صنعاء 9 مارس 2020 (شينخوا) في منزله بالعاصمة صنعاء، يحول الفنان اليمني ياسين غالب بقايا العلب المعدنية وقطع الأخشاب والبلاستيك التالف المرمية في الشوارع إلى لوحات ومنحوتات فنية جميلة. وقال الفنان غالب لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه يهدف من خلال فنه إلى تعليم الآخرين كيفية الاستفادة من المواد والقطع عديمة الفائدة وإعادة تشكيلها في لوحات ومنحوتات فنية إبداعية. وأضاف غالب "ربما لا تزال فكرتي بسيطة، لكن إذا تم تبنيها وتعليمها في المدارس لرفع مستوى الوعي حول كيفية استخدام أي مادة والاستفادة منها، فسنجد بيئة جميلة بالفعل، وهذه أفكار جيدة لأطفالنا الذين هم صناع المستقبل ليتعلموا الإبداع في كل الظروف". ويعرض غالب أعماله الفنية التي تأتي من البيئة المحيطة على جدران ورفوف غرفة الاستقبال في منزله، وهذه اللوحات تبرز فن الهندسة المعمارية التقليدية لمدينة صنعاء القديمة المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، والملابس التقليدية والخنجر اليمني (الجامبية)، وكذلك منحوتات وتماثيل متنوعة عن الإنسان والحيوان. وقال غالب "كنت عضوا في نقابة الفنون الجميلة وقد جاء هذا الاهتمام بشكل أساسي نتيجة لخلفيتي العلمية في الهندسة المعمارية وحبي للفنون التشكيلية، ولفت نظري أن بعض المواد التي يراها الناس أنها قمامة كانت تبدو في عيني شيئا آخر، حيث كنت التقاطها وأحاول تحويلها إلى قطعة فنية لها قيمة قدر الإمكان". وتشارك زوجة غالب وأطفالهم الثلاثة أيضا في نشاطات صناعة هذا الفن كهواية تستمتع بممارسته العائلة جميعا. وتابع "أنا أفعل هذا من أجل عشقي للفن.. وبعد الانتهاء من عملية التشكيلات الفنية التي أقوم بها، فإذا أعجب بها الناس.. فهذا جيد، لكن إذا لم تعجبهم، فبغض النظر عن ذلك فأنا أصنع الفن لنفسي ولمن حولي (أطفالي وزوجتي) الذين هم مهتمون بهذا العمل وكلنا نتمتع ونهتم به رغم أن الأمر قد يبدو مختلفا بالنسبة للآخرين". وحول غالب غرفة الاستقبال في منزله إلى معرض فني لاستقبال الزوار والمهتمين، لكنه يقول إنه من النادر جدا أن يشتري زائر بعض أعماله الفنية بسبب الأوضاع الاقتصادية المأساوية والحرب في البلاد. ويرثي غالب الوضع قائلا في هذا البلد، لا تستطيع الثقافة والفن إطعامك، فمنذ عام 1988، لم أر يمنيا يأتي لشراء شيء ما أو يقول أنني أريد الحصول على لوحة من أعمالك الفنية. واندلعت الحرب في أواخر عام 2014 عندما سيطرت جماعة الحوثي على جزء كبير من شمال البلاد وأجبرت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي على الفرار إلى الخارج، وتدخل التحالف العسكري بقيادة السعودية في مارس 2015 لدعم حكومة هادي. وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف من الناس، معظمهم من المدنيين، وشردت أكثر من ثلاثة ملايين شخص، وتسببت في قطع مرتبات موظفي القطاع العام ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة. وقال الفنان غالب بالطبع الحرب هي كارثة كبيرة وتفسد كل شيء لذلك نأمل أن تنتهي.
مشاركة :