يصادف شهر الصيام لهذا العام المرور بثلاثة أنواء متتابعة، تجمع بين شدة الحر وقيظ الصيف والرطوبة المرتفعة، مع استمرار هبوب الرياح الشمالية البوارح، فيما تمتد ساعات النهار الى حوالي 14 ساعة، وبالتالي طول فترة اشعة الشمس التي تبلغ اقصى ارتفاع لها في بداية العشرة الاُول، ويتزامن ذلك مع عدد من المؤثرات الجوية في سيطرة المنخفض الموسمي بأجواء المنطقة الشرقية على وجه الخصوص، ونسبة من مؤثرات ظاهرة النينو الذي يساعد على ارتفاع درجات الحرارة، وخلال المنزلة الثانية من فصل الصيف المعروفة بـالتويبع ، واعتبارا من ظهور نجم الدبران شمال خط الاستواء السماوي في الثالث من رمضان الموافق 20 يونيو الجاري، تكون الفترة الجافة. ويبلغ متوسط الحرارة العظمى خلالها 43 درجة في الدمام والخبر والقطيف والجبيل، و45 درجة في الظهران والهفوف وبقيق، وتنشط الرياح بسبب التسخين الشمسي وزيادة فروقات الضغط الجوي، اضافة الى التأثير السلبي في هذه الاجواء على مرضى الجهاز التنفسي والربو وحساسية العين، بما يستدعي الاحتياطات الوقائية وخاصة في نهار الصيام، ثم يدخل موسم الجوزاء في العشرة الثانية من رمضان بـحر الانصراف في بداية يوليو المقبل، وخلال العشر الأواخر يتحول الطقس الى رطب وترتفع درجات الحرارة الى مستويات قياسية تقترب من الخمسينيات المئوية عند الظهيرة تزامنا مع منزلة الهقعة وبداية طالع الهنعة الذي تزداد الرطوبة بمنزلته وتسكن الرياح وتأثيرها كاتم على الاجواء خاصة على المناطق الساحلية، وهي الاشد خلال شهر الصوم. اليوم رصدت حالة الطقس المتوقعة بمشيئة الله تعالى، في شهر رمضان المقبل وفقا لمعطيات بيانات نماذج التنبؤات العددية الجوية، ومن خلال توقعات الخبراء والمتابعين للأنواء، وكانت الاشارة في البداية، الى استمرار الخصائص الجوية المعتادة صيفا خلال الشهر المبارك، فيما تتميز الايام الاولى بنسبة متدنية للرطوبة التي تنقل احساسا بدرجة حرارة مقبولة تساعد على التكيف مع طبيعة الصيام، كما يستمر هبوب رياح السموم اللاهبة صباحا مثيرة للزوابع الترابية على فترات، ثم يدخل موسم البارح الكبير في منتصف الشهر، وتسود خلال هذه الفترة الرياح الشمالية الغربية متبوعة بارتفاع معدلات الرطوبة تدريجيا في نهاية الشهر مع تغير اتجاه الرياح واستمرار ارتفاع درجات الحرارة وخاصة عندما يصاحبها سكون في الرياح، ويسيطر منخفض الهند الموسمي على حالة الطقس بالمنطقة الشرقية خلال شهر رمضان، وتبلغ درجات الحرارة فوق منتصف الاربعين، وتكون مرهقة وقاسية على معظم مناطق المملكة عدا المرتفعات الجبلية العالية، وتتشكل السحب الرعدية على المرتفعات الجنوبية الغربية التي تشهد طقسا معتدلا يستمر خلال فصل الصيف. ويتسم الطقس الذي يدخل به شهر الصوم، بقوة نفث الحرارة من جوف الأرض في ثاني نجوم مربعانية القيظ الذي يسمى بـالدبران ويشتد عصف الرياح المثيرة للغبار والأتربة، وقد تتشكل السحب الكاتمة للجو ويتساوى الليل والنهار في الحرارة، وتعد أيام التويبع الأطول على مدار العام، حيث تشرق الشمس مبكراً وتغرب متأخرة، وذلك لبلوغ الشمس ميلها الأعظم فينعدم الظل وتتعامد أشعة الشمس في موسم حر الانصراف. ويوضح خبراء الطقس والفلك ان رمضان لعام 1436هـ هو الاخير بفصل الصيف، والعام المقبل بإذن الله، يكون بفصل الربيع بعد 9 سنوات في المواسم الحارة، حيث يتنقل بين الفصول الأربعة خلال 33 سنة قمرية، الذي يعني انه سوف يعود لفصل الصيف بعد 26 عاما 1462، وهو شهر يتقدم كل عام بمعدل 11 يوماً بالنسبة للسنة الميلادية، فيما يكون تعاقب الفصول نتيجة لميل محور الأرض أثناء دورانها حول الشمس، فتختلف زاوية سقوط الأشعة على المكان الواحد من الأرض بين شهر وآخر، ويتبع ذلك اختلاف درجات الحرارة وحالة الطقس. [عبدالعزيز الشمري] الأطول نهاراً وأجواء «خارج النسق المعتاد» قال عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الباحث الفلكي عبدالعزيز بن سلطان الشمري: ان المتوقع ان يكون شهر رمضان هذا العام الأشد حرارة، ويستند ذلك الى أن النهار يكون الأطول نظرا لتعامد الشمس على مدار السرطان في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، كذلك فانه خلال الشهرين القادمين ترتفع درجات الحرارة الى معدلات لم تصلها منذ عقود، وذلك لتوافق الدورة الشمسية الرابعة والعشرين الحالية. ويبدو تأثير الشمس والعواصف الشمسية الصادرة منها خلال هذه الدورة، واضحا في الطقس ومناخ الكرة الارضية عموما، والبوادر قوية في امكانية التأثر بأجواء خارج النسق المعتاد بالفصول السابقة، فيما تعد الحرارة المرتفعة معتادة في مثل هذا الوقت من العام، حيث تبلغ ذروتها في رمضان بإذن الله تعالى، وفي الحسابات الفلكية للأنواء يكون الاختلاف واضحا خارج نسق الطوالع النجمية، والأمثلة تعاقبت بتقديم وتأخير، والذي يعني عدم إمكانية التطابق بالضرورة مكررا، خاصة ان الاجواء تتعرض لمتغيرات ترتهن الى ظروفها الآنية وفق ما يحدث من مؤثر العوامل الجوية غير المستقرة، وبالتالي يمكن القول انه من الطبيعي ان تكون الحرارة المرتفعة الملمح العام لشهر رمضان متوافقا مع فصل الصيف، وكذلك لا مجال للمبالغة في توقع تطرف في مستويات درجات الحرارة، وذلك بالنظر إلى اعتيادية جميع العناصر الجوية على نحو متقارب موسميا، والتوقعات ان تكون بمشيئة الله، في المعدل السنوي، ايضا تؤخذ النظرة الى الاحوال الجوية من جانب العلاقة بالمناخ على مستوى الكرة الأرضية في المؤثر الشمسي، وهي حقيقة علمية مؤكدة، حيث يشهد كوكبنا منذ بداية الدورة الشمسية 24 الحالية متغيرات كبيرة جدا ومتتابعة في الآونة الاخيرة، التي يُستدل بها كمؤشر ضمن معطى العوامل المؤثرة كأسباب يمكن الاستدلال بها علميا.
مشاركة :