائع تثبت أن العراق لا يزال في مرمى المخاطر وفي المقدمة منها تنظيم داعش». وبشأن ما إذا كانت هذه الدعوة بصيغة فتوى وملزمة لأبناء الشيعة فقط، قال الساعدي إن «هذه دعوة أبوية من قبل المرجعية لكل الشباب العراقي من كل الأطياف والمحافظات، وهي ليست فتوى ملزمة، ولكن بالتأكيد سيكون من يقلد المرجعية هو الأكثر تقيدا بها من الناحية الفقهية». وبينما تتزامن دعوة المرجعية الشيعية بالتدريب على السلاح مع الذكرى الأولى لسقوط الموصل، فإن اللجنة التحقيقية التي شكلها البرلمان لبحث أسباب السقوط، أعلنت أمس أنها سوف تقدم تقريرها النهائي مطلع يوليو (تموز) المقبل، وأنها لا تزال تنتظر إجابات رئيس الوزراء والقائد العام السابق للقوات المسلحة نوري المالكي عن الأسئلة التي وجهتها له بعد رفضه المثول أمامها. وقال شاخوان عبد الله، عضو اللجنة التحقيقية عن كتلة التحالف الكردستاني، في تصريح إن «اللجنة حققت مع أكثر من مائة شخصية أمنية وعسكرية وسياسية في أحداث سقوط مدينة الموصل»، مبينًا أن «اللجنة بصدد إكمال تقريرها الذي سيقدم في الأول من الشهر المقبل». وأكد عبد الله، أن «التقرير أثبت تورط بعض الشخصيات في أحداث سقوط مدينة الموصل، وهو ما سيدرج في التقرير النهائي الذي سيقدم للبرلمان»، مشيرًا إلى أن «اللجنة بانتظار إجابات رئيس مجلس الوزراء السابق نوري المالكي حول الأسئلة التحريرية التي تقدمت بها».
مشاركة :