تحقيق إخباري : شاب سوري يبتكر لوحات فنية باستخدام حبات القهوة بأسلوب رشيق

  • 3/5/2022
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

حبه وعشقه للقهوة ورائحتها المميزة دفع الشاب السوري الثلاثيني بالعمر رائد زيد الدين لابتكار أعمال يدوية فنية مدهشة ، تحمل أسلوبه الخاص ورؤيته الإبداعية التي أراد أن يخرجها للناس بأشكال مختلفة تكون ملفتة للانتباه تارة ، وتشكل فيما بعد هويته الخاصة تارة أخرى . وروى الشاب السوري زين الدين الموظف الحكومي بأحد المدارس في بلدة قنوات القريبة من مدينة السويداء شمالا ، تعلقه بالرسم منذ الصغر ، وحبه لابتكار أشياء مختلفة تحمل في روحها شيئا فنيا ، دفعه في مراحل متقدمة من عمره أن يعشق الفن ويتطلع إلى أعمال فنية كثيرة لتشكل فيما بعد مخزونا بصريا بداخله استطاع أن يجسده في أعمال يدوية فينة جميلة مبتكرة . وأطلق الفنان السوري زين الدين على مشروعه الحديث العهد نسبيا اسم " عشاق القهوة " وأراد من خلاله أن يوصل رسالة أن الفن قادر على التجديد والإنسان لديه القدرة بذات الوقت على التكيف مع بيئته وأن يسخر أي شيء لابتكار أفكار فنية جميلة بأسلوب رشيق . وقال الشاب زين الدين البالغ من العمر 33 عاما لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن " عشقي للفن بدأ منذ كنت صغيرا فشغفت بالرسم وبعدها بالأعمال اليدوية ، واستخدام مفردات البيئة لصنع أي عمل فني " ، مضيفا إن "صنع الأعمال الفنية بحبات القهوة كانت من خلال رؤيتي لأحد الأشخاص في أحد الدول الأوروبية يقوم بصنع لوحات فنية باستخدام حبات القهوة عبر مواقع التواصل الاجتماعي " ، مؤكدا أن الفكرة لاقت استحسانا بداخله فأراد أن يجسدها ويقدم رؤيته الخاصة بهذا الجانب . وتابع يقول إن أول عمل فني يدوي قدمته كان عبارة عن لوحة رسمتها للثائر التشيلي تشي غيفارا وقدمت بوضع حبات القهوة بعناية شديدة ، مشيرا إلى أن العمل الأول كان إنجازا مهما وفيه بعض الأخطاء ولكن في الأعمال القادمة تم تجاوزها وكانت جميلة وتحمل قيم فنية . وعن اختياره لحبات القهوة كأسلوب للعمل ورمزية القهوة بالنسبة له ، قال زين الدين إن " القهوة المرة تحمل دلالة هامة في محافظة السويداء ( جنوب سوريا ) ، فهي المشروب الأكثر رواجا ، وكانت تروى حكايات وأشعار عن هذا المشروب وكيفية تحضريه ، إضافة لحبي وعشقي لحبات القهوة ورائحتها الزكية " ، مشيرا إلى أن القهوة لها خصوصية لدى غالبية الناس . وبين زين الدين أن أعماله لاقت استحسانا كبيرا لدى الناس ، الأمر الذي شجعه أكثر على ابتكار الأفكار والأعمال اليدوية الأخرى ، لتصبح أعماله مطلوبة من قبل شريحة واسعة من الناس لاقتنائها كتحف فنية في المنازل . وتحدث زين الدين ، عن مسيرته الفنية التي تطورت لصنع مجسمات مغطاة بحبات القهوة ، وعن الصعوبات والتحديات التي واجهته خلال العمل ، مؤكدا أن العمل هذا يتطلب جهدا وصبرا لإنجازه ، مبينا أن أصغر قطعة تحتاج إلى ساعات طويلة كي تنجز ، ويتطلب إنتاج بعضها ما لا يقل عن يومين واستهلاك ما يقارب 1000 إلى 1500 حبة قهوة لتعطيها شكلها الجمالي المطلوب. وقال إن " عدم توفر الأدوات المناسبة لقص حبات القهوة كانت من أهم العقبات التي واجهتني أثناء العمل ، لكن رغم ذلك تغلبت عليها من خلال البحث عن أدوات بديلة أو في اختيار حبات أصغر حتى يتم ملء المكان المراد وضع حبات من القهوة فيه ، إضافة لغلاء أسعار القهوة وصعوبة انجاز أي عمل جديد في الوقت الحالي ، إلا في حال الطلب من قبل الزبون ". فالشاب زين الدين صنع عدة تحف فنية تنوعت بين تزين المزهريات بخيوط الخيش وحبات القهوة ، والآلات الموسيقية ، والسيارات الصغيرة واللوحات الفنية الأخرى ، وأشكال مختلفة يطلبها الناس لتكون تحف في منازلهم . ومن جانبها قالت سمر زريفة وهي زوجة الشاب رائد زين الدين لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن " أي عمل فني يصنعه أقوم بتأمله أكثر منه " ، مؤكدة أن كل عمل جديد يقدمه يحمل إبداعا أكثر من العمل السابق لأن رؤيته الإبداعية تتطور وذائقته الفنية تتجدد . وأضافت زريفة وهي مدرسة لمادة الموسيقى إن " الأعمال اليدوية التي يصنعها رائد ، هي بحد ذاتها أعمالا فنية متكاملة فهي إبداع وتحمل روحه قيم فنية جميلة بأسلوب مختلف " .

مشاركة :