دروس الانتخابات التركية | مقالات

  • 6/10/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مع ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية التركية والتي بينت فوز حزب «العدالة والتنمية» بأعلى عدد من المقاعد 258 مقعداً وبنسبة تمثيل في البرلمان تصل إلى 41 في المئة، وحصول بقية الأحزاب على نسب متفاوتة في المقاعد، كان من أبرزها حصول الحزب الكردي «الشعوب الديموقراطي» على 80 مقعداً وبنسبة تمثيل 13 في المئة، ما جعله ولأول مرة يتمكن من دخول البرلمان بعد تجاوزه نسبة العشرة في المئة. أقول مع هذه النتائج يمكننا أن نخرج بملاحظات ودروس عدة ومنها: 1- ندرك حجم العداوة التي يحملها أعداء المشروع الإسلامي، والذين سعوا جاهدين بكل ما أوتوا من قوة من عدم تمكن حزب «العدالة والتنمية» من الحصول على عدد المقاعد التي تمكنه من الانفراد في الحكم، والعمل على تعديل الدستور. وهذه الخطوة - تعديل الدستور - كان هدفاً للحزب من أجل تحويل الحكم في تركيا إلى النظام الرئاسي، والذي يعطي رئيس الدولة صلاحيات أكثر. طبعا الكل يعرف موقف أردوغان من قضايا عدة في مقدمتها العنجهية الصهيونية، وأهمية تحجيمها، نظام مجلس الأمن الذي تتحكم فيه خمس دول والتي تملك حق «الفيتو» وأهمية تعديله، موقفه من النظام السوري وضرورة زواله، موقفه الرافض والواضح من تغيير رؤساء الدول المنتخبين عبر الانقلابات. كل هذه وغيرها جعلت جهات عدة في الشرق والغرب تدفع المليارات وتسخر وسائل إعلامها لمهاجمة الرئيس «أردوغان» وحزبه. 2- نتعلم من حزب العدالة والتنمية تمسكه بالمبادئ وإن أدت إلى خسارة بعض المكاسب، فموقف حكومة العدالة والتنمية الإنساني مع القضية السورية، ورعايتهم للاجئين السوريين واستقبالهم وتقديم جميع الخدمات المجانية لهم، كان سبباً في اتخاذ بعض الأتراك موقفاً سلبياً من الحزب لمعارضتهم التوسع في تقديم الخدمات للسوريين. 3- هذه الانتخابات تجعلنا نفهم بعض الأساليب المخادعة للإعلام، فكثير من وسائل الإعلام المعادية لسياسة أردوغان وحزب العدالة، خرجت بعناوين كبيرة وبارزة تتحدث عن الخسارة الكبرى لحزب العدالة والهزيمة الساحقة التي مُني بها «أردوغان» وهي تتجاهل في الوقت نفسه أن حزب العدالة هو الحزب الأول والحاصل على أكبر عدد من المقاعد، وهو الحزب الذي ما زال يملك الأحقية في تشكيل الحكومة، وهو الحزب الأكثر قبولا في الشارع التركي وهو كذلك الذي يحظى باحترام ودعم أكثر من 40 في المئة من الشعب التركي. 4- هذه الانتخابات أثبتت لنا احترام الأحزاب ذات المنطلقات والتوجهات الإسلامية لإرادة الشعوب، والمتمثل بقبول حزب العدالة بالنتائج والتعامل معها واقعياً دون تخوين، في الوقت الذي نرى فيه الأحزاب العلمانية والليبرالية لا تقبل بنتائج الانتخابات إذا أظهرت تقدم الإسلاميين، وفي تونس ومصر شواهدها معروفة. 5 - كشفت لنا هذه الانتخابات أن بعض الأحزاب تتآمر وتعادي الحاكم الذي يعطيها حرية أكثر، وهي تذكرني ببعض الأحزاب المصرية، فحزب «الشعوب الديموقراطي» هو حزب كردي، والأكراد حصلوا على حقوق ومكتسبات لم يكونوا يحلمون بها قبل وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم، ومع ذلك كانوا يعلنون أنه من يريد إسقاط مشروع تعديل الدستور كي يصبح الحكم رئاسياً فعليه بأن يدعم حزبنا، وكأنهم يعضّون اليد التي امتدت إليهم!! 6 - من العجيب أن تقرأ سخرية بعض الخليجيين من تركيا وانتخاباتها، ويتحدث عن تحجيم دور أردوغان، وهو في بلده لم يعرف يوماً شيئاً اسمه انتخابات أو صناديق اقتراع!! خلاصة: أعتقد بأن حزب «العدالة والتنمية» ومن خلال خبرته الطويلة وتجاربه العديدة، قادر على التعاطي مع ما أفرزته نتائج الانتخابات، ولقد مرت به ظروف مشابهة وربما أصعب، لكنه تجاوزها واستطاع الوصول إلى الأهداف التي كان يطمح إليها، وللحزب اختيارات مطروحة عدة لعل من بينها العودة مرة أخرى إلى صناديق الاقتراع. Twitter:@abdulaziz2002

مشاركة :