الأندية الأدبِيَّة بحراكها الأدبي والثقافي المشهود كانت ولا تزال الرقم الأبرز في المناشط بكافة مناطق الوطن المنبرية والطباعية عبر عطاءاتها. وزارة الثقافة تعيش الآن حراكاً كبيراً على كافة الأصعدة الثقافية والتراثية والفنية يقوده الأمير النشط بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود. وقد بدأت الوزارة خطواتها ووضعت الآليات المتمثِّلة بالهيئات التي ستُحفِّز وتدعم وتشرف على النشاط الثقافي والفني بكافة أطيافها ببلادنا. والأندية الأدبِيَّة قادت وتقود مناشط الثقافة والأدب بنجاح مستدام ولا تزال ومن هنا فالمُؤَمَّل بوزارتنا أن تولى «الأندية الأدبِيَّة» عنايتها لنجاحاتها بالسابق، إذ هي أبرز المؤسسات التي رأينا حراكها بالمشهد الأدبي. ولعل أهم الهيئات التي أعلن عنها سمو وزير الثقافة «هيئة الأدب والنشر والترجمة» التي نستشرف أن تعطي الكثير لحاضرنا الأدبي والثقافي وخصوصاً أن الذي يتولى رئاستها أديب مُثَقَّف معايش للمشهد ومن أهم مكوناته الأندية الأدبية فهي كيانات قائمة أغلبها يمتلك مقرَّات جميلة بمسارح راقية ونهضت منذ تأسيسها بدور كبير سواء بالداخل أو الإسهام بإعطاء صورة مشرِّفة عن منظومتنا الأدبية والثقافية بالخارج ولا تزال تنهض بهذه الرسالة. * * * = 2 = الشاعرة مزنة المبارك: جزالة المفردة وجمال المضمون. * الشعر العذب ينقلك من ضيق المكان لرحابة الفضاء. يجعلك تتهادى على الغيم. ترحل من الدُّجى إلى الفجر. تستاف عبق الورد و ترتشف الرحيق بديلاً من لهب الحريق. لقد رحلت مع عدد من قصائد الشاعرة المجيدة مزنة المبارك. وجدت في شعرها جزالة المفردة وجمال المضمون. تنطلق بقصائدها من عاطفة جيَّاشة ومن مشاعر صادقة. تتنقَّل بقوافي شعرها ما بين قوارب الوطن والقلب والإنسان. من قصيدة لها أبيات تتكئ بها على تاريخ أمتها المجيد. أيَّها الأطلسُ هل تذكرنا نركبُ الموج عظيمَ الرَّهبِ قد مشينا فوقهُ في رقةٍ وقطفناها نجومَ الغيهبِ لامست قاماتُنا أمالَنا فلمسنَا المجدَ بينَ الشُّهبِ وهذه أبيات عذبة من قصيدة عاطفية تحمل رقة العتب والشكوى للأحلام وآهات الشعر. لأشكونَّكَ للأحلامِ غاضبةً وأفشينّ بدمعي بعض غصاتي وأسمعنّك من ذكرى مودتنا ما كنتَ تكتبهُ شعرًا بآهاتي قد كنتُ مُلهمةً في كل قافية وكنتَ وحيًا يُغشّي سحرَ أبياتي وما أجمل مناجاتها للربيع الذي»طالت غيبته» تستحِثَّه أن يشرق باخضرار أوراقه وعبق زهوره. ما للربيعِ يطيلُ اليومَ غيبتهُ ألاَ تُثيرُ شذا الأزهارِ مُهجتهُ؟! ألاَ تُذكّرهُ تلك الغصونُ رؤىً تهتزُّ في ولهٍ تشتاقُ مُقلتهُ؟! ألاَ يحنُّ لإحلام الهوى رقصتْ أزهارهُ فربيعُ العمرِ بسمتهُ؟! وبعد: هذا الشعر الرقيق بزمن الجفاف وهذه الحروف بزمن الحروب ما أحراها أن تضمَّها الشاعرة بديوان يحفظ شِعْرها ويبقيه مورقاً أمام قُرَّائها.. يتأرّجون شذى ورده ويرِدُون شهد شِعْرِه. نقلاً عن "الجزيرة"
مشاركة :